أقلعت طائرتان روسيتان تحملان مساعدات إنسانية صباح اليوم الثلاثاء في اتجاه اللاذقية شمال غرب سوريا، على أن تقوما بإجلاء مواطنين روسيين يرغبون في مغادرة هذا البلد. وقالت وزارة الطوارئ الروسية في بيان لها إن طائرتين من طراز زإيليوشين 62س وإيليوشين 76 تنقلان 46 طنا من المساعدات أقلعتا قبل الظهر من ضاحية موسكو في اتجاه مطار اللاذقية، وسوف تقومان بإجلاء أي مواطن روسي يرغب في مغادرة سوريا. وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة إيرينا روسيوس أن الطائرتين تنقلان مساعدات غذائية إضافة إلى خيام ومولدات كهرباء وآنية مطبخ، ومن المتوقع أن تهبطا في اللاذقية، وبعد ذلك سيكون بوسع مواطني روسيا ومجموعة الدول المستقلة الراغبين في مغادرة هذا البلد الرحيل على متنهما. وكانت روسيا أعادت في 23 جانفي الماضي 77 من مواطنيها المقيمين في سوريا -معظمهم من النساء والأطفال- في رحلات نظمتها وزارة الحالات الطارئة لنقل مساعدات إنسانية، ولكن من العاصمة اللبنانية بيروت وليس من سوريا، في إشارة على أن روسيا ربما تستعد لاحتمال سقوط الأسد. المعروف أن روسيا من أكبر حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، وعطلت ثلاثة قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان من شأنها زيادة الضغوط على دمشق لإنهاء العنف الذي أودى بحياة نحو سبعين ألف شخص في الانتفاضة المتواصلة منذ نحو عامين. لكن في الأشهر القليلة الماضية أعطت موسكو إشارات تفيد بأنها ربما تستعد لهزيمته المحتملة. ونقل عن مبعوث روسيا للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف قوله في ديسمبر الماضي إن المعارضين السوريين يكسبون أرضا وربما ينتصرونس. وفي اليوم التالي أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا قالت فيه إن سياسة موسكو تجاه سوريا لم تتغير على الرغم من تصريحات بوغدانوف، وقالت روسيا إن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا للتفاوض على تسوية الأزمة .