احتضن المعهد الوطني للتكوين بمدينة عين ولمان بولاية سطيف ندوة تاريخية كان موضوعها الرئيسي أحداث 20 أوت 55 ومؤتمر الصومام 20 أوت 1956، وتأثرهما على مسار حرب التحرير المباركة، وهنا تحدث عبد الرزاق بوحارة عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني عن الدور الذي لعبته جبهة التحرير، مؤكدا أنها أعطت الالتحام الحقيقي بين جيش التحرير الوطني والشعب من أجل تحقيق الأهداف التي نص عليها بيان أول نوفمبر وتحقيق السيادة الوطنية. بوحارة من خلال المحاضرة التي قدمها ليلة الجمعة بالمعهد الوطني للتكوين بمدينة عين ولمان بولاية سطيف، بدعوة من النائب الأفلاني لمجلس الأمة لكحل العمري عاد في تدخله إلى ظروف وتداعيات هذا الحدث الهام في تاريخ الثورة من خلال الوقوف على مسار الحركة الوطنية وما تمخض عنها من نتائج هامة فيما يتعلق منها بلقاءات مع دول التحالف حول استقلال الجزائر في إطار اتفاق علني حرره مجموعة من قادة الحركة الوطنية، وعلى رأسهم فرحات عباس، الذي سمي آنذاك بأصحاب البيان، ليؤكد بأن أحداث 20 أوت لها ارتباط وثيق بمجازر 8 ماي 1945 التي شهدتها مجموعة من المدن الجزائرية. وفي ذات السياق قال بوحارة بأن تأسيس المنظمة الخاصة سنة1947 تعتبر المحطة الأهم في استعمال العنف المضاد وأن ما سلب بالقوة لا يسترد إلا بالقوة خاصة بعد انهيار النظام الاستعماري من طرف بريطانيا وبلجيكا وتمسك فرنسا بمستعمراتها بحجة أنها لا تملك أسلحة نووية، موضحا بأن سلسلة الأحداث المرتبطة بهجومات الشمال القسنطيني قد تجلت من خلال الأحداث التي عرفتها مدينة سكيكدة سنة 1952 باعتبارها المدينة التي تحوي أكثر من 70 بالمائة من المعمرين المالطيين، مؤكدا بأن هذه الأحداث التي كانت لها انعكاسات ايجابية على الانطلاقة القوية لثورة أول نوفمبر 1954 والتي كان لها الأثر الايجابي في نفوس كل الجزائريين، فيما اعتبرتها فرنسا بأنها مشكل داخلي يعالج في إطار القوانين المعمول بها. ويعتبر بوحارة عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني أن الهدنة التي أعقبت انطلاق ثورة التحرير سمحت لقادة الثورة وعلى رأسهم الشهيد بن بولعيد بالتحرك من أجل جلب السلاح ولقائه مع بن بلة وآيت أحمد وذلك بليبيا، وكذلك محاولة الثورة فك الحصار عن منطقة الأوراس واثبات الوحدة من أجل الاستقلال، مؤكدا بأن تداعيات هجومات الشمال القسنطيني كانت لها أسباب وظروف عديدة من خلال حصار الأوراس وجاك سوستال ببعث مشروع جديد لإفراغ الثورة من محتواها، وهو المشروع المستوحى من قانون1947 إلى جانب تطبيق حالة الحصار وتطبيق الأحكام العرفية. ويلاحظ بوحارة بأن هذه الهجومات قد خطط لها من طرف قياديين وعلى رأسهم البطل زيغود يوسف الذي قاد هذه المعركة وكان من أهدافها تخريب المنشآت العسكرية للعدو الفرنسي والحصول على معدات عسكرية لإنجاز العمل الثوري وكذلك تنفيذ ادعاء فرنسا بأن المجاهدين مجرد متمردين وقطاع طرق إلى جانب فك الحصار عن منظمة الأوراس. ويؤكد بوحارة بأن العملية قد أربكت العدو الفرنسي من خلال 53 هجوما شنه الثوار بمنطقة سكيكدة. ويؤكد نائب رئيس مجلس الأمة أن هجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 كانت لها نتائج إيجابية على ثورة التحرير المظفرة من خلال تحرير النفس من الخوف وتقوية الإرادة الشعبية في مجابهة العدو الفرنسي، إلى جانب التأكيد على حتمية وشرعية الثورة إن لم يعد هناك مكان للحياة وإعطاء الدليل القاطع على عدالة القضية الجزائرية، خاصة وأن هذه الأحداث تأتي عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد كان لهذه المحاضرة الأثر الإيجابي في نفوس الحاضرين خاصة وأنها تأتي في ظل احتفال الجزائر بخمسينية الاستقلال، حيث تركزت المناقشات حول كتابة التاريخ ونقله إلى الأجيال من خلال صور ومشاهد حية وهو ما أكد عليه الدكتور عبد الله بوخلخال عميد جامعة الأمير عبد القادر الذي أكد من خلال تدخله أن هذه السنة ستعرف انطلاقة حقيقية لكتابة التاريخ متحدثا بإسهاب المحطات التاريخية لثورة أول نوفمبر، كما كان للدكتور محساس تدخل حول كتابة التاريخ إلى جانب تدخل نواب من جبهة التحرير الوطني.