توجه عائلتين سوريتين هاربتين من الحرب الدائرة رحاها في سوريا منذ سنوات نداء استغاثة عاجل، تستنجد به من أجل انتشالهما من المصير المجهول الذي يواجهها على الحدود الجزائرية المغربية، حيث تتواجد منذ ما يقارب الشهر في ظروف صعبة جدا رفقة أطفالهما الأربعة الذين يعانون من سوء التغذية، ناهيك عن التدهور الكبير للوضع الصحي للرضيعة»أفينات«. تتواجد عائلتين سوريتين »عائلة عايد« والتي تتشكل كل واحدة منهما من الزوجين وطفلين حبيستين في المنطقة الفاصلة بين الحدود الجزائرية »مركز العقيد لطفي« والحدود المغربية » مركز زوج بغال«، منذ ما يفوق العشرون يوما، حيث تم التخلي عن هاتين العائلتين حسب ما أكده السيد صبحي والد أحد العائلتين في اتصال مع » صوت الأحرار« ما جعلهم يتخبطون في ظروف صعبة جدا بدون ماء، ودون غذاء ودون ملجأ تأوي إليه، معرضين لأشعة الشمس الحارقة، اللهم إلا بعض المساعدات التي يقدمها رجال الشرطة الجزائريين، لهم بين الحين والآخر، من خلال توفير القليل من الغذاء والماء. مضيفا أن العائلتين تتخذان من هيكل سيارة قديمة مأوى لهم، بالإضافة إلى قطع الكرتون التي تمكنوا من جمعها، لا أكل ولا خيمة يتظللون تحتها، كما أن غياب أماكن لقضاء الحاجة وقيامهم بذلك في الساحات جعل الحشرات الضارة تنتشر في كل المنطقة، مشيرا في ذات السياق على أن ذلك فاقم في تدهور الحالة الصحية للأطفال الأربعة والذين تتراوح أعمارهم بين عام ونصف وثلاث سنوات وسبع سنوات، كما أنهم يعانون من سوء التغذية منذ الفترة التي يتواجدون بها والتي لم يتقوتوا فيها شيء. هاتين العائلتين كانت تعتقد أنها بفرارها من سوريا ستجد مكانا يؤويها من جحيم الحرب الدائرة رحاها منذ سنوات في هذا البلد الشقيق، غير أنها وجدت نفسها في مواجهة جحيم من نوع آخر بسبب تواجدهما في منطقة فاصلة بين الجزائر والمغرب لم يتمكنا من معرفة الجهة التي من المفترض أن تحتويهما وتقدم لهما يد العون والمساعدة، وهو ما تسبب لهما في أذى جسدي ومعنوي فالسلطات الجزائرية تؤكد لهم أنهم في الأراضي المغربية، بينما يقول لهم المغاربة أنهم على التراب الجزائري، فالوضع في تردي مستمر والحالة الصحية للأطفال خاصة الطفلة »أفينات« في تدهور كبير مما يهدد سلامتهم حتى النساء لا يجدن مكانا للخروج. وأطلق صبحي والد الطفلة » أفينات« البالغة من العمر سنتين، نداء استغاثة للسلطات في البلدين، بغية إنقاذهم من موت محقق وانتشالهم من الوضع المزري الذي تتخبط فيه، فالأطفال على حد قوله قد يموتون بين الحين والآخر، بكونهم صغار السن ولا يمكنهم تحمل تلك الظروف القاهرة التي يواجهون بسببها خطر الموت، مؤكدا أن الحالة الصحية لابنته تدهورت بشكل خطير، فقد تفقد حياتها إن تواصلت هذه الحالة اللاإنسانية التي يتخبطون فيها، آملا أن تجد توسلاتهم آذانا صاغية ترأف لحالهم. ويعود تواجد العائلتين حسب ما كشف عنه محدثنا في هذه المنطقة إلى الرحلة التي قامت بها من سوريا باتجاه الجزائر لتحط الرحال بالعاصمة ومنها إلى ولاية وهران، لتنصحها بعض العائلات السورية بمغادرة الجزائر نحو المغرب أين يمنح الملك محمد السادس الإقامة لهذه الجالية، لكن ومع انعدام سفارة سورية بالمغرب اضطر للعودة إلى الجزائر من أجل تجديد جواز سفر أخيه ولدى الانتهاء من تلك الإجراءات عادوا باتجاه المغرب ليمنعوا من الدخول ويقبعوا عالقين بين البلدين. وعليه تندد الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بهذا الوضع المأساوي الذي يهدد سلامة العائلتين اللتان فرتا من جحيم الحرب مستنجدة بإخوانهم العرب، غير أن هؤلاء داعية الجهات الحكمة والتضامن الإنساني الذي يحق لنا الطموح والمطالبة بهم من السلطتين والدولتين لإنقاذ العائلتين وأبنائهما من الموت الأكيد والألم المتواصل.