إرث ثقافي ومصدر هوية يقاوم من أجل البقاء انطلقت ببلدية معاتقة بتيزي وزو، فعاليات الطبعة ال5 للمهرجان المحلي للفخار، بمشاركة 120 حرفيا، جاؤوا من 20 ولاية، هذه الحرفة اليدوية لا تزال تمارس بشكل واسع في منطقة القبائل، وبالخصوص ب»معاتقة»، التي تعد أشهر المناطق إقليميا في ممارستها، حيث تحتضن المهرجان منذ 4 سنوات . أكد مشاركون في المهرجان المحلي للفخار في تصريح ل»الشعب» أن هذه الحرفة تكتسي أهمية كبيرة، وقد اعتادت عاصمة «جرجرة» على احتضان عيدها سنويا، مشيرين إلى أن هذا الفضاء يسمح ببيع المنتوجات وتقريب المشتري من الحرفي، وكذا تمكين الزوار من اكتشاف الزخم الثقافي والإرث الفني الذي تزخر به ولاية تيزي وزو. وعلى مدار أيام التظاهرة التي تتواصل إلى غاية ال24 من الشهر الجاري، برمجت عدة نشاطات لإثراء هذا العرس الحرفي، أين يتم إلقاء عدة محاضرات حول «فخار سيدي سميان بتيبازة، والاعتقادات الشعبية» من تنشيط عبد الناصر بوردوز باحث بالمركز الوطني للبحث في فترة ما قبل التاريخ والانتربولوجيا والتاريخ، فيما يلقي من جهتهما ربيع صادق وابراهيمي الخير محاضرة تحت عنوان «رموز الفخار»، كما يتم من جهة أخرى تنظيم منافسات رياضية لخلق جو من الحماسة. وأشار المشاركون في هذا الحدث أن حرفة الفخار بمنطقة القبائل نشاط حكر على فئة النساء، اللواتي يبدعن فيها بتزيين المنتوجات برموز ذات دلالات مكانية، وأخرى تاريخية وبألوان زاهية تعكس ثروات الطبيعة بالمنطقة، والتي تحمل دلالات وتعابير مختلفة، تعبر عن ما يختلج في نفسية المرأة من أحزان وأفراح، وتعد التظاهرة حسبهم فرصة لتسويق هذا المنتوج الهام، للحفاظ عليه من الاندثار. وللتذكير فإن معرض الفخار، ضم أجود المصنوعات الفخارية اليدوية التي تزيد الصناعة التقليدية فخرا واعتزازا، وقد منح هذا المهرجان دفعا جديدا لهذه الحرفة التي تمثل موروثا ثقافيا وإعادة إحيائه خطوة ضرورية، واستمرارية ممارسة هذه الحرفة بمنطقة القبائل تعتبر من أجمل رسائل التعبير، والتي تترجم المرأة الحرفية من خلالها أحاسيسها ومشاعرها وحياتها اليومية بصفة عامة.