أجمع، أمس، المشاركون في اللقاء الأوروبي الجزائري الخامس بالعاصمة، على أن الأدب هو مساحة للإبحار غير المتناهي، يفرمن خلالها الكاتب للولوج في عوالمه التي طالما قمعها الواقع في ضل التغيرات السياسية، الاجتماعية والثقافية ،حيث يعتبر الأدب الوسيلة الوحيدة لوضع الحد لمختلف التجاوزات والمفارقات التي قد تصادف أي فرد في المجتمع فهو أداة للم الشمل. جاء هذا خلال افتتاح فعاليات اللقاء الأوروبي الجزائري الخامس،الذي احتضن فندق الجزائر بالعاصمة ،أمس ،أشغال اليوم الأول منه بمشاركة نخبة من الكتاب يمثلون دول الاتحاد الأوروبي و الجزائر . وفي كلمته الافتتاحية أكد سفير ورئيس بعثة الإتحاد الأوروبي في الجزائر، ماريك سكوليل ، أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء هو تشجيع الحوار الثقافي بين ضفتيّ المتوسط، من خلال استضافة 18 كاتبا منهم تسعة جزائريين وتسعة أوروبيين، لمناقشة موضوع »الأدب و الفرار« ، مضيفا في نفس السياق، أن اللقاء جاء ليعزز أواصر العلاقات الثقافية بين دول الاتحاد الأوروبي والجزائر. وعن الموضوع الذي يناقشه اللقاء، قال ماريك سكوليل »أن المواطن أينما كان، بحاجة إلى نوع من الفرار نحو عالم جميل وسحري وهذا بفعل كل الأزمات التي يمر بها عالمنا اليوم، مضيفا في نفس السياق أن الأدب له دور في تحقيق هذا الحلم من خلال الولوج إلى عوالم يأخذنا إليها الكّتاب « وركزت مداخلات صبيحة أمس، بفندق »الجزائر » على أن الكاتب لا يزال يبحث عن عوالمه ماجعله يبحر ويفر في ضل وجود حواجز تعترضه ، وفي هذا الإطار،قدم نيكولاي بروليسبانو وهو أديب ورئيس تحريرمجلة » المنبر« من رومانيا مداخلة تحت عنوان» الواقع من خلال الخيال وتجاوز المعيش للظفر بالحرية.تناول فيها موضوع » الأدب كتحرروالهروب كخلاص« واستعرض تجربته ، حيث أكد ،أن الكاتب الحداثي هو وحده من يبحر إلى عالمه للبحث عن المناخ المناسب للكتابة،وان الواقع يبن لنا ذلك ،حيث أن » الأدب فرار مميز والمبدع لا يزال إلى حد اليوم يبحث عن عوالمه«. وبدورها عرجت الكاتبة الشابة بيترا هولوفا من جمهورية الشيك بالحضور إلى موضوع » مفارقات « ،من خلال رسمها لملامح الأدب التشيكي الذي مرحسبها بمراحل مهمة ، حيث كان الكتاب فاعيلين سياسيين في ظل لحقبة الشيوعية،أين كانوا يقومون بدور فعال لتحقيق الحرية. لان الأدب هو أيضا خليط من وجهات النظر للواقع فهو أجزاء مرتبة وموسيقية ترسم صورة ما تجسد حالة معينة ... ومن جهته تناول جانوس لاكفي من بودابست موضوع » بين التمرد والحنين والنسبية ، الحقبة ما بعد الديكتاتورية في المجر «. أما الأديب الجزائري أمين الزاوي، فقد تطرق في مداخلته » لا أنتظر غودو « إلى تجربته الشخصية ورحلته مع الأدب التي استهلها من مدرسته الأم التي زرعت بداخله شعلة التطلع إلى الجمال الطبيعي وشغفه للاكتشاف و حبه للغة ، حيث قال في ذات الصدد » الأدب طير متنقل ، غير محدد الوجهة ، الكتابة ان نعيش في الذات نقلب صفحات الحديقة، الكتابة الموت لتعيش أيدي القاتل ، السفر ، الهجرة أي الكتابة مرادف للقراءة« كل هذه الأفعال تحققت في ذاتها اتجاه مشترك للبحث عن الحرية .و اللغة حسبه هي أفضل امة بالنسبة للفرار والوسيلة المثلى للإبحار. وتتحدث النمساوية روث بلييرعن كتابها حول السيدة بارث زوكر كندل سزابس وقد كانت كاتبة من فيينا لجأت إلى الجزائر بين 1940 و 1945 زمن النازية ، كما تتناولت الأديبة الجزائرية مايسة باي موضوع »كل هذا هو الأدب « تحدث عن تجربتها كأستاذه فرنسية. ،أما الورشة الثانية » الأدب كرحلة إلى إستكناه الذات أو إلى الهروب « نشط أطوارها كل من الشاعر الاسباني خوان فيسنتي بيكيراس ، الصحفي والفنان التشكيلي جودت قسومة والكاتبة كوثر عظيمي صاحبة أول رواية »الجانب الأخر للأخر« ، الكاتب المسرحي رفائيل نيغرو من جنوب ايطاليا ،والجامعي الكاتب محمد مقني. وتتواصل أشغال اللقاء الأوروبي الجزائري الخامس اليوم بفندق »الجزائر« بمشاركة كل من ايطاليا، فاسيليس الياكسيس من اليونان، كريستين بيشي من بلجيكا، أن كولي جون بوفان من فرنسا من بيترا هولوفا ومن الجزائر كل من محمد مغاني ، حميد عبد القادر وحميد قرين، بالإضافة إلى عبروس أوتودرت .