[email protected] إن منحة 3000 دينار " سنويا " للتلاميذ المعوزين، هي منحة أقرها الرئيس بوتفليقة، ويحظى كبار المسؤولين في الإدارات الجزائرية بمنحة السيارة تقدر بنحو 80 مليون سنتيم. وحتى يستفيد التلميذ من نفس المبلغ الذي يستفيد منه المسؤولون ، يجب أن يظل تلميذا لمدة 266 سنة. يوميا نسمع أحاديث " الشانتاج " في المؤسسات والمجتمع، بمعنى " المساومات " كأن يقول فلان لعلان : تمنحني كذا لأمنحك كذا، أو أمنحك كذا مقابل كذا. وقد تطرقت الصحافة الجزائرية بإسهاب لهذه الظاهرة التي سادت في المجتمع. وقد قرأنا كثيرا عن مساومات يقوم بها الأساتذة والمعلمون مع الطلبة والتلاميذ، وخاصة مع الطالبات، وسمعنا وقرأنا عن مساومات في الإدارة، بما في ذلك التحرش الجنسي الذي يعد أسلوبا من المساومات .. ولأن هذه الظاهرة عالمية، فإن دول العالم أجمع تعمل على محاربتها لأنها تعد أسلوبا ومقياسا للفساد والرشوة والحقرة. وفي مستهل الأسبوع الجاري حدث في الجزائر " شانتاج " غريب ، غريب لأنه " عال المستوى " أي " برعاية سامية " ، يقضي بعدم منح وزارة التربية الوطنية لمنحة 3000 دينار للتلاميذ المعوزين ، قبل أن يرتدي جميع التلاميذ المئزر حسب اللون الذي حددته الوزارة. والجمع بين المئزر ومنحة المعوزين والفقراء يؤكد وجود خلل في التفكير الرسمي. أولا أن التلاميذ وأوليائهم لم يتمردوا على قرارات الوزارة بشأن ألوان المآزر، ولكن تلك المآزر مفقودة في السوق، وعندما نقول مفقودة فهذا يعني أنه بمقدورك أن تجد مقاسا صغيرا ولا تجد مقاسا كبيرا أو العكس. ومن هذا التشخيص فإن مساومة وزارة التربية للتلاميذ تعد حقرة أكثر منها شانتاج. ثانيا إن الوزارة لا تتصدق من جيوب موظفيها على التلاميذ المحتاجين، فمنحة التمدرس هي قرار رئيس الجمهورية ، ولابد من ذكره بالإسم فهو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لأن هذه المنحة لم تكن موجودة قبل وصول " سي عبد القادر " إلى الحكم عام 1999، ويتم دفعها من خزينة الدولة مثل منحة " السيارة " التي استفاد منها كبار المسؤولين في مختلف مناصب الدولة الجزائرية التي تقدر بنحو 80 مليون سنتيم. وحتى يحصل التلميذ الفقراء على 80 مليون سنتيم التي تحصل عليها الإطارات، عليه أن يبقى تلميذا لمدة 266 سنة أي " قرنين ونصف قرن " من الزمن. وعندما تنزل الحكومة إلى مستوى " مساومة التلاميذ الفقراء " بمآزر ليست متوفرة في السوق .. فما علينا سوى انتظار العصر الأسود أمام الباب.