قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله إنه لا يمانع من إنشاء نقابة تهتم بشؤون موظفي وأئمة وعمال السلك الديني، مشددا على أهمية دور المسجد في المجتمع والذي قال إنه يعد »البوتقة التي تنصهر فيها شخصية المجتمع«. وأوضح غلام الله على هامش انعقاد الندوة الشهرية لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بدار الإمام بالمحمدية تحت عنوان »المرجعية الدينية الوطنية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية« بحضور أئمة ومرشدين ومرشدات ومفتشين وأساتذة وأعضاء من السلك الديني أنه كان من الأوائل الذين نادوا بتشكيل نقابة تهتم بشؤون موظفي القطاع كبقية قطاعات الدولة الأخرى. وفي نفس الموضوع أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أنه ينبغي على إمام المسجد أن يهب نفسه لخدمة هدف أسمى وهو خدمة الدين والوطن والأمة لأن الإمام في الجزائر جزء من الأمة والدولة ليس كبعض الدول فحقوقه مصانة. وحول ذلك، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن »وحدة الأمة لا بد أن تتجسد في المسجد« لأنه يعد البوتقة التي تنصهر فيها شخصية المجتمع، موضحا أن الإمام ليس موظفا فقط بل عندما اختار المحراب والمسجد ليسخر نفسه »خادما لأمة وموجها لها ولا بد أن يكون من الناصحين لأفراد المجتمع لا يفرقهم عن جماعتهم بل يقويها . وقال إن الإمام في الجزائر جزء من الأمة والدولة لا بد أن يحرص كل الحرص على ما أجمعت عليه الأمة لا يخرج عن المرجعية المتبعة في المجتمع إلى مرجعية أخرى لا تليق به ويجب أن يعمل في انسجام تام مع كل مؤسسات الدولة الأخرى. ومن جهته أكد الدكتور محمد عيسى المفتش العام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن المرجعية الدينية والوطنية هي التي توحد الأمة وتحصنها من أي خطر خارجي، وبعد أن أحاط المحاضر بالعناصر التي تكون المرجعية الدينية الوطنية أكد على واجب الشعور بالانتماء للوطن مشيرا إلى أن ذلك هو المنقذ الحقيقي للهوية الوطنية الجزائرية في أبعادها الإسلامية العربية والأمازيغية، وأضاف أن رسالة الأئمة هي نقل ذلك الإرث والحفاظ على الأمانة وتبليغها للأجيال وأن يعمل بإخلاص وتدبر وتبصر في إطار المرجعية الدينية الوطنية. وبدوره أكد الدكتور يوسف بالمهدي مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف على وحدة صف الأمة الجزائرية من أي دسائس تحاك ضدها مشيدا هو الآخر بفتاوى العلامة ابن باديس بتأسيسه لتوجه ديني وطني يخدم الاستقلال الوطني ويرفض الاستعمار، مشيرا إلى أن العلماء دائما كانوا ولا يزالون يبحثون عن الأشياء التي تجمع عليها الأمة وتوحدها.