المغرب تنتهج ازدواجية الخطاب وتريد أن تظهر في ثوب الضحيةبن كيران يتطاول مجددا ويتهم الجزائر بغلق الحدود اتهم رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، الجزائر باستمرارها في غلق الحدود بين البلدين، متهما إياها بخرق كل المبادئ والمنطق والتاريخ المشترك الذي يجمع البلدين، وأراد بن كيران أن يلعب على أوتار العرق والدين في قضية فتح الحدود قائلا »إن الجزائر لا تحتاج إلى فتح صفحة جديدة، تحتاج للرجوع إلى الصفحة الأصلية، تاريخنا مشترك، نحن شعبان متقاربان جدا، نشترك في اللغة والدين..«. يواصل المغرب حملته المسعورة ضد الجزائر، في الوقت الذي تشن فيه وسائل الإعلام المغربية حملة إعلامية شرسة تقودها وكالة الأنباء المغربية الرسمية تزعم فيها أن الجزائر جندت دبلوماسيتها ومداخيل البترول من أجل تنفيذ ما وصفته ب»الأجندة« الجزائرية ضد المغرب، ليأتي بعد ذلك رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران ليظهر في ثوب الضحية ويتهم الجزائر من جديد بأنها تتعمد غلق الحدود بين البلدين، من خلال اللعب على أوتار العرق والدين والتاريخ المشترك. واتهم بن كيران في حوار خص بها موقع قناة »الحرة«، الجزائر بقطع العلاقات بين البلدين في تصريح استفزازي أراد منه أن يظهر المغرب وكأنها الضحية في مسألة غلق الحدود، قائلا إن » الجزائر لا تحتاج إلى فتح صفحة جديدة، تحتاج للرجوع إلى الصفحة الأصلية، تاريخنا مشترك، نحن شعبان متقاربان جدا، نشترك في اللغة والدين..«، كما أضاف » صحيح ليس لدينا نفس التاريخ، فقد عشنا في المغرب بطريقة مستقلة وهم خضعوا لنفوذ الشرق الإمبراطورية العثمانية وفرنسا قبلنا بعقود، لكن نحن والجزائريون إخوة، يجب أن تكون علاقتنا قوية.« وراح المسؤول المغربي يتحدث عن الحادثة التي حسم فيها الأمر منذ 20 سنة والتي برأت فيها الجزائر وبالتحديد في 1994 بعد هجوم شخص على فندق في مدينة مراكش واتهام الجزائر بضلوعها في هذا الحادث ومن تم اقرار المغرب بغلق حدوده مع الجزائر آنذاك، ثم يتهم فيها الجزائر بقطع العلاقات بين البلدين وهي الدولة التي تصر دائما على غلق هذه الحدود من خلال تسييجه ومحاولة مسؤوليها في كل مرة زج الجزائر في مشاكلها الداخلية، وقال بن كيران في تصريح استفزازي آخر » هل مسموح بين دولتين جارتين وشعبين شقيقين متلاحمين أن يستمر قطع الرحم، هذا غير طبيعي، أوروبا تسمح بمرور الأشخاص والبضائع ونحن نريد أن يكون لنا توازن مع القارة الأوروبية بينما لا أستطيع السفر إلى الجزائر براً «، كما أضاف » نحن لا نطلب من الجزائر شيئا، نطلب منهم فقط أن يحكّموا العقل والمنطق والمبادئ التي تجمعنا ويتصرفون وفقها، ولو فعلوا هذا لفتحوا الحدود اليوم قبل الغد.« ففي محاولة جديدة للهروب من مسؤولية الرباط تجاه القضية الصحراوية والتستر على جرائمها وتغطية الفشلها الذي تتخبط فيه دبلوماسيتها، راح رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، يتهم الجزائر بأنها المسؤولة في انسحاب المغرب من منظمة الإتحاد الإفريقي بسبب دعمها لجبهة البوليساريو، قائلا » المنظمة اتخذت موقفا غير معقول وغير موضوعي بسماحها بدخول دولة غير موجودة من الناحية العملية إلى صفوفها، وكان وراء دخولها أشخاص معروفون بعدائهم للمغرب، نحن ننتظر أن يُصحح هذا الوضع لنرجع إلى عضويتنا في المنظمة«. كما أضاف رئيس حكومة محمد السادس أن قرار مغادرتنا المنظمة كان قرارا مغربيا، قائلا » لم يكن من المنطقي أن تكون هناك دولة تدعي الوجود على حساب المغرب، بينما المنتظم الدولي لم يحسم في هذا الأمر بعد هذه الدولة غير موجودة عمليا، هي موجودة فقط على أرض الجزائر «، وتكشف هذه الحملات الاستفزازية المغربية ليس فقط عزلة نظام المخزن، ولكن أيضا ضيقه من عودة الساحل الإفريقي كمحور استراتيجي في الدبلوماسية الجزائرية، وأيضا خيبة أمل الرباط بعد قرار الاتحاد الإفريقي تعيين مبعوث خاص في القضية الصحراوية لقي الإجماع من الدول الإفريقية، حتى من تلك المتحالفة تقليديا مع المغرب.