يبدأ اليوم وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، زيارة عمل للجزائر سيكون للوضع الأمني المتوتر في الحدود مع ليبيا ومالي حصة الأسد في المشاورات التي ستجمعه بالرئيس بوتفليقة، كما سيبحث رئيس الدبلوماسية الفرنسية الذي سيكون مرفوقا بقرابة عشرين رئيس مؤسسة اقتصادية ملفات، الاستثمارات الفرنسية في الجزائر خاصة، في ظل ما يتردد من أنباء عن منح أولوية للشركات الفرنسية لاستغلال الغاز الصخري الجزائري الذي بدأ يسيل لعابها أعلنت الخارجية الفرنسية في بيان لها أنّ رئيس الدبلوماسية الفرنسي لوران فابيوس المنتظر اليوم الأحد في زيارة تدوم يومين إلى الجزائر، سيلتقي خلالها برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول عبد المالك سلال ونظيره رمطان لعمامرة، وكذا الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل ووزير الصناعة عبد السلام بوشوارب. وأدرج »الكيدورسي«زيارة فابيوس، التي تأتي بعد أيام قليلة فقط من تلك التي قام بها زميله جون إيف لودريان وزير الدفاع في حكومة مانويل فالس، في إطار مواصلة المشاورات الثنائية، بشأن قضايا الأمن الإقليمي، خاصة الوضع بليبيا ومالي، وهما يؤكد ما ذهبت إليه أغلب التحاليل بشأن أبعاد وخلفيات هذه الزيارة التي ستسعى من خلالها باريس إلى إزالة نقاط غامضة في المسائل الأمنية ذات العالقة بالأزمة في مالي والوضع في ليبيا خصوصا في هذا التوقيت الذي تقاطعت فيه مواقف البلدين بشأن عدة ملفات إقليمية ساخنة، على غرار ليبيا والساحل. والملفت أن زيارة فابيوس التي ستدوم يومين، جاءت متزامنة مع استضافت الجزائر منذ نهاية الاسبوع الماضي لممثلين عن مختلف الحركات الأزواد المتصارعة مع الحكومة المالية زيادة لاحتضانها في الأيام القادمة للجولة الرابعة للجنة الثنائية الإستراتيجية الجزائريةالمالية حول شمال مالي وكذا الاجتماع الثالث للمشاورات عالية المستوى حول مسار الحوار في مالي، في ظرف كثر فيه الحديث عن قضية »مركز التنصت« الذي تسعى فرنسا لإقامته في الحدود الجزائرية - المالية، في إطار خطة عسكرية لنشر ثلاثة آلاف عسكري فرنسي بمنطقة الساحل الأفريقي. وهالملف الذي سيكون من أبرز ما سيبحثه فابيوس في الجزائر التي لا تبدي تحمسا للمشروع وهما عكسته تصريحات سلال الأخيرة من تحت قبة البرلمان. ومن المؤكد أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستلقي بضلالها على هذه الزيارة الهامة في ظرف لا تخفي فيه باريس سعيها إلى استعادة مكانتها الريادية في السوق الوطنية وهما يترجمه وفد رجال الأعمال ورؤساء أكثر من عشرون مؤسسة اقتصادية فرنسية هامة اللذين يرافقون فابيوس في زيارته للجزائر. وسيبحث فابيوس فرص إقامة استثمارات ومشاريع في قطاعات مختلفة وفي مقدمتها استغلال الغاز الصخري الذي بدأ يسيل لعاب الشركات الفرنسية التي ستسعى إلى عدم تفوت الفرصة للظفر بهذا الاستثمار الواعد في ظل ما يتردد من معلومات عن وجود مجموعات فرنسية متخصصة عبرت للجزائر عن استعدادها الشروع في بحوث على مستوى التراب الجزائري تتصل بطرق استغلال هذا الغاز. وستكون قضايا التعاون الثنائي الخاصة بالشباب والتدريب التوظيف وتنقل الأشخاص بين البلدين ضمن جدول أعمال الزيارة التي سيتطرق خلالها الجانبان إلى الجوانب الإنسانية في العلاقات الجزائرية - الفرنسية»، وفي مقدمتها مطلب الجزائر المتعلق بتحسين ظروف إقامة ثلاثة ملايين مهاجر جزائري في فرنسا، وتقديم تسهيلات أكبر في منح التأشيرة للجزائريين الراغبين في زيارة فرنسا.