ووري الثرى ظهر أمس، بمقبرة العالية، جثمان الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة الراحل، علي الكافي، بحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وكبار مسؤولي الدولة، وأعضاء من الحكومة، وضباط سامين، وممثلي الأحزاب والمنظمات الوطنية وتنظيمات المجتمع المدني، إلى جانب رفقاء الفقيد من المجاهدين، وعائلة وأقارب المرحوم. انطلق الموكب الجنائزي من قصر الشعب، وجاب الموكب شوارع ديدوش مراد والبريد المركزي، قبل أن يصل إلى مقبرة العالية، ووجد في استقباله مشيعين من العالمين العربي والإسلامي، من بينهم الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، وسفراء عدد من الدول العربية والغربية. وحضر التشييع رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، ورئيس المجلس الدستوري، الطيب بلعيز، بالإضافة إلى الوزير الأول عبدالمالك سلال، وقائد الأركان اللواء أحمد قايد، وضباط سامين في الجيش والشرطة ووزراء، ورجال دولة سابقين، ومجاهدين من رفاق المرحوم. وبعد الفراغ من صلاة الجنازة، تلا وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، كلمة تأبينية ذكر فيها مناقب الراحل وخصاله، ومما قال» اليوم نودع بطلا من إبطال الجزائر، قائدا حرا كريما من أحرار الوطن«، واعتبره الوزير »قامة من قامات ثورة التحرير المجيدة«. وأضاف بان المرحوم علي كافي »رجل كانت حياته حافلة مليئة بالمبادئ الرفيعة، والقيم التي سادت بها ثورة نوفمبر«، وذكر بأنه » في سبيل الوطن بقي جادا« وكانت له القدرة على حمل الراية في سبيل الوطن في كل مراحل حياته. ومما قاله وزير المجاهدين كذلك » كان مثلا في الصبر والوفاء للأمانة وتقدير المسؤولية«، وأشار إلى أنه كان ابن المدرسة التي درس فسها الرئيس الراحل هواري بومدين«، حيث »صنعوا لجهادهم وتضحياتهم مسارا آخر لهدا الوطن غير المسار الذي كانت تراه عصابة الاحتلال قدرا محتوما«. إن المجاهد علي كافي يضيف وزير المجاهدين » الدبلوماسي المحنك والعقيد في جيش التحرير، كان مثالا لحب الوطن، والحياة بالنسبة له ليست سوى موقفا وقضية ورسالة«، ليؤكد ثبات الرجل فقد »ظل كما هو وكما كل مجاهد في ثورة نوفمبر متزنا صابرا«، مستعرضا دوره ومشاركته في هجوم الشمال القسنطيني أوت .1955وابرز دوره في »اجتماع العقداء العشر الذين عقدوا اجتماعهم الشهير، وقرروا خلاله مصير الثورة التحريرية«، وتطرق كذلك إلى مساره كدبلوماسي في عدد من البلديان العربية، وقال انه كان من الذين ساهموا في صيانة الخط الوطني، كما كان رجل حوار ومثقفا، ولم يعرف عنه انه استفرد برأي قط، وكان منذ »الوهلة الأولى مع المصالحة الوطنية، ومع كل الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية«.