أكد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أنه لا يمكن اتخاذ أي قرار سياسي في أي عاصمة من العواصم بخصوص بعض جزيئات التحقيق واسترجاع جثامين ضحايا تحطم الطائرة التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من الشركة »الاسبانية سويفت أر« دون الاحتكام لرأي الخبراء المعنيين بالتحقيق في الميدان، مضيفا أن هؤلاء الخبراء سيرفعون توصية للدولة الجزائرية وسيتم شرحها لأسر الضحايا والشعب الجزائري. صرح وزير الخارجية رمطان لعمامرة في حوار صحفي مع قناة خاصة أن القرار حول تحطم الطائرة التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من الشركة »الاسبانية سويفت أر«، سيحسم طبقا ل »اعتبارات تقنية ومهنية محضة« وأن كافة الدول ستحتكم لرأي الخبراء خاصة إذا كان بالإجماع حول ما يتطلبه التعامل بكرامة مع هذه الجثامين، مضيفا أن هؤلاء الخبراء سيرفعون توصية للدولة الجزائرية وسيتم شرحها لأسر الضحايا والشعب الجزائري. وابرز الوزير أن تقارير الخبراء التي تصله من عين المكان تؤكد وجود تعاون بين الفرق العلمية الناشطة في الميدان وفي مقدمتها الفرقة الجزائرية التابعة للشرطة العلمية، وأكد أن العمل يجب أن يتم في إطار تضامن واضح وتعاون مبني على أسس متساوية بين كافة الحكومات التي تعمل من أجل التصدي لمخلفات هذه الكارثة الإنسانية، وذلك تجسيدا للقوانين الدولية ومعاهدة شيكاغو، موضحا أن هذه المعاهدة تنص على أن مسؤولية التحقيق تقع على عاتق جمهورية مالي ونحن ننسق معها ولكن هنالك ظروف خارقة للعادة هي جعلت تواجد عسكري فرنسي استعين به للوصول إلى مكان الحادثة وذلك بالتوازي مع بعثة الأممالمتحدة. وبعد أن رفض التعليق عن تصريحات بعض أطراف التحقيق قائلا »لست هنا من أجل إصدار أحكام على طريقة تصرف باريس أو بماكوا أو بيروت« واكتفي بالقول »نحن في الهم سوى هذه الكارثة الإنسانية أخذت أرواح من مختلف الجنسيات«، وأضاف »لا نقول أن الدولة جزائرية مثالية في تعاملها مع ألازمات والكوراث الطبيعية ولا توجد أي دولة يمكنها أن تخطط وتنفذ بطريقة علمية لمأساة تتم خارج حدودها ومن تابع حوادث مماثلة في أمريكا وغيرها يقر أن ما تقوم به الجزائر هو فعلا ما يجب أن يقام به في مثل هذه الأحداث «، وبالمناسبة جدد السيد لعمارة ترحمه وتضامنه مع أسرى ضحايا تحطم الطائرة التي خلفت 116 ضحية. وتواصل الجزائر إجراءات التحقيق حول تحطم الطائرة المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية، في إطار التشاور والتنسيق مع الحكومة المالية، لتحديد المساعي الضرورية للتعاون بين البلدين المعنيين قصد استكمال عملية تحديد هوية جثامين الضحايا في أحسن الظروف الممكنة، حيث تحادث وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة هاتفيا مع نظيره المالي عبدو اللاي ديوب حول الإجراءات الخاصة بالتحقيق الجاري حول الكارثة وأوضحت وزارة الخارجية لوكالة الأنباء الجزائرية، أن هذه المكالمة تأتي امتدادا للمحادثات التي أجراها وزير النقل عمار غول مع السلطات العليا لجمهورية مالي في إطار التشاور والتنسيق بين الحكومتين بخصوص حادث الطائرة المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية، وسمح تبادل وجهات النظر بين الوزيرين باستعراض الإجراءات الخاصة بالتحقيق الجاري وكذا تحديد المساعي الضرورية للتعاون بين البلدين المعنيين قصد استكمال عملية تحديد هوية جثامين الضحايا في أحسن الظروف الممكنة. ومن جهتها أفادت صحيفة »ايكونوميست« الاسبانية أن أفراد طاقم الطائرة الإسبانية المستأجرة لدى الخطوط الجوية الجزائرية المتحطمة على الأراضي المالية، يعانون من إرهاق جسدي ونفسي وأضاف نفس المصدر أن قبل أسبوع من حادثة سقوط طائرة »سويفت اير«، أكد قائد المدير العام لطائرة أن الطاقم يعاني من إرهاق شديد مما أثّر على التركيز أثناء عمليات الإقلاع والهبوط.