تواصلت أمس في تركيا الاحتجاجات المناهضة لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لليوم السادس على التوالي، حيث انطلقت في اسطنبول مسيرة احتجاجية نظمتها النقابات التركية وترفع شعارات تطالب بمعاقبة المسؤولين عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين والإفراج عن المعتقلين. واشتدّت الاحتجاجات والاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمحتجين خلال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في 10 مدن تركية بما فيها مدينة إزمير، حيث أصدرت السلطات أوامر باعتقال 38 شخصا بتهمة نشر معلومات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث واستخدم النشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لتنسيق جهودهم وتنظيم مظاهرات جديدة. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا التوجه إلى مكاتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان غير أن قوات الأمن تصدت لهم، كما شهدت مدينة هاتاي الواقعة جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع سوريا احتجاجات مماثلة. وقد استمرت المظاهرات المناوئة للحكومة التركية رغم الاعتذار الذي قدمته الحكومة عن القمع العنيف للاحتجاجات من قبل قوات الشرطة والذي أسفر عن مقتل اثنين، وإصابة المئات. وتطالب المظاهرات التي بدأت كاحتجاج على إزالة حديقة في وسط اسطنبول، باستقالة رئيس الوزراء، متهمة إياه باستخدام أساليب ديكتاتورية والسماح للشرطة بالاعتداء على المتظاهرين بالإضافة الى فرض قيود على بيع المشروبات الروحية وعرقلة نشاط النقابات واتحادات العمال. وكانت واشنطن دعت الحكومة التركية إلى احترام ما أسماه حقوق معارضيها السياسيين مشيرا إلى أن لدى أنقرة فرصة لإظهار أن لا حاجة للاختيار بين التقدم الاقتصادي والديمقراطية. وأكد نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه لا يتوجب على تركيا أن تنحرف عن طريق الديمقراطية، مضيفا أن مستقبل تركيا شيء يخص شعب تركيا ولا أحد غيره، لكن الولاياتالمتحدة لا تتظاهر بأنها غير مكترثة بالنتائج، يضيف بايدن الذي اعتبر أن لدى تركيا اليوم فرصة لإظهار أنه لا حاجة إلي الاختيار بين التقدم الاقتصادي والديمقراطية.