قررت فرنسا - على ضوء التطورات الأخيرة-،اتخاذ موقف عملي واضح من تطورات الأزمة التشادية، وتغيير مهمة قواتها المنتشرة في تشاد "وفقا لقرارين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي"، في انتظار ما يكون قد أسفر عنه اجتماع مجلس الأمن مساء أمس. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ووزير الدفاع إيرفيه موران أن القوات الفرنسية أمّنت القواعد الجوية التشادية وتتولى حماية الفرنسيين والأجانب ملتزمة جانب الحياد في المعارك بين المتمردين والقوات الحكومية. ووصف هجوم المتمردين على العاصمة التشادية إنجمينا بأنه "قاس"، لافتا إلى أن الإدانات الدولية قد تؤدي إلى أشكال أخرى من التدخل. وقال كوشنر في مطار شارل ديغول "نحن غير مشاركين في هذه الحرب، في الوقت الراهن لا تغيير، لكن إذا صدر قرار من مجلس الأمن وإذا صدر اقتراح آخر من اجتماع الاتحاد الأفريقي سنرى" ما يمكن عمله. وكان مجلس الأمن عقد جلسة طارئة أول أمس بناء على دعوة فرنسية لكنه لم يتوصل لاتفاق على مشروع بيان يؤازر حكومة تشاد. وفي موقفه من النزاع في تشاد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إنهاء القتال، معربا عن قلقه البالغ من هذا الوضع الخطير وعلى وجه الخصوص بشأن تدهور الوضع الإنساني لنحو 285 ألف لاجئ و180 ألفا من النازحين. وقد شهدت الساعات القليلة الماضية عمليات إجلاء واسعة للرعايا الأجانب, في حين قالت الحكومة التشادية إن قواتها صدت الهجوم على قصر الرئيس إدريس ديبي بعد أن حاصره المتمردون. ورغم تدهور الأوضاع الأمنية في تشاد، قال الاتحاد الأوروبي إنه لن يتخلى عن خططه لنشر قوات هناك. وأوضح منسق السياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا أن النزاع الدائر في تشاد لن يحول دون نشر 3700 جندي من قوات حفظ السلام لحماية اللاجئين، وأن الاتحاد اتخذ قراره نظرا لإدراكه أهمية تشاد في استقرار المنطقة، على حد قوله.