كشف وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أمس، أن الجزائر ألغت في السنوات الأخيرة ما يقارب مليار دولار ديون على عدد من الدول العربية والإفريقية، إلى جانب تدريب ما لا يقل عن 45 ألفا من الكوادر الإفريقية في مختلف المجالات على مدار أكثر من خمسين عاما من الاستقلال، داعيا في هذا الصدد الدول العربية للاستثمار في دول الساحل لمحاربة الإرهاب، قائلا إن فتح ورشات للتنمية في هذه المنطقة سيساهم في حلول عملية تحقق الأمن دون التركيز على الجوانب العسكرية والأمنية فقط. أوضح وزير الخارجية رمطان لعمامرة في حوار أجراه لصحيفة » الشرق الأوسط«، عقب انعقاد مؤتمر القمة العربية الأفريقية الأخيرة في الكويت، أن التعاون العربي الإفريقي يقوم على أساس المصالح والمنفعة المتبادلة، وأضاف أن الدول العربية تطلق مشاريع استثمارية في البلدان الإفريقية الأقل تطورا مقابل الحصول على ما هي في حاجة إليه من مواد خام يخدم الاقتصاد في الدول العربية، مع التركيز على المناطق الساخنة مثل منطقة الساحل والصحراء. وأشار لعمامرة في هذا السياق إلى جهود الأممالمتحدة والبنك العالمي لمعالجة الأسباب العميقة الكامنة وراء مشاكل المنطقة والتي تتعلق بالبنية التحتية وعجز هذه البلدان على توفير عمل للشباب في المنطقة، وهو الأمر الذي يجعلهم عرضة للإرهاب ولانضمام لمجموعات إرهابية أو تجار المخدرات ومجموعات الجريمة المنظمة العابرة للحدود بصفة عامة، قائلا إنه إذا تم فتح ورشات للتنمية في منطقة الساحل والصحراء وشاركت فيها الدول العربية بالطاقة وتطوير الزراعة الصحراوية وبالمياه ستساهم هذه الاستثمارات كثيرا في حلول عملية تحقق الأمن دون التركيز على الجوانب العسكرية والأمنية فقط. كما قال وزير الخارجية إن التضامن بين المجموعتين العربية والإفريقية عامل أساسي في سياسة الجزائر الخارجية، مؤكدا أن الجزائر بقيت وفية لهذا التوجه وتؤيد بالفعل التضامن العربي- الأفريقي قولا وعملا، حيث كشف الوزير أن الجزائر ألغت في السنوات الأخيرة ما يقارب من مليار دولار ديون على عدد من الدول العربية والإفريقية، كما قدمت الكثير إلى القارة الأفريقية على مدار أكثر من خمسين عاما من استقلالها ما لا يقل عن تدريب 45 ألفا من الكوادر الأفريقية من مختلف القطاعات مدنية واقتصادية وعسكرية يضيف المتحدث. كما أكد الوزير للشرق الأوسط، أن الجزائر نادت في مثل هذه القمم وغيرها بالتحكم أكثر في أساليب ومناهج الشراكة مع أفريقيا وهناك كثير من المبادرات على الساحة الدولية سواء في إطار الأممالمتحدة أو إطارات أخرى، ولكن كثيرا ما ينقص هذه المبادرات ? يضيف المتحدث- التنسيق الاستراتيجي بحيث تجتمع الرؤى استجابة لامتلاك الدول الأفريقية لما تحتاجه من دعم، مشيرا إلى تبني إفريقيا للقضية الفلسطينية تماما كما هي قضية العرب. وأعرب لعمامرة عن رغبة الجزائر في تطوير علاقاتها مع مصر خلال المرحلة المقبلة والاتفاق على التنسيق في كل المجالات والمحافل الدولية، مشيرا إلى اتفاق البلدان على تتبادل الزيارات والعمل منهجي على مستوى الدبلوماسيتين، حيث تم التنسيق والتشاور والتعامل مع معالجة عدد من الأمور قبل أن تقع لتوضيح الرؤى وكذلك وضع تصورات مشتركة لتعرض بعد ذلك على المجموعة العربية وكذلك الأفريقية. وبخصوص موقف الاتحاد الأفريقي بتجميد عضوية مصر، أكد لعمامرة أن قانون الاتحاد الأفريقي يقضي بمواصلة الجانب المصري في دفع ما عليه من مستحقات في ميزانية الاتحاد الأفريقي، حيث تبقى صفة العضوية موجودة تماما وما حدث هو تجميد النشاط فقط، وفيما يتعلق بالأزمة في سوريا قال وزير الخارجية، إن المأساة السورية تحتم على الجميع تحقيق ما يريده الشعب السوري من طموح للديمقراطية والحرية وتوفير المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العسكرية والتركيز على الحل السلمي السياسي رغم صعوبته، مجددا تأييد الجزائر جهود الأخضر الإبراهيمي الداعية لإطلاق الحل السياسي بانعقاد مؤتمر جنيف .2