تعززت الساحة الثقافية، مؤخرا، بإصدار ضخم وثري، عن الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية ، تحت عنوان » من أعلام الولاية السادسة التاريخية بمنطقة الزيبان« يحمل محاضرات وشهادات الملتقى الوطني التاسع » بسكرة عبر التاريخ«، والذي انعقد أيام 23 ,22 ,21 ديسمبر من سنة ,2010 والذي كرّم مدير جريدة »صوت الأحرار« محمد النذير بولقرون تثمينا لجهده في مجال الإعلام الجزائري،و نضاله في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني . استهل الكتاب بكلمة الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين ،السعيد عبادو ، التي ألقاها خلال الملتقى والذي أشاد بدور الجمعية الخلدونية في إنجاح الملتقى الذي يعتبر أحد المبادرات التي تتناول مواضيع أساسية في التاريخ في جميع مراحله قائلا » نحن نعتز بهذه المبادرات وندعمها بقوة «. منوها في كلمته بالدور البارز الذي لعبته الولاية السادسة التاريخية إبان الاستعمار الفرنسي ،أهمها تمسكها بالوحدة الوطنية ، وهذا بفضل حنكة قيادات الولاية التاريخية السادسة سيما وأن المنطقة تصدت لأوكار الخيانة . أمّا كلمة رئيس الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات ، فوزي مصمودي، الذي حرص أن يكون الملتقى خلال طبعاته الماضية تقليدا يتزين به المشهد الثقافي والتاريخي بالمنطقة بهدف حفظ الذاكرة الجماعية من خلال ما يتم تناوله من مواضيع ، إذ يسلط الضوء على أعلام الولاية السادسة باعتبارها محطة هامة كان أبطالها رجالا قلما يجود الزمان بمثلهم ، حيث »كانوا وقودا لثورتنا التي غيرت مجري التاريخ «. كما أشاد الأستاذ الصحفي خليفة بن قارة في كلمته التي توجه بها إلى مدير يومية» صوت الأحرار« تحت عنوان »محمد النذير بولقرون كما عرفته« ، بجهوده من أجل انتصار القيم ، وتحفيزا لغيره ليكون بذلك فارس الطبعة التاسعة،حيث قال:» النذير بولقرون أحد المعالم الوضاءة على طريق النضال سواء في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني وعلى مستوى الكتابة الراقية أو على مستوى المبادئ الإنسانية العالية «. ولم يفوت فرصة تواجده بالملتقى لسرد بعض التفاصيل المهمة التي جعلته يلتقي بالأستاذ محمد النذير بولقرون ، ليبدأ مشوارهما سنة ,1974 طالبين في معهد العلوم السياسية والإعلام بالعاصمة .وقال في ذات السياق »إنه كاتب مبدع ونادر ، ورجل صبور يتحمل المسؤولية بإرادة أقوى من جسمه الذي لم يعبّر يوما عن قوته الهائلة، وأشاد بتميزه خصوصا وأنّه حمل إرادة كبيرة جدا أوصل خلالها » جريدة صوت الأحرار« إلى أبعد مدى « مضيفا » فأصبحت برغم كل العراقيل الثقافية والسياسية والتجارية والتسويقية تحتل مكانا مرموقا في شارع الصحافة لدى المجتمع الجزائري ،كما يشهد بمهنيتها العقلاء والعارفون والمحترفون عندما يبحثون عن مرجع إعلامي نزيه موضوعي ذي مصداقية« . ومن جهته، حملت كلمة المحتفى به »محمد النذير بولقرون « الكثير من التواضع والاعتزاز لشخصه، وقال » سعيد بهذا التكريم ، بأن أكرم في ولايتي، وتحديدا في مدينة بسكرة حبي الأول ، بسكرة التي تحملت طيش شبابي واحتضنت أمالي وأحلامي ، وكانت قاعدة الارتكاز في الانطلاق نحو أفاق أرحب«، ليهدى تكريمه إلى والده الحاج يوسف -رحمة الله عليه- والى كل من كان وراء نجاحاته ، ممن عرفوه وتعلم على أيديهم . ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالتاريخ قائلا :»التاريخ يجب أن يستعيد مكانته في كل المواقع من المدارس والجامعات وهيئات البحث والدراسة والتوثيق سيما بعد إدراك الجهات الوصية بأن التاريخ هو الروح التي تُشعر الأمة بالوجود وببهائها الدائم«. كما حمل الإصدار الذي تعززت به الساحة الثقافية مؤخرا ، في طبعة أنيقة جميع محاضرات وشهادات الملتقى الوطني التاسع »بسكرة عبر التاريخ «،» من أعلام الولاية التاريخية السادسة، بمنطقة الزيبان« المنعقد أيام ، 23 ,22 ,21 ديسمبر .2010 ومما تضمنه الكتاب مجموعة من المحاضرات التي ألقيت خلال الملتقى نذكر منها : » التنظيمات السياسية والإدارية والعسكرية للولاية السادسة التاريخية من خلال وثائقها الثورية «، »محمد خيضر ودوره في إعادة بناء الدولة الجزائرية «، »التحاق العقيد سي الحواس بالثورة وتهمة انتمائه إلى المصالية« ،» العقيد محمد شعباني لمحات في حياته ومسار نضاله«، » لشهيد عاشور زيان« ، »التكوين التربوي للشهيد عمر إدريس وأثره في بناء شخصيته النضالية «، »حياة المجاهد علي شريف بن محمد «، » أعلام بسكرة ودورهم في الثورة التحريرية روينة محمد وأونيس المسعود، وحساني عبد الكريم أنموذجا «، »النقيب الشهيد نور الدين منّاني مهندس العمليات الفدائية ببسكرة «، »محمد الطاهر قدوري العالم القائد الشهيد « إضافة إلى محاضرة بعنوان »محمد بن العابد الجلالي .. العالم المربي والوطني المجاهد «، فضلا عن شهادات حيّة لمجاهدين عايشوا الفترة الاستعمارية . كما حمل الإصدار العديد من الصور التي أُلتقطت خلال فعاليات الملتقى إلى جانب صورا ووثائق تاريخية هامة ، في حين كان هناك فضاءً للشعر والإبداع حيث ألقى ثُلّة من الشعراء قصائد تغنوا بها عن الوطن على غرار »سبع الصحراء «، »عيد النصر« ، »أنت ...جزائر الجلال«، »وطني«، »من واقع معارك بوكحيل« ، و قصيدة »ما لم يقله محمد شعباني« .