استضاف المجلس الأعلى للغة العربية في منبره "شخصية ومسار" مساء أوّل أمس، بفندق "الأوراسي" الدكتور محي الدين عميمور تكريما له على مسيرته النضالية والفكرية والفعل الثقافي الذي قام به سواء في الإعلام أوفي غيره من الوظائف العليا التي تقلّدها في الدولة الجزائرية من النضال إلى المقال، وهذا ما أكّده الحضور الغفير من الشخصيات الوطنية والثقافية والإعلامية تقديرا لهذا القلم الذي لم يحرّر الدواء فقط، بل كان يصف مواطن الداء ويحاول إيجاد العلاج الشافي، ونشّط الندوة التكريمية لهذا الفارس الذي لم يتعبه الركض ولم تقعده السنوات الأستاذ مصطفى هميسي. وأكّد الأستاذ هميسي في تقديمه للدكتور محي الدين عميمور أنّه الشخصية المتميّزة الذي جمع بين العلم والأدب، حيث قدّم للغة العربية الكثير من إنتاجه الغزير لمدة 40 سنة من أراء وتحليلات ومواقف، وهو صاحب المقولة الشهيرة "إنّ ستة أشهر كافية لتعريب فرنسا، وفرنسة بريطانيا". أمّا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور محمد العربي ولد خليفة صاحب مبادرة التكريم فقد قال في كلمته الاحتفائية أنه "ليس من السهل أن يلم شخص واحد بمسار شخصية متعدّدة المواهب، فالدكتور رسام وعازف على آلة البيانو، وهو أديب الصحافة والصحافي الأديب، ورجل السياسة التي خاض غمارها وسبح بين أمواجها منذ منتصف الستينيات إلى اليوم انطلاقا من هيئة الأركان للبحرية الوطنية إلى قمة الهرم في رئاسة الجمهورية". أمّا الأديبة ذات النطاقين الفكري والوزاري السيدة زهور ونيسي فقد وصفت الدكتور عميمور بأنّه "طبيب الأفكار والكلمات قبل أن يكون طبيبا"، وأضافت ونيسي أنّ "محي الدين عميمور رفيق درب النضال والكلمة وكان دكتورا مثقفا صاحب قلم جميل، عرفته بمجلة "الجيش" التي كان يشرف عليها السيد الهاشمي هجرس، كان بقلمه الأخضر وكانت "الجيش" منتدى فكريا، وكان الرئيس هواري بومدين يهتم بالثقافة والأدب ويتابع مجلة "الجيش"، ما أعظم وأجمل أن يهتم رئيس بالأدب والثقافة، وكان محي الدين عميمور مصدر توجيه صادق ومرجعا لنساء ورجال الإعلام". أمّا الأستاذ محمد الشريف خروبي فقد استحضر في تدخّله مرحلة الثورة في كلّ من تونس ومصر وكيف التقى بالدكتور عميمور وعالجه، وأكّد السيد خروبي أنّ عميمور كان يعزف الأناشيد الوطنية على آلة البيانو، أمّا السيد بوجمعة صويلح نائب بمجلس الأمة فقد ذكر في مداخلته عمله مع السيد عميمور بمجلس الأمة بأن الدكتورمحي الدين عميمور كان صاحب كلمة حق. من جهته قال اللواء المتقاعد الهاشمي هجرس أنّه لم يسبق أن لقي عميمور إبان الثورة وإنّما التقاه بعد الاستقلال لمرات ولأهداف كثيرة، كان طبيبا مهتما بالتكوين في الجيش الوطني الشعبي داخل الوحدات العسكرية وعملنا معا في مجلة "الجيش" التي كانت مرجعا أساسيا لكثير من الطلبة لندرة المراجع وقتها، وكان من المساهمين في هذه المجلة، وكان مخلصا في عمله. أمّا الصحفي محمد عباس فتناول من جهته عطاءات محي الدين عميمور السخية منذ اندلاع الثورة إلى الاستقلال، ولم يكن عابر سبيل في منابر الإعلام الوطني، أمّا الأستاذ عبد العالي رزاقي فقد ألقى مداخلة مطوّلة حلّل فيها موضوعات عميمور من الناحية الأسلوبية والمنهجية والطرق التي يتبعها في معالجة موضوعاته سواء منها العمود أوالتحليل، وفيما يخص الصحفي سعد بوعقبة فاستعرض في تدخله تعامل محي الدين عميمور مع رجالات الإعلام حين كان مستشارا برئاسة الجمهورية، وأكّد انّه تعلّم من عميمور الكثير والكثير. ويبقى أنّ التدخلات والشهادات التي قيلت في هذه الشخصية المتميزة لا يمكن حصرها في صفحات قليلة مستعجلة.