دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الهدوء أمس بعد احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة خلال مطلع الأسبوع . وحث أردوغان خلال مؤتمر صحفي عقده في مطار إسطنبول على خلفية المواجهات في معظم المدن التركية على عدم الانجرار نحو المظاهرات التي قال إنها منظمة من قبل عناصر متطرفة على حد تعبيره، وأضاف رئيس الوزراء التركي أن الاحتجاجات تعكس قسماً من المجتمع وليس المجتمع كله، مؤكدا أنه لن يتراجع عن مشروع تطوير ساحة "تقسيم" الذي أشعل فتيل الغضب الشعبي مشدداً على أن ما شهدته البلاد من احتجاجات عنيفة يقف وراءها "حفنة من المخربين"، وأضاف "إذا أرادوا تنظيم تجمعات إذا كانت هذه حركة اجتماعية، عندها عندما يجمعون 20 شخصا سأجمع 200 ألف وعندما يجمعون 100 ألف شخص سأجمع مليون شخص من أنصار حزبي"، وفي السياق اتهم أردوغان أطرافا خارجية بالوقوف وراء تلك الاحتجاجات كما اتهم المعارضة بتأجيج هذه الاحتجاجات "لتحقيق مكاسب سياسية"، وقال أردوغان في مؤتمر صحفي أمس إن بلاده ستحاسب هذه "الأطراف الخارجية" ورفض الكشف عن هويتها قائلا إن الاستخبارات التركية ما تزال تحقق بالموضوع وإنه لن يذكر أسماء الآن، وأضاف "الذين ينصحوننا بالاعتدال عليهم أن يمارسوا الاعتدال في بلادهم أولا"، واتهم رئيس الحكومة المعارضة بالسعي وراء مكاسب سياسية، وتساءل: ما علاقة أنقرة وأزمير بخطط الحكومة لتطوير ميدان تقسيم في إسطنبول، وقال أيضا "الذين لم يستطيعوا هزم حزب العدالة والتنمية عبر صناديق الاقتراع يريدون تحقيق نجاح عبر هذه الوسائل"، وتابع "بعد عشرة أشهر ستكون هناك انتخابات والشعب سيرد على هذه الاستفزازات عبر صناديق الاقتراع"، وسخر أردوغان في وقت سابق من وصف المعارضة له بأنه دكتاتور ودعاها إلى "عدم استغلال حادثة بعينها من أجل خلق الفوضى"، كما أنحى باللائمة على حزب الشعب الجمهوري "علماني" -المعارض الرئيسي- في تحريض المحتجين الذين وصفهم بأنهم "بضعة لصوص"، غير أن الحزب المذكور نفى تنسيق الاحتجاجات بل عزاها إلى سياسات الحكومة وأقر أردوغان أمس الأول بأن الشرطة بالغت في استخدام العنف ضد المتظاهرين لكنه أكد عدم تراجعه عن مشروع تطوير ساحة تقسيم ودعا إلى وقف فوري للمظاهرات وقال إن الشرطة ستؤدي واجبها لأن ساحة تقسيم لا يمكن أن تترك لعبث من وصفهم بالمتطرفين، في الشأن ذاته اشتدت أعمال العنف في اسطنبول بين مجموعة من المتظاهرين والشرطة في الاحتجاجات المستمرة لليوم الرابع على التوالي والتي تفجرت على خلفية حملة القمع الوحشية التي شنتها الشرطة التركية على احتجاج بيئي سلمى، وذكرت وكالة الأنباء التركية الخاصة أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في المنطقة القريبة من مكاتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس ورد المحتجون بإلقاء الحجارة، وأضافت الوكالة أن الشرطة احتجزت نحو 500 محتج بعدما فضت الشرطة احتجاجات شارك فيها الآلاف في العاصمة أنقرة، وتحولت هذه المظاهرات التي انبثقت من الاستياء حال استخدام الشرطة المفرط للقوة إلى أكبر تظاهرات مناهضة للحكومة التركية منذ سنوات في تحد لسلطة أردوغان.