هي واحدة من ست وثلاثين لوحة تمثل جبل فوجي احد اهم المعالم الدينية في اليابان تعتبر اشهر لوحة فنية في اسيا اضافة الى كونها ايقونة ترمز للفن التشكيلي الياباني من انجاز هوكوساي كاتسوشيكا احد الاسماء الكبيرة اليابانية سنة .1831 توجد حاليا في متحف هاكون الياباني ونسخة منها في متحف ميتروبوليتان بنيويورك . في الموجة الكبيرة نرى ثلاثة قوارب تتارجح وسط الامواج المظطربة وهناك بشر صغار قد يكونون بحارة او صيادين يحاولون باستماتة كبيرة الافلات من قبضة الموجة التي تنكسر لتشكل ما يشبه المخالب الضخمة التي تطبق على الصيادين ومن بعيد تلوح للناظر قمة جبل يعتقد انه جبل فوجي المقدس كما نلمح ايضا شروق الشمس بالرغم من العاصفة البحرية.وتصور اللوحة جبروت الطبيعة وصراعها الازلي مع الانسان الذي ينتصر على هشاشة وضعه بامتلاكه العزيمة والإرادة القوية في مشهد إنساني يعطي شعورا كبيرا بالحياة. كان هوكوساي فنانا قوي الملاحظة يميل الى حب الطبيعة وقد صور هذا في لوحاته فالكثير منها تتضمن صورا لطيور وحيوانات واعشاب واشجار لكنه كان مفتونا اكثر بحب البحر وحركة مياهه على خلاف معاصريه من الرسامين اليابانيين الذين لم يولوا اهتماما كبيرا للظواهر الطبيعية . وينتمي الفنان الى مدرسة الأوكييو إه، وهي مدرسة تمثّل حركة فنية تصويرية يابانية ظهرت في بداية القرن السابع عشر للميلاد، تقوم على الطباعة برسوم بارزة، حيث يتم نحت الرسومات على ألواح خشبية أولاً ثم تطبع على الورق بتقنيات مختلفة من بينها طريقة رسم الأبعاد والحدود بينها والخطوط الرفيعة وغياب الظلال أو ما يمكن تسميته بفن الرواشم. و يعتبر هوكوساي احد الفنانين الذين ساهموا في نهضة الفن التشكيلي الياباني فهو بلا منازع رائد مدرسة التصوير الحديث، اعماله مستوحاة غالبا من تقاليد الشعب الياباني واساطيره وعرفت اعماله نجاحا كبيرا في اوساط البورجوازية الصغرى غير ان الطبقة الارستقراطية لم تعترف بهذا النجاح ونظرت اليه بشيء من الازدراء كون الفنان لم يكن مهتما بتصوير حياة الاعيان والنبلاء بقدر اهتمامه بتصوير حياة الناس اليومية البسيطة متحديا النظرة السائدة انذاك في المجتمع الياباني ، وهذا ما يفسر حصوله على شهرة واسعة في اوروبا حيث غزت اعماله عواصم الفن والثقافة الغربية وتهافت الكثير من الفنانين الأوربيين خاصة الفرنسيين والبريطانيين منهم على استكشاف الرسوم والرواشم اليابانية على الخشب وغيرها. غير انه بقي في بلاده فنانا شعبيا لم يرقى الى مصاف الكبارولم يكرس اسمه الا بعد مرور عقود من الزمن على رحيله.