وجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، رسالة إلى المواطنين حثهم من خلالها على اختيار الشخص الذي ستؤول إليه قيادة الجزائر وفق قناعاتهم وبكل استقلالية، سواء كان رجلا أو امرأة، مبرزا أهمية الموعد الانتخابي الذي تقدم عليه الجزائر في ظل ما تشهده دول الجوار من اضطرابات. شدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة المشاركة في الموعد الانتخابي الذي تنتظره الجزائر في ال17 أفريل الداخل، واختيار الشخص الذي ستؤول إليه قيادة الجزائر بكل استقلالية وقناعة »امرأة كانت أم رجلا«، مبرزا في الرسالة التي وجهها أمس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أن الانتخاب فضلا عن كونه حق كرسه الدستور، فهو » واجب أكثر منه حق وكان أول واجب تمليه ممارسة المواطنة«، وأن » الإرادة السياسية، رافقت على الدوام هذا الالتزام المواطني للنساء الجزائريات بالانضمام إلى المعاهدات الدولية والتصديق عليها، وبرفع التحفظات تدريجيا في مجال حماية المرأة ودورها في سائر الميادين«، موضحا أن الاحتفال بهذا اليوم العالمي هذا العام »جاء عشية استحقاق انتخابي هام بالنسبة لبلدنا، في محيط جهوي تسوده الاضطرابات ويسمه التوجس والريبة«. من جهة أخرى، دعا القاضي الأول في البلاد في الرسالة التي قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي إلى »تطوير الذهنيات«، وإحداث ما أسماه »دينامية تشجع بروز المرأة في غير مواقعها التقليدية والسعي لتعزيزها لدى الرأي العام«، مذكرا بالنصوص الهامة التي تمت المصادقة عليها منذ فترة وجيزة لصالح المرأة، وعلى رأسها مراجعة الدستور في 2008 وقانون الانتخابات 2011 اللذين تمكنت المرأة بفضلهما من حيازة ثلث المقاعد في المجلس الشعبي الوطني، حيث اعتبر بوتفليقة تمكين المرأة من ثلثي المقاعد بالمجلس الشعبي الوطني »مكسبا عظيما وتكريسا للتوازن الذي يتعين على الدوام بلوغه، ألا وهو التعايش التام بين الحقوق حقوق الرجل وحقوق المرأة«. وفيما يتعلق بالمجالس المحلية، قال الرئيس إن حضور المرأة يعطي »قيمة مضافة لتنفيذ السياسات التنموية المحلية«، بينما قال إن حضورها في الحكومة يضفي »مزيدا من البراغماتية على نشاط الجهاز التنفيذي وتساهم، بما يميزها من رهافة الحس، في صياغة استراتيجيات الإدماج الاجتماعي وتنفيذها«، و»يترك بصمته بفعل وقعه وتأثيره في الرأي العام الوطني ويجذر في السلوكات اشتراك المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية كأمر لا غنى عنه«، كما أفاد أنه »بالتعود على مشاهدة المرأة تتبوأ مناصب التسيير والتقنين والقيادة، تتماهى فتياتنا مع هذه الأدوار وينخرطن بسهولة أكبر في تشييد البلاد، كما يشب فتياننا المتعودون على رؤية المرأة في مواقع القيادة فلا يجدون غضاضة ولا عقدة في تقاسم السلطة مع المرأة«. وبمناسبة الاحتفال بيومها العالمي، أمر رئيس الجمهورية الحكومة بالتفكير في إمكانية إنشاء صندوق خاص بالنساء المطلقات الحاضنات لأطفال قصر، واعتبرها »الفئة الأضعف التي تقع في مرحلة من مراحل حياتها ضحية للإعاقة أو الطلاق أو العنف أو الإقصاء«، مذكرا بقانون الأسرة المعدل في ,2005 الذي »مكن من إدخال المزيد من المساواة بين الزوجين، وتحقيق الحماية الأفضل للأطفال القصر وتعزيز جانب التماسك الأسري« ، والذي قال إنه يبقى قابلا للتحسين في بعض الجوانب المادية من مثل الصعوبات التي تواجهها المرأة الطالق الحاضن في تحصيل النفقة الواجبة لإعالة الأطفال المحضونين، مشيرا إلى رفض الوالد دفع هذه النفقة أو عجزه عن ذلك مساس بكرامة المرأة وبالحقوق الأساسية للأطفال مما يستدعي حلولا تكون في مستوى الدولة المتضامنة.