يعد الفن التشكيلي مرآة يعكس من خلالها الفنان ذاته وإلهامه عن طريق ريشته التي لا تتوانى في تجسيد روائع من الخطوط والألوان التي تتجمع لتعكس فنا في غاية الروعة والجمال قد تمثل تلك الألوان لوحات من الطبيعة، المجتمع، المرأة وغيرها من المواضيع التي تدل على موهبة الفنان وقدراته على تصوير آيات من الرونق وتناسق الألوان وإندماجها مع بعضها البعض، إلا أن واقع الفن التشكيلي في الجزائر لم ينل حظه بعد من الاهتمام لا سيما بعروس البحر الأبيض المتوسط - وهران -، حيث يعاني الفنان التشكيلي بهذه الولاية التهميش واللامبالاة السلطات الوصية والقائمة على تسيير شؤون الثقافة بوهران ويزداد الأمر تعقيدا بالنسبة للشباب خريجي مدارس الفنون الجميلة والهواة الذين يصارعون حبهم للفن وتهميش الوصاية لهم وبغية إعطاء بصيص من الأمل لهؤلاء الفنانين الشباب نظمت جمعية الفنانين التشكيليين الأحرار بالسانية وبالتنسيق مع جمعية النشاط السينيمائي والأدبي صالونا للفن التشكيلي والذي يعد الصالون الأول على مستوى الولاية والذي ينظم لفائدة الفنانين الشباب، حيث تمكنوا من عرض لوحاتهم التشكيلية وتقريبها من الجمهور وعلى هامش الصالون التقت "الأمة العربية" مع رئيس الجمعية يحياوي العيد وهو فنان تشكيلي وخريج مدرسة الفنون الجميلة وكان لنا معه هذا الحديث. بداية سيدي حبذا لو تحدثنا عن البداية الأولى لهذه الجمعية الفنية؟ جمعية الفنانين التشكليين الأحرار هي جمعية فتية تأسست ببلدية السانية بتاريخ 13 جانفي من سنة 2004 تحت رقم ايداع 173 | 04 بإيعاز من كوكبة الفن التشكيلي من أبناء البلدية إنصب اهتمامها على تسليط الضوء على مشاكل الفنانين التشكيليين الشباب ودفعهم نحو الإبداع المتواصل وخلق الفرص أمامهم، حيث أعطت الجمعية ديناميكية فنية للواقع الثقافي ببلدية السانية كترقية الفنون التشكيلية وفتح ورشات الرسم لفائدة الأطفال والشباب وحاولت الجمعية من خلال نشاطاتها المتواصلة غرس روح الإبداع الفني لدى المواهب والعمل على تنميتها. ما هي الأهداف المخولة لجمعية الفنانين التشكليين الأحرار؟ تسعى الجمعية جاهدة لترقية الفن التشكيلي بالجزائر عموما ووهران خصوصا ونشر الوعي الثقافي والنهوض بالحركة الثقافية لبلدية السانية إلى جانب فتح ورشة الفنون التشكيلية أمام الصغار والكبار مع المساهمة في إقامة المعارض الفنية الولائية والوطنية وبعث المواهب. لماذا في رأيكم تقهقرت شعبية الفن التشكيلي بولاية وهران؟ غياب التشجيع والدعم المالي جعل الفن التشكيلي يحتضر بوهران فقلما نسمع عن مبادرات من الوصاية تتبنى على عاتقها تنظيم مثل هذه الصالونات والمعارض التي كانت ستعطي دفعا قويا للفنان والفن في حد ذاته، بل إن تجاهل القائمون على القطاع قتل روح الإبداع عند الشباب ومنع رسائلهم الفنية من الوصول إلى الجمهور المتعطش والعاشق للفن، إذ تعد هذه من أهم المعوقات التي أحالت دون تطور الفن التشكيلي بالولاية ومن العار أن لا تتواجد أماكن خاصة لإقامة المعارض بعروس البحر الأبيض المتوسط. والتي كانت ستكون محطة لزيارة الوفود الأجنبية والسواح والملهمين بهذا الفن، إلا أنه هيهات فلا حياة لمن تنادي ليعلوا بذلك الغبار لوحات الفن التشكيلي بالباهية والتي تحاول بعض الجمعيات النشطة في المجال ومع بعض الجهات نفض الغبار عنها لإلحاقها بالركب. في ظل غياب ثقافة الفن التشكيلي بالباهية ماهو الحل في نظرك كفنان؟ أدعو إلى ثكاثف الجهود ورد الإعتبار للفن والفنان وإعطاء قدر ونسبة من الإهتمام به وفي هذا الإطار سيتم تنظيم زيارات خاصة لأطفال المدارس للصالون التشكيلي والمعارض الفنية بشكل متواصل لتعريفهم بهذا الفن أنواعه و تقنياته. آخر كلمة توجه للقراء؟ أقول إن كل ما هو فن فهو نبيل وأدعو الشباب الهاوي للفن التشكيلي إلى العمل والمثابرة وتكاثف الجهود للتغلب على العقبات والمضي للوصول وما هو ظلام سيكون نورا في الأفق وأشكر جريدة "الأمة" التي ستكون منبرا لقرائها.