عرض، أمس، رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري وسيط المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا(ايكواس) في الأزمة المالية على ممثلي الحكومة باماكو أجندة مباحثات مع حركتي »أنصار الدين« و» تحرير الأزواد« وذلك خلال جولة جديدة من المفاوضات جمعت لأول مرة ممثلي باماكو وموفدي الحركتين من أجل التوصل إلى اتفاق وتفعيل جهود الحل السلمي للأزمة في مالي. في وقت يحسم اليوم مجلس الأمن الدولي في مسألة التدخل العسكري. استقبل أمس الرئيس البوركنابي بصفته وسيط »الأيكواس« في أزمة مالي، للمرة الأولى مندوبين عن السلطة المالية وجماعتي »أنصار الدين« و»الحركة الوطنية لتحرير الأزواد«، وقال الرئيس كومباوري في تصريح قبيل استقباله الوفود الثلاثة معا ظهر أمس إنه سيعرض على ممثلي الحكومة باماكو »أجندة مباحثات«مع حركتي »أنصار الدين« و»تحرير الأزواد«، مؤكدا أن هذا اللقاء التمهيدي يهدف إلى »تحقيق اتفاق مبدئى بين الأطراف المتنازعة نحو تفعيل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة في شمال مالي«. وفي وقت يعد هذا اللقاء الأول الذي يجمع الإطراف الثلاثة المتنازعة معا منذ بدء المساعي الإقليمية بوساطة بوركينابية، جددت حكومة مالي على لسان وزير خارجيتها تييمان كوليبالي، خلال استقباله أول أمس من طرف الرئيس البوركنابي تمهيدا لجولة المفاوضات، جددت التأكيد على شروط باماكو للجلوس على طالة التفاوض مع الجماعتين، حيث قال »نتحرك في إطار دستور مالي: الجمهورية واحدة وموحدة وعلمانية ولذلك لا يمكن أن تنجح في مالي المطالب الانفصالية وغيرها ومحاولات فرض طائفة وقانون بالقوة، واعتقد أن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة أخرى ولهذا السبب نحن هنا«. ومن جانبه, قال عضو بوفد »حركة تحرير الأزواد«لم يفصح عن هويته في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إن هذا اللقاء »يعد بمثابة اتصالات أولية لأنه في مرحلة ما قبل الاستكشاف«.وتأتي هذه المفاوضات بعد تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي حذر فيه من مخاطر التدخل العسكري في شمال مالي والذي قال إنه من شأنه أن يفاقم الوضع الإنساني الهش ويؤدي إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان«. وفي نفس السياق حذر القائد الأعلى للقوات الأمريكية في إفريقيا »أفريكوم« الجنرال كارتر هام من »أي تحرك عسكري سابق لأوانه« في مالي حتى في ظل إحكام الجماعات المسلحة قبضتها على شمال البلاد، مؤكدا بأن»أي تدخل عسكري في الوقت الراهن سيفشل وسيزيد من تأزم الوضع المعقد أصلا«.وأكد الجنرال كارتر هام في واشنطن إن المفاوضات هي أحسن حل لازمة مالي، محذرا من تدخل عسكري متسرع.ولدى تدخله أمس خلال نقاش حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا نضم في واشنطن قال إن »المفاوضات تبقى أفضل حل«.وصرح بأنه في حالة ما إذا أصبح التدخل العسكري ضروريا »يجب أن ينجح حتما ولا يتم قبل أوانه«. ويذكر إن الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي تعتبر »رقما هاما« في المعادلة في الأزمة »وأنصار الدين« الطرف الأساسي في المفاوضات قد أكدتا استعدادهما لإجراء حوار سياسي لحل الأزمة، فيما اعتبرت سلطات باماكو أن الحوار مع الجماعتين »لا مناص منه«. ومن هذا المنظور تعتبر الجزائر وبوركينافاسو أن »أحد أهم رهانات«المفاوضات هو ضم الحركتين إلى حل سياسي وتجنيب الخيار العسكري وانعكاساته السلبية على المنطقة برمتها. ومن المقر أن يحسم مجلس الأمن الدولي في مسألة التدخل العسكري مالي اليوم وسيكون تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أحد العوامل الرئيسية في قرار المجلس.وتدعو اللائحة الأممية 2071 السلطات المالية إلى مباشرة حوار سياسي مع جماعات المتمردين الماليين والممثلين الشرعيين للسكان المحليين لشمال مالي كما تهدد الجماعات المسلحة بنفس المنطقة التي لا تنفصل عن الحركات الإرهابية بعقوبات.