الوكالات/واف : المتمردون يقبلون بوقف إطلاق النار ويدعون دبي للتنحي. وافق المتمردون في تشاد مبدئيا على وقف إطلاق النار واتهموا فرنسا بالتدخل عسكريا دعما لنظام الرئيس إدريس دبي الذي يسعون للإطاحة به،فيما انطلقت أمس جهود وساطة أفريقية لاحتواء الأزمة التي تسببت في نزوح عدد كبير من سكان العاصمة نجمّينا. وقال المتحدث باسم تحالف المتمردين عبد الرحمن كلام الله في بيان تلاه أمام الصحافة الدولية، إن " قوات المقاومة الوطنية وافقت على وقف فوري لإطلاق النار"، وبرر هذا الموقف بأنه جاء لاعتبارات إنسانية وامتثالا لمبادرات السلام الإقليمية. وأبلغ متحدث آخر باسم المتمردين يدعى هينش أوردجو ، أنهم مستعدون لقبول وقف إطلاق النار بشرط أن يتنحى الرئيس دبّي عن السلطة. ومن جهة أخرى استغرب المتمردون "تورط فرنسا المباشر في النزاع"، وأدانوا تدخل الطيران الفرنسي الذي سبب -حسب المتحدث- سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وفي هذا السياق قال زعيم حركة التمرد التشادية الجنرال محمد نور عبد الكريم إن الطيران الفرنسي "قصف مواقع المتمردين لحماية نظام الرئيس دبي، مؤكدا أنهم قادرون على شن هجوم جديد على القوات النظامية إذا التزمت القوات الفرنسية الحياد. وكانت فرنسا قد وجهت تحذيرا للمتمردين بعد صدور قرار غير ملزم عن مجلس الأمن الدولي يفوض فرنسا التدخل لحماية النظام في تشاد، لكنها عبرت على لسان وزير خارجيتها برنار كوشنر عن أملها في ألا تضطر للتدخل عسكريا في الأزمة الجارية بتشاد. ويأتي ذلك في وقت لم تسجل أي معارك صباح أمس لليوم الثاني على التوالي في نجامينا التي يحكم الجيش التشادي السيطرة عليها، لكن المتمردين الذين هاجموا العاصمة في نهاية الأسبوع الماضي أكدوا أنهم يتمركزون حولها. وفي محاولة لاحتواء الأزمة التشادية كان ينتظر أمس وصول وفد من مسؤولين من الكونغو برزافيل وليبيا إلى نجمينا في إطار وساطة أفريقية من أجل حل سلمي. ويتوقع أن يجري المفاوضون الأفارقة اتصالات بمختلف الأطراف لإقناعهم بالتخلي بلا شروط عن استخدام القوة والبدء في حوار بناء. وقد تعهدت فرنسا بتوفير الحماية للوفد الأفريقي. وكان الاتحاد الأفريقي قد فوض الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يوم السبت الماضي مع نظيره الكونغولي دنيس ساسو نغيسو بمهمة إيجاد حل تفاوضي للأزمة الراهنة في تشاد. ومن جهة أخرى عرضت منظمة المؤتمر الإسلامي وساطة بين أطراف النزاع في هذا البلد العضو في المنظمة التي دعت على لسان أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو، إلى "إعادة الوضع إلى طبيعته" في تشاد. وفي تداعيات أخرى للأزمة في تشاد قالت فرنسا إن انتشار القوة الأوروبية (يوفور) لحماية النازحين من إقليم دارفور غربي السودان "لا يمكن أن يتم قبل عودة حد أدنى من السلم" إلى تشاد. وتقضي عملية يوفور بنشر حوالي 3700 جندي في شرق تشاد وأفريقيا الوسطى لحماية 450 ألف لاجئ من إقليم دارفور والنازحين من التشاد وأفريقيا الوسطى. ومنذ أن دخل المتمردون إلى نجمينا السبت الماضي والاشتباكات التي تلت ذلك، نزح أكثر من نصف سكان العاصمة البالغ عددهم 700 ألف نسمة وأسفر القتال عن سقوط قتلى، دون أن يعرف بالضبط عدد الضحايا وحجم الخسائر الناجمة عن تلك التطورات. وقالت مصادر بوكالة إنسانية دولية في نجمينا إن المعارك خلفت خلال اليومين الماضيين "عددا كبيرا من القتلى" و500 جريح على الأقل، وفق حصيلة أولية. وأفادت أسوشيتد برس نقلا جمعية خيرية أمريكية أن نحو 300 ألف من سكان نجمينا نزحوا خارجها بسبب القتال الذي اندلع فيها قبل أربعة أيام. وتقول الأنباء الواردة من تشاد إن النازحين يتدفقون بالآلاف عبر جسر فوق نهر لوغنشاري إلى الكاميرون المجاورة. ومن جهة أخرى تم إجلاء 839 أجنبيا من العاصمة التشادية إلى الغابون منذ السبت الماضي، في حين لا يزال 300 آخرون ينتظرون الإجلاء. الوكالات/واف