تواجه المشاريع التي استفاد منها قطاع الصحة بولاية تيزي وزو، تأخرا كبيرا في الإنجاز فيما توقفت أخرى لأسباب عديدة جعلت من المواطن ضحية في عدم تقديم تغطية صحية جيدة أمام حجم المشاريع التي تدعمت بها الولاية. استفادت ولاية تيزي وزو من عدة مشاريع هامة وذلك في إطار البرنامج التكميلي لدعم التنمية المحلية. فبعد أن منح للقطاع ميزانية لترميم وإعادة بعث العديد من الهياكل الصحية، لا تزال العديد من المشاريع حبيسة الأدراج ولم تر النور وهو ما تواجهه المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في جراحة طب الأطفال المتواجدة ببلدية ذراع بن خدة 11 كلم عن مقر عاصمة الولاية، وهو المشروع الذي تحول إلى هيكل بلى روح بعد إتمام انجازه و بقيت أبوابه مغلقة في وجه المرضى، مع العلم أن هذا الأخير سجل في جانفي 2007 وانطلق في انجازه شهر جوان 2008 وكان من المرتقب تسليمه في ظرف 19 شهرا ليتم تمديد مدة انجازه إلى 22 شهرا و 19 يوما. وبعد 6 سنوات هذه الوحدة الاستشفائية ذات قدرة استيعاب 80 سريرا لم تر النور بالرغم من مدى أهميتها والتي تم انجازها وفقا لمعايير عالمية وجد تقنية كما تساهم في تحسين الخدمة الصحية بالولاية وحتى الولايات المجاورة لفائدة الأطفال المصابين بأمراض القلب. وللإشارة فإن هذه الأخيرة لم يتم تجهيزها سوى ب 20 بالمائة عكس ما صرح به مؤخرا للوزير خلال زيارته لولاية تيزي وزو أين قدم المشرفون على هذا المشروع نسب خيالية في تجهيزها والبالغة 80 بالمائة. وفي هذا الشأن فان الوزير خلال تفقده المؤسسة أمهل مدة 3 أشهر لتسليم المشروع وفتحه أمام المرضى و ذلك بعد إتمام عملية تجهيزه من حيث الإمكانيات المادية والبشرية. وهو نفس المصير الذي يواجهه مشروع مركز مكافحة السرطان المتواجدة بذراع بن خدة بقدرة استيعاب 145 سرير والذي انطلق في انجازه بتاريخ 15 ماي من سنة ,2009 وبلغت نسبة تقدم المشروع ب 25 بالمائة بعد أن توقف شهر فيفري من السنة الفارطة بطلب من مديرية الصحة بالولاية، والتي واجهت المؤسسة المنجزة مشكل في استكمال المشروع الذي يعد بالضخم و المتمثل في تحويل شبكة قنوات المياه الصالحة للشرب العابرة لأرضية المشروع و التي تستغرق وقتا أطول في عملية التحويل. وفي هذا الصدد طلب الوزير خلال زيارته من المؤسسة المنجزة بتسليمه في أكتوبر ,2014 إلا أن المؤسسة المشرفة رفضت ذلك واقترحت تمديد آجال تسليمه إلى غاية سنة 2015 حتى يكون جاهزا لفائدة سكان المنطقة. وللتخفيف من الضغط الذي يشهده يوميا المستشفى الجامعي محمد نذير بوسط مدينة تيزي وزو والذي أصبح يقدم خدمات صحية وصفت ب »الكارثية« من قبل المرضى و حتى الزوار المتوافدين على هذه المؤسسة قصد زيارة مرضاهم خاصة منها مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي محمد نذير بتيزي وزو، التي تتواجد في وضعية لا توصف نظرا لغياب أدنى شروط النظافة و كذا انعدام اللوازم الطبية و يصبح المريض ضحية هذه التهونات و اللامبالاة التي تزيد من معاناته إلى جانب المرض. ويعاني المرضى من عدة مشاكل متعلقة بالخدمات الصحية وهو نفس الأمر الذي ينطبق على باقي المصالح التي يحويها المستشفى خاصة منها مصلحة حقن الدم حدث ولا حرج عنها وحسب ما علمناه من عمال بهذه المصلحة فإنهم يعانون من ضيق المصلحة، وكذا قدمها ما يشكل خطرا كبيرا على صحتهم وصحة المواطنين الذين يتوافدون بكثرة نحو هذه المصلحة بالرغم من الوعود المتكررة في تحويلهم إلى مركز حقن الدم الجديد الذي تم انجازه بمدخل مدينة تيزي وزو، وبالضبط بالقرب من المحطة القديمة، إلا أنه أصبح كباقي المشاريع التي استفادت منها الولاية وأصبح هو أيضا حلما ينتظر تدشينه إلى آجال لم تحدد بعد. وفي هذا الصدد و للتخفيف من جل هذه المعاناة تم تسجيل انجاز مستشفى جامعي أخرى بمنطقة واد فالي و الذي سيعرف انطلاقة شهر فيفري الداخل. وحسب ما التمسنه خلال زيارتنا عبر هذه المصالح، فان أسباب تحول تقديم خدمات صحية ليست في المستوى المنشود راجع إلى إستراتيجية التسيير الذي أضحت غير ناجعة في تقديم تغطية صحية جيدة و ملائمة لفائدة المرضى الذي أصبحوا يتذمرون يوما بعد يوما من تهاون السلطات المحلية في اتخاذ قرارات لتسيير محكم و جيد لهذه الهياكل الصحية. و هو نفس التسيير الذي تعرفه باقي مستشفيات الولاية على غرار مستشفى تيقزيرت الذي عرفا مؤخرا عملية توسيع و ترميم إلا أنه لا يزال يقدم خدمات ليست في المستوى أمام شكاوى المرضى المتمثلة في انعدام التدفئة في هذه المؤسسة و كذا المياه. وأمام هذه الأوضاع الذي يوجهها قطاع الصحة بالولاية، عمد والي الولاية مؤخرا إلى تنظيم اجتماع رفقة المسؤولين في الصحة من أجل تدارك الوضع مرجعا ذات المسؤول الوضع الكارثي الذي يعرفه قطاع الصحة إلى سوء التسيير والإستراتيجية المعمولة بها أمام الميزانية الضخمة التي استفاد منها القطاع.