أشار رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، إلى أنه ليس بحاجة للحديث عن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد بحكم أنه »المناضل والقائد العسكري، فهو خرج من ريف الجزائر، والتحق بجيش التحرير الوطني، تقلد مختلف الرتب القيادية والمسؤوليات العسكرية والسياسية في البلاد قبل وبعد الاستقلال«، مبرزا أنه »جاء ليخلف رجلا عظيم آخر هو هواري بومدين، وطبعا ليعوض شخص في هذه الأهمية وسمعة بومدين كان ذلك يحتاج إلى حكمة وقدرات وهذه الحكمة والقدرات كانت في الشاذلي بن جديد الذي كان قادرا على تحملها، ليرتقي إلى المسؤوليات التي أوصلته إلى رئاسة الجمهورية«. وأفاد بأن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد »كان رئيسا كفؤا، جديا في العمل، فهم مختلف الملفات التي كانت موجودة على مكتب الراحل بومدين، وكان صبورا مع زملائه ورفاقه وكان رحيما حتى مع أعدائه ولم يكن يحمل الضغينة لأي كان«، وتابع: »يشهد له التاريخ أنه أطلق سراح الرئيس الراحل أحمد بن بلة واتخذ إجراءات اتجاه المعارضة وبعد في نوع من الانفراج السياسي. ثم تأكد هذا المسعى«. وأوضح حمروش في تصريحات للصحفيين أمس بمقبرة العالية »مع أحداث أكتوبر الأليمة التي أفهمته أن النظام القائم لم يعد قادرا على حل المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قرر تقبل فكرة إجراء الإصلاحات السياسية واقتصادية جذرية من أجل استمرار نمو المجامع الجزائري فانطلق من فكرة أنه لابد من وضع مؤسسات إضافية من خلال مؤتمر الأفلان وافرز ذلك دستور 1989«. وحرص المتحدّث على إبراز إيجابيات الرئيس الفقيد »قد يكون الراحل الشاذلي بن جديد أصاب في الكثير من القضايا وقد يكون أخطأ في بعضها، ولكننا كخلاصة لذلك نقول إنه ينتمي إلى جيل نشأ تحت ظلم العبودية وأخذ بزمام المبادرة بالحرب من أجل الحرية والانعتاق فكانت له القابلية لرد فعل سريع عن تلك الأحداث، كما كان لهذا الجيل بعض النقص في التخطيط وإدارة المشاريع، لكنه كان يسعى دوما لحل المشاكل بالعمل وليس بالنظريات السياسية والاقتصادية، فهو خريج مدرسة العمل«.