أكد الخبير النفطي والمستشار السابق بوزارة الطاقة، عبد الرحمان مبتول، أن الجزائر مطالبة للانتقال بسرعة لاستغلال الغاز الصخري حيث تتوفر على احتياطات تقارب 200 ألف مليار متر مكعب بسبب الارتفاع الكبير للاستهلاك الداخلي للغاز بداية من سنة 2015 على حساب الكميات التي تصدرها الجزائر والتي تراجعت السنة الماضية إلى 550 مليار متر مكعب. خاض المستشار السابق في وزارة الطاقة في حوار مطول مع وكالة أنباء الأناضول بالتفصيل في ملف النفط وتأثيره على العلاقات الدولية، وقال إن التحولات الهيكلية التي عرفتها الولاياتالمتحدة الأميركية في مجال الطاقة خلال العشرية الأخيرة وتجاوز الإنتاج النفطي الأميركي لنظيره السعودي للمرة الأولى في التاريخ، خلال سبتمبر الماضي، ينذر بانقلاب حاد في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وشركائها العرب وخاصة أنها علاقات ظلت قائمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على النفط، موضحا أن الإستراتجية الطاقوية الأميركية في طريقها لتنقلب تماما قبل حلول العام ,2020 مضيفا أن 20 % من الاحتياجات الأميركية من الطاقة عام 2012 كان مصدرها المكسيك وفنزويلا ودول الخليج ونيجريا والجزائر. وبالنسبة للجزائر، أشار مبتول، إلى التراجع الحاد لصادرات الجزائر النفطية نحو الولاياتالمتحدة منذ 2010 بعد أن عرفت زيادة بوتيرة عالية بين 2001 و.2009 وقفزت صادرات النفط الجزائري نحو أميركا من 50 ألف طن عام 2000 إلى 500 ألف طن عام 2001 ثم5,1 مليون طن عام 2002 لتصل إلى 22 مليون طن عام 2007 وعادت للتراجع إلى 17 مليون عام ,2010 قبل أن تستقر عام 2012 عند 7 مليون طن. كما يعرف الغاز الجزائري، مثلما يذهب إليه المتحدث منافسة شرسة من الغاز القطري والغاز الروسي في الأسواق الأوروبية، من خلال السيل الجنوبي الموجه لتزويد أوروبا الغربية بحوالي 630 مليار م3 من الغاز عن طريق ايطاليا ومنها نحو الشبكة الأوروبية، وهو ما يضع مشروع غالسي لربط الجزائر بخط جديد نحو ايطاليا بطاقة 8 بليون م3 عبر جزيرة سردينيا على المحك، مشيرا إلى إن جنوب آسيا يسجل حاليا أعلى نسب النمو الاقتصادي في العالم بالإضافة إلى الهند، وهو ما يستدعي المزيد من الاهتمام العربي ومنها الجزائر بهذه الأسواق بالإضافة إلى أسواق ناشئة أخرى. وبحسب تصريحات أدلى بها عبد الحميد زرقين، الرئيس المدير العام لمجموعة سوناطراك في 24 فيفري الماضي، تقدر احتياطات الجزائر من الغاز بما يعادل 200 ألف مليار م3 ما يعادل 3,1 % من الاحتياطات العالمية القابلة للاستغلال، فيما يقدر الاستهلاك الداخلي 300 مليار م3 عام 2012 بحسب أرقام وزارة الطاقة والمناجم التي تتوقع بلوغ الاستهلاك الداخلي إلى 500 مليار م3 عام 2017 ليقفز إلى 700 مليار م3 عام 2020 و1000 مليار عام 2030 . وأوضح مبتول، أن ارتفاع الاستهلاك الداخلي سيكون بداية من العام 2015 على حساب الكميات التي تصدرها الجزائر والتي نزلت العام الماضي إلى 550 مليار م3 وبالتالي فإن الجزائر مطالبة للانتقال بسرعة لاستغلال الغاز الصخري حيث تتوفر الجزائر على احتياطات في حدود 200 ألف مليار م3 مقابل 2000 مليار برميل من الزيت الصخري مع إمكانية استرجاع 10 % من هذه الكمية التي تعادل مرتين الاحتياطات الحالية المقدرة بحوالي 120 مليار برميل. وتجدر الإشارة إلى أن عديد من الشركات النفطية العالمية أبدت اهتماما كبيرا بإمكانية الاستكشاف واستغلال الغاز الصخري في الجزائر في انتظار إطلاق المناقصة الدولية للاستكشاف التي من المرجح أن تكون بعد الرئاسيات المقبلة، كما أن الشركات الدولية لا تزال تنتظر الحصول على معلومات ومعطيات كافية من الجانب الجزائري عن مصير تعديلات قانون المحروقات ونصوصه التطبيقية وإطلاق سلطة الضبط للمناقصة الجديدة التي ستشمل كتل تتضمن الغاز أو البترول الصخري، لاسيما وأن التقديرات الأولية تفيد بحيازة الجزائر لاحتياطي معتبر لم يتم تقديره بصورة دقيقة، وإن حاولت بعض الأطراف تضخيمه إلى حد الإشارة إلى أنه أهم من الاحتياطي الأمريكي، بعد أن صنّفت كثالث احتياطي عالمي بعد الأرجنتين والصين ب 18900 مليار متر مكعب حسب كتابة الدولة الأمريكية للطاقة.