انطلقت، فعاليات الطبعة ال 5 للمهرجان المحلي للفخار بمنطقة معاتقة الواقعة على بعد 25 كلم جنوب ولاية تيزي وزو، والتي احتضنتها مركز التكوين المهني المتواجد بالمنطقة، وحرفي جاؤوا من مختلف بلديات الولاية وكذا الولايات المجاورة، وتهدف هذه التظاهرة في طبعتها الخامسة إلى الحفاظ على هذا الموروث الثقافي من الزوال بعد أن كان عادة لدى سكان منطقة معاتقة، ناهيك عن ضمان ديمومة حرفة الفخار عن طريق التكوين ونقلها إلى الأجيال الصاعدة . وقد ضم معرض الفخار، أجود المصنوعات الفخارية اليدوية التي تزيد الصناعة التقليدية فخرا واعتزازا، كما ينتظر أن يعطي هذا المهرجان دفعا جديدا لهذه الحرفة التي تمثل موروثا ثقافيا وإعادة إحيائه خطوة ضرورية لاستمرارية ممارسة هذه الحرفة بمنطقة القبائل، وكما سيميز هذا الحدث الثقافي عدة نشاطات أخرى تتلخص في محاضرات سينشطها أساتذة مختصين حول كيفية الحفاظ على هذا الإرث، إلى جانب نشاطات فنية ورياضية لخلق جو حماسيا بهذه المنطقة التي لا طالما كانت في عزلة رغم قربها من مقر الولاية تيزي وزو. وخلال الجولة التي قادت »صوت الأحرار«، عبر أروقة المعرض، فإن المشاركين من الحرفيين دعوا إلى ضرورة الحفاظ على هذا الموروث الثقافي من الزوال وجعله تخصصا على مستوى مراكز التكوين المهني لتعليمه للأجيال الصاعدة، بالرغم من أنه تم فتح تخصصا في هذه الحرفة مؤخرا عبر مركز التكوين المهني بمنطقة معاتقة إلا أن هذا لا يكفي داعين إلى تعميمه على مستوى كافة مراكز التكوين المهني، واعتبر مشارك أخر من منطقة معاتقة، أن غياب آلات حديثة لهذا النوع من الحرف التقليدية يهددها بالزوال. وقد تم تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لاستقبال حرفي الولاية والولايات الأخرى المشاركة الذين يبدعون في صنع الأواني الفخارية بمختلف أشكالها وأنواعها والتي ترسم من فوقها أشكال فنية كلها دلالات وتعابير تعكس ما يخلج في صدور الحرفيين خاصة النساء منهن اللواتي يشتهرن ويتفنن في هذه الحرفة، بأدوات بسيطة يصنعن أجمل الأواني منحوتة بنقوش ورسومات فنية بألوان مستمدة من الطبيعة والتي كانت تستعمل في الحياة اليومية آنذاك. وكما سيكون المهرجان فضاء لبيع المنتوجات الفخارية التي عرفت تطورا وعصرنة في الفترات الأخيرة من قبل أصحابها من اجل مواجهة السلع الخارجية التي غزت الأسواق المحلية، وكذا لتمكين الزوار من اكتشاف الزخم الثقافي والإرث الفني الذي تزخر به ولاية من الشهر الجاري.