جمدت روسيا صفقة بيع مثيرة للجدل لصواريخ اس-300 الى ايران، في تحول كبير في اعقاب اقرار مجلس الامن الدولي عقوبات جديدة بحق الجمهورية الاسلامية بسبب برنامجها النووي. واثناء زيارة الى باريس، اكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قرار موسكو "تجميد" بيع انظمة دفاع صاروخية لايران بما يتوافق مع العقوبات الدولية الجديدة، كما ذكرت الرئاسة الفرنسية. وعلى الفور "حيا" الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بوتين على هذا القرار، مشيرا الى "انه كان سيصعب تبرير تسليم صواريخ الى ايران في الاطار الحالي"، كما اضاف الاليزيه في ختام لقاء بين الرجلين. وكان مصدر في الكرملين صرح في وقت سابق الجمعة للصحافيين في طشقند على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة بمشاركة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان "صواريخ اس-300 مشمولة بعقوبات (الاممالمتحدة) وبالتالي لا يمكن تسليم ايران هذا النوع من الاسلحة". ومنذ اقرار مجلس الامن الدولي الاربعاء القرار 1929 الذي يحظر بيع ايران ثمانية انواع جديدة من الاسلحة الثقيلة ويفرض قيودا جديدة على الاستثمارات الايرانية في الخارج، كثف بعض المسؤولين الروس التصريحات المشككة بالصفقة المرتقبة منذ فترة طويلة والقاضية بتسليم ايران صواريخ اس-300 والتي انتقدها الغرب واسرائيل. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في بيان مقتضب "سنطبق بشكل دقيق وصارم معايير القرار ومطالبه". بالتالي اكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) قسطنطين كوساتشيف ان بلاده باتت ملزمة بالامتناع عن تزويد ايران بهذا النظام الصاروخي ارض-جو الذي كان سيمكن طهران من الدفاع بفاعلية عن منشآتها النووية. وكتب كوساتشيف على مدونته في موقع اذاعة اصداء موسكو "انا ضد تنفيذ عقد (بيع ايران صواريخ اس-300) لا سيما ان القرار يدعو الى اليقظة وضبط النفس في ما يخص انواعا اخرى من الاسلحة". وعلى الرغم من اعتبار كوساتشيف ان هذه الصواريخ غير مشمولة بالقرار، رأى ان تسليمها "سيكون مناقضا لروحية" القرار الدولي. وصوتت روسيا العضو الدائم في مجلس الامن لصالح فرض عقوبات على ايران بالرغم من علاقاتها مع ايران في قطاعي الاقتصاد والطاقة. واتفقت روسياوايران العام 2007 على بيع صواريخ اس-300 لكن موسكو لم تسلمها بسبب ما قالت انه مشاكل تقنية، الامر الذي اثار استياء طهران. حتى ان مسؤولا ايرانيا رفيعا هدد روسيا في اواخر 2009 برفع القضية الى القضاء الدولي متهما اياها بعدم الايفاء بتعهداتها التجارية. واشاد المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي الخميس "باعتدال" روسيا، مشيرا الى ان موسكو لم تسلم طهران هذه الصواريخ حتى الساعة. وقال كراولي "انها صفقة ابرمتها روسيا مع ايران قبل سنوات، لكنها اثبت حسها بالمسؤولية" عبر الامتناع عن تسليم نظام اس-300. واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة انه بسبب "تعقيد" الاجراءات التي ينص عليها القرار الدولي امر الرئيس الروسي السلطات الروسية بوضع لائحة بجميع الاسلحة التي يحظر بيعها لايران. من جهة اخرى، تحول عقوبات الاممالمتحدة دون انضمام ايران الى منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم روسيا، الصين، ودول اسيا الوسطى، على ما اعلن لافروف في العاصمة الاوزبكستانية طشقند في ختام قمة للمنظمة التي يعتبرها محللون انها تعادل الحلف الاطلسي في اسيا الوسطى. وشدد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الذي يشارك في اللقاء بصفة مراقب، على الطابع السلمي للبرنامج النووي في بلاده واعتبر ان العقوبات الجديدة المفروضة عليها "ظالمة".