أجمع عدد من الصحفيين العاملين في وسائل إعلام أجنبية على أن خروج الجزائريين للتصويت أمس كان اكبر ضربة لدعة المقاطعة الذين راهنوا على ضعف نسبة الإقبال على الانتخاب، مؤكدين من جهة أخرى أنهم قد أدوا عملهم في ظروف جيدة. الشارع الجزائري صنع المفاجأة خلال خرجاتنا الميدانية التي قمنا بها،أمس، كان المركز الدولي للصحافة آخر المحطات التي توقفنا عندها، إذا أننا حاولنا من خلال اقترابنا من بعض الصحفيين العاملين في مؤسسات إعلامية أجنبية وكان من بينهم الإعلامية مروة يونس مدير وكالة الأخبار العربية التي أكدت لنا أن العمل تم في أجواء جيدة وأن الإمكانيات التي أتاحها المركز الدولي للصحافة قد مكنها من توفير الكثير من الوقت و الجهد في العمل خلال التنقل بين المونتاج والتصوير، وحول ملاحظاتها عن سير العملية الانتخابية أضافت المتحدثة أنه خلال الساعات الأولى من الصباح تنقلت إلى مكاتب التصويت على مستوى الأحياء الشعبية باعتبارها تمثل القلب النابض للجزائر، مشيرة إلى أنها لاحظت حركة كبيرة، مما يدل على سقوط رهان المقاطعين الذين شككوا في إقبال الجزائريين على الانتخاب، وأوضحت مروة أن الناس قد تعاملوا معها بأريحية في نقل آرائهم وأفكارهم، وأضافت مروة أن الشارع الجزائري هو الذي صنع المفاجأة بإقباله على صناديق الاقتراع. الإماراتيون مهتمون برئاسيات الجزائر أما الصحفية ليلى بن هدنة فقد أوضحت أن الانتخابات الرئاسية في الجزائر تحظى بمتابعة خاصة من طرف دولة الإمارات العربية المتحدة التي تربطها علاقات صداقة وتعاون مع الجزائر حيث أنها تعتبر شريكا أساسيا للجزائر، خاصة أن بوتفليقة له وزن ثقيل في مختلف دول الخليج العربي، مضيفة أن هذا البلد حريص على تمتين علاقته مع الجزائر وأن الإماراتيين يتطلعون إلى معرفة المشروع الذي يتقدم به بوتفليقة و الذي سيكرس المصالحة الوطنية، أما عن ظروف العمل فقد شكرت ليلى كافة القائمين على تسهيل مهام الصحفيين معتبرة أنها تلقت المساعدة منذ أول لحظة وضعت فيها قدميها على أرض الجزائر. الجزائريون مارسوا الديمقراطية دون ضغوط ومن جهته، يعتبر ألكسندر الكبير رواما وهو صحفي من بوركينا فاسو يراسل عددا من وسائل الإعلام البوركينابية أنه قدم لتغطية الانتخابات في الجزائر من أجل تحقيق هدفين اثنين هما معرفة الظروف التي تجري فيها الانتخابات في الجزائر وما إذا كانت هذه الانتخابات تجري في جو ديمقراطي، مشيرا إلى أن هذه العملية قد تمت في ظروف هادئة عكست أن الجزائريين يمارسون الديمقراطية دون أية ضغوط، معتبرا أن معرفة الظروف التي يتم فيها الانتخاب ليس أقل أهمية من معرفة من سيكون الرئيس المقبل، وأضاف ألكسندر أن الرابح الأكبر في هذه الانتخابات سيكون الشعب الجزائري لا محالة، وأبدى الكسندر دهشته للقاء عجوز عمياء أصرت على التصويت من أجل الاستمرارية. أما عن ظروف العمل فقد أكد الكسندر أنها كانت مريحة جدا وان العاملين يجيبون دائما على تساؤلاته ويقدمون له المساعدة. أجواء حميمية أما مراسل قناة العربية رؤوف حرز الله فقد أكد في تصريح ل "صوت الأحرار" أن ظروف العمل مشجعة، وأنه قد بدأ العمل خلال الحملة الانتخابية التي كانت الظروف خلالها أيضا جيدة بسبب التسهيلات التي قدمت لنا من طرف المكلفين بإدارة الحملات الانتخابية، أما اليوم "أي يوم الانتخاب" يضيف رؤوف فإن الأجواء هنا في المركز الدولي للصحافة حميمية وهو ما يسهل علينا الحصول على المعلومات، ومن جهة أخرى اعتبر المتحدث أن الانتخابات جرت في ظروف جيدة على عكس ما كان يتوقعه البعض من دعاة المقاطعة، وأنه لاحظ بنفسه إقبال الشعب الجزائري على الانتخاب وخاصة الشباب الذين يعول عليهم كثيرا في المرحلة المقبلة. مراسل قناة فرانس 24 أرم جيورجيان أشاد بدوره بظروف العمل مشيرا إلى أن الأشخاص العاملين في المركز الدولي للصحافة حاولوا مساعدة الصحفيين في الاتصال بالأنترنت وحل جميع المشاكل التقنية، لكنه تمنى في مقابل ذلك لو تم وضع مكبرات صوت من أجل أن يتسنى للجميع الوصول إلى المعلومة. طوابير من الشبان ومن جهته أكد كمال وافي مراسل قناة الإخبارية السعودية أنه لم يتلق أية صعوبات بل على العكس من ذلك وجد كل التسهيل إن من طرف المواطنين أو الشرطة، معتبرا أن الساعات الأولى من الصباح لم تشهد إقبالا كبيرا، إلا أن المواطنين بدؤوا يتوافدون على مكاتب الاقتراع بعد الزوال، كمال وافي لاحظ غياب الشابات، لكنه في المقابل تفاجأ في الشراقة بوجود طابور من الشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 35 سنة، وهو ما يوحي حسب المتحدث أنها رسالة قوية لدعاة المقاطعة.