استطاع المخرج التونسي-الفرنسي عبد اللطيف كشيش وممثلتا فيلمه أديل اكزاخوبولوس وليا سيدو افتكاك جائزة السعفة الذهبية في الدورة السادسة والستين من مهرجان »كان «عن الفيلم الفرنسي »لا في داديل« »حياة اديل«،وقد صفق الحضور مطولا للممثلتين اللتين استرسلتا بالبكاء ومخرج الفيلم الذي يروي علاقة حب بين امرأتين. بعد 12 يوما من العروض التمهيدية وإطلالات المشاهير والأمطار وحوادث سرقة مجوهرات،توجت لجنة تحكيم مهرجان »كان« في دورته ال66 الفائز بالسعفة الذهبية،التي ذهبت لفيلم يدور حول قصة حب بين امرأتين مثليتين - من بين 20 فيلما زاخرة بالمشاهد الجنسية والعنيفة والمأساوية تنافست على جائزة السعفة الذهبية إحدى أرفع الجوائز السينمائية بعد الأوسكار. وتكون السعفة الذهبية للمرة الأولى قد كافأت فيلما يتناول المثلية الجنسية بين امرأتين. ورشح بعض النقاد الفيلم للفوز بالجائزة في الدورة السادسة والستين من مهرجان كان ولكنهم تشككوا فيما إذا كانت مشاهده الجنسية المثلية الصريحة ستثني لجنة التحكيم التي يقودها المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ عن اختياره. وفي خطوة غير معتادة قال سبيلبرغ إن كشيش سيتقاسم الجائزة مع بطلتي فيلمه ليا سيدو وأديل اكزاخوبولوس نظرا لدورهما المحوري في نجاح الفيلم. وقال سبيلبرغ في مؤتمر صحفي »أعتقد أنه سيجذب الكثير من المشاهدين.. أرى أن هذا الفيلم يحمل رسالة قوية وإيجابية للغاية.« وأضاف »كان ذلك هو الاختيار الأمثل بين هاتين الممثلتين وهذا المخرج المذهل الواعي مرهف الحس.« وقال سبيلبرغ إنه يؤيد زواج المثليين ولكنه قلل من شأن أي تلميح إلى أن الجائزة تروج لهذه القضية. و ومن جهته ،عجز كشيش عن الكلام عندما صعد إلى خشبة المسرح لتسلم جائزته من الممثلة الأمريكية أوما ثورمان أمام جمهور يعج بالنجوم. وعند تسلمه جائزة السعفة الذهبية وبجواره بطلتا الفيلم اكتفى كشيش بالقول »كما تعرفون دائما فاني... أحتاج دائما إلى بعض الوقت للتأمل قبل البدء. هذه عادتي. أعتذر« وأهدى كشيش الجائزة إلى شباب تونس التي ولد فيها وأشاد بصمودهم في انتفاضات الربيع العربي واصفا إياهم بأنهم أناس »لا يريدن سوى العيش والكلام والحب بحرية.« وجاء في المركز الثاني الفيلم الكوميدي »داخل لوين ديفيس« للأخوين الأمريكيين كوين ليفوز بالجائزة الكبرى. وذهبت جائزة أفضل ممثل للأمريكي بروس ديرن 76 عاما عن دوره في فيلم »نبراسكا« للمخرج الكسندر باين والذي جسد فيه شخصية أب مسن مدمن للمشروبات الكحولية يقوم برحلة مع ابنه عبر منطقة الغرب الأوسط في الولاياتالمتحدة للحصول على جائزة يانصيب. وفازت الممثلة الفرنسية برنيكي بيجو بجائزة أفضل ممثلة عن تجسيد شخصية الزوجة في الفيلم الدرامي »الماضي« للمخرج الإيراني أصغر فرهادي. وكان المركز الثالث من نصيب فيلم »الولد سر أبيه« للمخرج الياباني كوري، ايدا هيروكازو ليفوز بجائزة لجنة التحكيم، بينما حصد المكسيكي أمات اسكلانت ،جائزة أفضل مخرج عن فيلم »هيلي« الذي يدور حول حرب عصابات المخدرات.