دعا الدكتور محي الدين عميمور الدولة إلى التكفل ببيع الكتب الخاصة بتاريخ الجزائر، حتى لا يقتصر وجودها على المتاحف فقط وتكون في متناول الجميع، موضحا أن المشكل المطروح ليس في نقص المادة التاريخية بل في الترويج لها، مشددا على احترام الشهيد والتاريخ لأن »الأمة التي تهين أفضل أبناءها ستتعرض لإهانة من أسوأ أبناءها«، مؤكدا على ضرورة الكشف عن العدد الحقيقي لشهداء الثورة التحريرية البالغ أكثر من 4 ملايين شهيد. اعتبر الدكتورمحي الدين عميمور خلال المحاضرة، التي نشطها أمس بمنتدى الأمن الوطني في طبعته الثلاثين، بالمدرسة العليا للشرطة»علي تونسي« بشاطوناف، بمناسبة يوم الشهيد، أن إحياء هذه الذكرى رسالة مستمرة في مسيرة التاريخ الوطني أكثر مما هو موعد للتأمل، موضحا أن الاحتفال بالثامن عشر فبراير، لا يجب أن يكون عملا روتينيا، لأن هذا اليوم حافل بالمعاني الخالدة والصور الشاهدة لما قدمه الشعب الجزائري من تضحيات جسام. وأشار عميمور في مداخلته، التي حضرها مدير المدرسة العليا للشرطة »علي تونسي«مراقب الشرطة حاج السعيد أرزقي ومدير المتحف المركزي للشرطة وعددا من المجاهدين والمجاهدات، أن كل مرحلة تاريخية مرت بها الجزائر لديها فيها رموز وأبطال، ابتداء من مرحلة ما قبل الاستعمار، أين تناول سيرة أسطورة البحرية الجزائرية الرايس حميدو، الذي استشهد يوم 17 جوان ,1815 مذكرا أيضا بالشهداء بدون قبور، من بينهم الشيخ العربي التبسي، معرجا على شهداء الثورة الجزائرية، على غرار الشهيد العربي بن مهيدي، الذي قالت عنه فرنسا أنه انتحر، قبل أن يعترف أوساريس مؤخرا بأنه تم تصفيته جسديا، بالإضافة إلى الشهيد عميروش. كما تحدث الدكتور محي الدين عميمور عن أولئك الشهداء ، الذين تعرضوا للتصفية الجسدية على أيدي رفاقهم وإخوانهم، قبل أن يصل إلى شهداء مرحلة ما بعد الاستقلال، مؤكدا في ذات السياق أن هناك الكثير من رجال الأمن والجيش الذين استشهدوا وهم يقومون بواجبهم نحو الوطن. وفي استناده إلى الدراسات التاريخية، التي كشفت عن حقائق خاصة بتاريخ الجزائر، صرح عميمور أن عدد الشهداء ليس مليون ونصف المليون شهيد ، بل هو أكبربكثير، يتعدى الأربعة ملايين -يضيف- وقال المتحدث أن الشهيد يجب أن يحظى بالتكريم والتبجيل لما خصه به الله من مكانة حميدة، وعرفان له لما قدمت يداه من تضحيات جسام فهو الذي لبى وضحى بالروح والجسد دفاعا عن الوطن والحرية والشرف صادقا عهده ولم يبدل تبديلا، مضيفا أن الاحتفال بيوم الشهيد لا يجب أن يكون عملا روتينيا ، وأن الهدف من ذلك هو إرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والاقتداء بخطهم الشريف . وخلص عميمور مداخلته ، بتأكيده أن احترام الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل هذا الوطن هو منطق ثوري، لأن »الأمة التي تهين أفضل أبناءها ستتعرض لإهانة من أسوأ أبناءها«، مشددا على ضرورة التمسك بمبدأ احترام الشهيد وشهيد الواجب، داعيا الدولة إلى التكفل ببيع الكتب الخاصة بتاريخ الجزائر، حتى لا يقتصر وجودها على المتاحف فقط وتكون في متناول الجميع، موضحا أن المشكل المطروح ليس في نقص المادة التاريخية بل في الترويج لها.. كما ثمن المحاضر مبادرة المديرية العامة للأمن الوطني، التي فتحت منبرا لإحياء ذكرى عزيزة علينا، تتذكر من خلالها شهداءنا الأبرار.