حصلت أجهزة الأمن الفرنسية على تأكيد فعلي حول هوية الجثة المشتبه في كونها تعود لعبد الحميد أبو زيد، لكن الإعلان عن ذلك يخضع لحسابات تتعلق بسلامة الرهائن الفرنسيين، بينما تتواصل عملية عسكرية لتحرير الرهائن بدأت قبل أيام في جبال إيفوغاس. يشارك مظليون وعناصر من نخبة القوات المسلحة الفرنسية، في عملية عسكرية متواصلة منذ منتصف فيفري الماضي، للبحث عن الرهائن الفرنسيين استنادا لمعلومات أدلى بها إرهابيون موقوفون من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقال مصدر أمني إن تأكيد أو نفي مقتل أمير تنظيم القاعدة والقائد العسكري في الساحل عبد الحميد أبو زيد، لن يتم قبل إنهاء العملية العسكرية الجارية للبحث عن الرهائن الفرنسيين وتحريرهم. وتواصل القوات التشادية والمالية والفرنسية مطاردة مجموعات مسلحة في الممرات الجبلية في إيفوغاس القريبة من واد التلمسي، بحثا عن مجموعة الاقتحام الرئيسية المنتمية لكتيبة طارق بن زياد التي كلفها أبو الهمام أمير القاعدة في الساحل بحراسة الرهائن الفرنسيين. وأرجع خبراء في مكافحة الإرهاب سبب تأخر إعلان الجهات الرسمية الفرنسية التي تحتفظ بجثة أبو زيد المفترضة عن الإعلان الخبر إلى المخاوف من تأثير ذلك على سلامة الرهائن الفرنسيين، كما أن الاتصال بين كتائب القاعدة الرئيسية بات شبه مستحيل بسبب التشويش الذي تفرضه وحدات التشويش الإلكتروني والتجسس التابعة للقوات الفرنسية والطائرات الأمريكية التي تراقب المنطقة، وهو ما حرم عناصر القاعدة المنتشرين في جبال إيفوغاس من التواصل والحصول على تأكيد حول مصير أبو زيد، وتعمل أجهزة التشويش والأمن الفرنسية المرافقة للقوات الميدانية حاليا، على عزل مقاتلي القاعدة قدر المستطاع من أجل منع تداول معلومات حول مصير أبو زيد، حفاظا على حياة الرهائن الفرنسيين. وقالت مصادرنا إن التحقيق حول هوية أبو زيد لن يتأكد قبل صدور نتائج تقرير الحمض النووي في الجزائر، وأضافت إن ضباط أمن جزائريين وضباط وخبراء التحري حول الهوية والأدلة الجنائية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي فحصوا جثة غدير محمد أو عبد الحميد أبو زيد، حيث يتأخر تأكيد نتيجة الفحص بالحمض النووي في الجزائر لكن أجهزة الأمن الفرنسية حصلت على تأكيد من عدة مصادر حول هوية الجثة. ويعمل خبراء من مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي والمخابرات المركزية الأمريكية على تأكيد هوية جثث عدد من الإرهابيين من عدة جنسيات توجد في عهدة القوات الفرنسية.