فنان تشكيلي ينتمي إلى الجيل الشاب من الفنانين الجزائرين. وهو صاحب بصيرة نافذة برع في مجال الرسم والتصميم من مواليد سنة 1969 بتبسة. تخرج من مدرسة الفنون الجميلة سنة .1989 يحمل العديد من الشهادات الوطنية في الفنون التشكيلية. تخصص في الهندسة الداخلية و صمم عدة مشاريع فنية و عمرانية بمختلف الولايات كما له العديد من النصب التذكارية والجداريات إضافة إلى زخارف و منمنمات و مخطوطات عربية وأجنبية . لعب دوراً فاعلاً في الساحة التشكيلية بتبسة يشغل حاليا منصب منشط ثقافي و مؤطر ورشة الفنون التشكيلية بدار الثقافة لولاية تبسة . اعتنق فن الرسم منذ حداثة سنه بالفطرة، رأى نور الحياة ليكو ن رساما ولاشيء آخر غير رسام، فهو لم يكن بحاجة إلى تكوين أكاديمي، أو إلى معهد تعليمي كون الرسم يجري في كيانه وحركته ودّمه و وجدانه غير انه لاينكر فضل الدراسة الاكادمية عليه حيث يرى ان الفنان يتشكل من الفطرة السليمة، والدراسة والخبرات الحياتية والممارسة والثقافة والمعرفة التي تم ارساؤها على يد الكبار .و عن جمالية الإحساس الذي يشعر به عند الإمساك بريشته يقول انه ينسى العالم من حوله فهو غالباً ما يرسم دون أن يكون لديه فكرة أو موضوع حول لوحته، وفي بعض الأوقات ينقطع عن الرسم، لكنه عندما يقف أمام اللوحة، يبدأ بالرسم لفكرة ما ربما تكون لديه في اللاوعي فيجسدها في عمل فني، ويظل لفترة طويلة يرسم فيها، هذا ما أشار إليه رشاش فيقول: »لوحتي لا تنتهي ببساطة، ففي كثير من الأحيان أعود إليها في اليوم التالي أو بعد حين لأكمل ما تبقى منها، وربما قد اتركها لفترة طويلة، وقد لا أعود إليها«، هو فنان صاحب تميز. ويظهر هذا التميز في قدرته الإبداعية على تنفيذ اللوحة بمهارة حرفية عالية ،في بإحدى أحياء مدينة تبسة العتيقة، يبدأ الفنان التشكيلي رشاش عبد اللطيف يومه بعمل فني جديد أو بوضع اللمسات الأخيرة عليه.وأنت تلج لأول مرة هذا المكان المرتب في فوضاه، يستضيفك عبق الزيت والقماش والخشب، والأدوات المختلفة، في كل مكان فثمة أعمال غير منتهية، وأعمال منتهية، هو هكذا يبدأ العمل بفكرة، وتكبر الفكرة شيئا فشيئا، ولا يهمه متى سينتهي منها، ولا كم من الوقت والمواد ستلتهم هذه اللوحة أو تلك المهم هو أن تكتمل وأن تعبر عن عوالمه . هومن ذلك النوع الذي لا ينشد إلى عمل فني موجه للعيش كما هو حال كثيرمن الفنانين، جميع لوحاته هي منتوج مكابدة وعناء وتكرار وشطب وتمزيق. يتعامل مع اللوحة وكأنها سليلته، وعلى هذا السليل أو النسل أن يتفادى عوارض التشوه والقبح، عليه الا يخرج من رحم مرسمه إلا وهو مكتمل الصورة والجسد. لا يؤمن رشاش بلوحة ترسم من أجل المتعة والديكور حيث تزدحم الألوان والحركات والضوء، لتنقل محاكاة مشوهة عن واقع ، وإنما تستهويه لوحة تؤسس موضوعها الخاص، وتبني رموزها، وتنفتح على تأويلات شتى. وتتنوع لوحات رشاش بين أشكال تجريدية وسريالية وواقعية، و بين منمنمات وزخارف، وللوجوه حضور بارز فيها كون البورتريه يستهويه بشكل كبير ، فالوجوه شكلت محوراً رئيسياً في لوحاته، إذ رأى فيها مرآة تمكنه من إيصال ما يريد نقله وقوله. تشده وجوه البشر وحضورهم الكثيف في الشوارع ، فهو يُخزن الوجوه التي يراها في عقله وذاكرته ليرسمها في أعماله بوضعيات مختلفة، مركزاً في رسمه لها على العيون ويقول عن هذا لقد كنت قبل الوجه أبحث عن شيء ما أتمسك به بين فوضى الأشياء والأماكن لا أعرف السبب الحقيقي لهذا، ولماذا كلما تحركت يدي وجدتني أرسم نفس الوجه، كانت تخرج مفردة في البداية، و راحت تتزاوج بعدها في ثنائيات،ثم تتكرر فيصعب استيعابها كوجوه منفصلة، أو تتوالى لتخلق مسارات لحركة العين، وتتراكم أحيانا لتصنع جدراناً بأكملها. ثم نشأت على هامشها حكايات صغيرة تحاول أن تتعايش معها، ففي رسمه للبورتريه كان يختزل تعابير وملامح إنسانية مختلفة ومنتاقضة ، فينقل للمتلقي الحالة النفسية والشعورية، دون أن يرسم التفاصيل الكاملة لما تحمله أعماله من معان. وعن سبب اختياره لشخصياته يقول انه لا يحبذ رسم الشخصيات ألاكثر انتشاراً كصور الشخصيات العامة، كونها متوفرة بكل الألوان والأحجام وفي مختلف الميادين والردهات والقاعات، وحتى في ملاعب كرة القدم. شارك الفنان في العديد من المعارض المحلية و الاقليمية مثل معارض رعاية الشباب ومعارض دور الثقافة والفنون ومعارض مناسبات. اضافة الى المشاركة في الأسابيع الثقافية عن ولاية تبسة بالعديد من الولايات على غرار عين تيموشنت ، تمنراست ،تيزي وزو كما شارك و اشرف على تنظيم الصالون الوطني للفنون التشكيلية وفي جعبته العديد من المعارض الفنية الفردية و الجماعية في مختلف ارجاء الوطن.