اتهمت حركة الإصلاح الوطني شيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس ب «استفزاز مشاعر الأمة الإسلامية» من خلال ما ورد من صور تشخّص الرسول الكريم والصحابة في كتابه «الصوفية الإرث المشترك» إلى جانب التصريحات الأخيرة التي أطلقها ضد الحجاب، ووصفت ما جاء على لسانه بأنه «ينسجم مع هرطقات ساركوزي»، وفي وقت أكدت الحركة أن هذا «التعدّي» أمر محزن، اعتبرت «السكوت عن هذا النشاز غير مقبول البتة». وضعت حركة الإصلاح كتاب شيخ الطريقة العلاوية وتصريحاته الأخيرة حول الحجاب بالإضافة إلى هجومه على عدد من علماء الأمة على شاكلة محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وتعدّيه على جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في خانة «النشاز الذي نجده ينسجم مع هرطقات ساركوزي لدى الحديث عن البرقع وإرهاب ألماني ضد متحجبة وزوجها»، كما شبّهت ما ذهبت إليه زوجته في تأويل آيات الحجاب ب «ما فعلته زوجات جنرالات فرنسا في 1958 عندما أحرقن الحجاب في ساحة إفريقيا في رمزية لتحرير المرأة الجزائرية من التخلّف..» أو «ما فعلته الإمبراطورة فرح زوجة شاه إيران عندما أفتت أنها قرأت القرآن ولم تجد فيه ما يفرض الحجاب على المرأة المسلمة». وعليه فقد وصفت الحركة في بيان شديد اللهجة ما أقدم عليه خالد بن تونس بمثابة «مشاكسة الأمة وإلهائها عن خوض المعارك ضد التخلّف الفكري والاجتماعي والاقتصادي، ليغرقها في بلبلة حول الحجاب والإساءة إلى رموز الأمة وذلك برسم الرسول والصحابة والملائكة» وهو السلوك الذي لم تتوان في اعتباره «استفزازا للمدافعين عن قيم الإسلام ومظاهرة لأعدائهم فضلا عن خصومهم». وحرصت حركة الإصلاح في بيانها على التأكيد بأنها تأنّت في التعامل مع قضية الكتاب وتصريحات شيخ الطريقة العلاوية من منطلق اعتقادها بأن هناك مبالغة من وسائل الإعلام في نقل تصريحاته وأن «بن تونس لم يقل ولم يكتب ما تداوله الإعلام»، لكنها أعقبت على ذلك بقولها «لكن الأمر بدا للحركة أن السكوت عليه غير مقبول البتة» من منطلق أنها ترى طرق فريضة الحجاب «بعيدة كل البعد عن ديننا عما عرف به في تراثنا الإسلامي في سلوكنا وفيما يتناوله فقهاؤنا..». كما هاجمت الحركة في السياق ذاته اعتقاد بن تونس بأن «الحجاب ليس ضرورة دينية» وصنّفت مقاربته مع نفس التصوّرات التي يعتقد بها من أسمتهم «جحافل اللائكيين هنا وهناك في العالم الإسلامي المعادين لقيم الإسلام»، وبالمقابل أوردت أن فقهاء الأمة عندما يتكلمون عن الحجاب فإنهم يستندون إلى نص الكتاب والسنة وذلك «من البرقع (النقاب) إلى آخر ما يسمحون به وهو الوجه والكفّين.. لكن النغمة النشاز من رئيس طريقة عريقة مع قيم دين الأمة مما يصدم العقول والفكر معا». وتوقعت الإصلاح أن تحدث هناك تداعيات لا تحمد عقباها على الساحة الإسلامية جراء ما أقدم عليه خالد بن تونس، حيث أكدت في بيانها أنه «لمحزن حقا أن يعود رئيس طريقة عريقة أنتجت مثل المجاهد عمر المختار، أن يعود القهقري فنجده يرسم جبريل في صورة أنثى أو الرسول وأصحابه، أو الأمير عبد القادر تحفّه نجمة داوود رمز الصهيونية..». وبناء على كل هذه الملاحظات خلصت حركة الإصلاح الوطني إلى استنتاج مفاده أن ما يحدث «نعدّه ثورة على الإصلاح والمصلحين وعرقلة للصحوة التي تعيشها الأمة، وكذا توهين لإقبال الآلاف المؤلّفة على الإسلام في الشرق والغرب»، قبل أن توجّه في ختام بيانها دعوة إلى الأمة من أجل «اليقظة ورفض زرع الشكوك في ساحاتها وعليها بالدفاع عن قيمها حتى لا يقول الغرب يوما أننا نحارب الفساد عنده ولا نحاربه عندنا وأننا نريد إصلاحه ولا نريد إصلاح أنفسنا».