نشرت أمس مديريات التربية عبر الولايات قوائم الناجحين في مسابقة توظيف أساتذة التعليم الثانوي والمتوسط والابتدائي، ولأول مرة تنتهي من جدولة علاماتها وتُعلن عن أسماء الناجحين في ظرف عشرة أيام فقط، وهو وقت قياسي جدا، ومن شأنه أن يساعد كثيرا وزارة التربية على إلحاق الناجحين بمناصب عملهم عند الدخول المدرسي القادم من دون أي تأخير. أعلنت أمس وزارة التربية عن نتائج مسابقة توظيف أساتذة التعليم الثانوي والمتوسط والابتدائي، وقد قامت مديريات التربية بنشر قوائم الناجحين، الذين قارب عددهم ال 15 ألف أستاذ من مجموع أزيد من 266 ألف مُمتحن، وكانت الفرحة كبيرة عند الفائزين، فيما كانت حالات التذمر والإحباط تلفّ المتعثرين الذين لم يسعفهم الحظ في الفوز بالمنصب. ووفق ما هو معلوم، فإن هذه المسابقة أُجريت لأول مرة على أساس الشهادة، ومقابلة المترشح من قبل لجنة مختصة، ولم يكن فيها أي امتحان كتابي مثلما جرت العادة في السنوات الماضية، وقد اعتمدت سلّم ترتيب وتنقيط خاص لأول مرة، الأساس فيه الخبرة المهنية للمترشح بستّ نقاط لكل من عمل ست سنوات أو أكثر في قطاع التربية، وقد استفاد على وجه الخصوص من هذا المعيار الأساتذة المتعاقدون الذين هم أصلا يحتلون مناصب عمل، وثاني معيار في سلم الترتيب والتنقيط كان للمترشحين المتحصلين على شهادة الماستر 2، وبعدها المترشحون الحاصلون على شهادة مهندس دولة في التخصصات المطلوبة، وفي نهاية سلّم الأولوية كان المترشحون الحاملون لشهادة الليسانس، وهم الشريحة الأقل حظا في الظفر بالمناصب الممنوحة، وأغلبهم تواجدوا بالأساس في طوري الابتدائي والمتوسط، فيما كانت نسبة النجاح الكبيرة من حظ حملة شهادة الماستر 2، وشهادة مهندس دولة، والمتعاقدين، لأن سلم الترتيب والتنقيط منحهم الأولوية في هذه المسابقة. وحتّى وإن اختلفت الآراء بخصوص الطريقة الجديدة التي تمت بها هذه المسابقة، ولاسيما منها المقابلة التي نالت انتقادات حادة بشأن نوعية وطبيعة الأسئلة التي طُرحت فيها، إلا أن عمراوي مسعود الأستاذ وعضو المكتب الوطني في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين كان له رأي وتقييم آخر، حيث قال أمس ل »صوت الأحرار« : »مبدئيا سُلّم التنقيط كان لأول مرة دقيقا وواضحا، ثمّن الخبرة المهنية، ممّا سيمكن من امتصاص المتعاقدين، والقضاء النهائي على هذا المشكل، وفي نفس الوقت ثمّن سُلّم التنقيط الكفاءة والمعدلات الجيدة، بحيث منحهم إلى ثلاث نقاط كاملة، مما يجعلنا نعتقد أن مديريات التربية عبر الولايات طبقت سُلّم التنقيط، وأن الناجحين يكونون هم المستحقين لذلك«. وما هو إيجابي هذه المرة وفق ما أضاف عمراوي الأستاذ والنقابي، أن قائمة الاحتياط تبقى سارية المفعول بصفة شبه كاملة بين دورتين على مدار سنة كاملة، ولن يعرف القطاع عجزا في أي مادة من المواد باعتبار أن المتعاقدين سيخلفون من قائمة الاحتياط ، هذا زيادة عن أن مديرية الوظيفة العمومية سمحت للمتحصلين على شهادات جامعية الترقية وتغيير أسلاكهم تثمينا لشهاداتهم الجامعية«. وفيما يخص قانون أخلاقيات مهنة التدريس، قال عمراوي: »نحن كنا طالبنا بهذا القانون منذ سنوات، ولم يِؤخذ برأينا، وهو ضروري ولاسيما في ظل الأوضاع الحالية والتجاوزات الحاصلة، وهذا القانون كان طالب به نوار العربي، الأستاذ في الرياضيات بالتعليم الثانوي والمنسق الوطني لنقابة »كناباست« ، ومن أجل الإسراع بتجسيده على أرض الواقع وجّه أول أمس نداء إلى كافة الأساتذة بأطوار التعليم جميعها، وقد بيّن فيه الأهمية القصوى التي ينطوي عليها، ولاسيما في هذه السنوات الأخيرة التي تفسخت فيها أمور المجتمع، وبلغت عدواهُ قطاع التربية والتعليم عموما وفي كامل مراحله.