رحلت فرقة أصايل الفلسطينية للفنون الشعبية بجمهورقاعة إبن زيدون برياض الفتح وفي السهرة الثانية من عمر الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي الدولي » صيف الموسيقى بالجزائر » إلى عوالم التراث المحلي الفلسطيني الأصيل الغني بعناصره الشفوية والجمالية والمفعم بالحركات الراقصة والأغاني الشعبية الغائرة في الهوية الفلسطينية . حيث تنقلت فرقة أصايل الشابة بزيها التقليدي الفلسطيني الأصيل بالحضور ضمنهم هيثم عمايري المكلف بالإعلام لدى سفارة دولة فلسطين بالجزائر ومحمد حمادة القائم بالأعمال في سفارة دولة فلسطين بالجزائر إلى ومضات من الفن الشعبي الفلسطيني وهو عنوان الهوية والتاريخ العريق وكان الموعد في رحاب الفولكلور الفلسطيني الشعبي الفسيح، وقدمت من الفنون الشعبية الفلسطينية، ألوانا من الغناء والرقص موشحة بالأزياء التقليدية للشعب الفلسطيني. وتفاعل الحضور من العائلات التي غص بها فضاء قاعة إبن زيدون برياض الفتح وصفقت مطولا بمجرد أن ولج العلم الفلسطيني الذي توشحت به على الركح فرقة أصايل للفنون الشعبية التي جابت دول العالم لتقدم موروث وتراث فلسطين ، على وقع الأغاني الوطنية حيث إفتتح البرنامج بأغنية تمجد تضحيات غزة الشهيدة بأنغامها الحزينة التي تعكس شقاء العيش تحت الإحتلال والقصف وأيضا الأمل في الحرية بفرح تعكسه سلسلة الرقصات والأهازيج الشعبية من عمق التراث والهوية الفلسطينية باعتبار الفن أداة للنضال والحفاظ على الهوية وقد أبدعت الفرقة المتكونة من حوالي 20 شابا وشابة فلسطنينة من رام الله في رسم صورة عن معاناة شعب وصموده في وجه الإحتلال الإسرائيلي ولازال أمام طغيان صهيوني حاقد في شكل فني وبحركات منسجمة ومتناسقة وقدمت المجموعة أحسن ما لديها من قطع فنية راقصة معبرة عن تنوع وثراء الخزان الثقافي الفلسطيني وموروثه الشفوي ليتأكد أن الرقص الشعبي الفلسطيني هو رسالة للعالم تحاكي معاناة إنسانية وهو رسالة قوية مادتها الهوية والتراث من رسائل الشعب الفلسطيني المضطهد المضطهد للعالم بأسره . وتمكنت اللوحات من رسم وتجسيد معاناة الفلسطينيين وسرد واقع شعب صمد في وجه عدوان يريد طمس الهوية وقتل الروح وتجريد الفرد من أرضه وتاريخه وثقافته حتى حقه في الحياة وقدمت الفرقة على مدار أكثر من ساعة من الزمن الجميل المشع بالحركة والأهازيج مزيج من التراث الفلسطيني العريق مستوحى من الهوية والثقافة الشعبية وزاده الزي الفلسطيني الذي يرقص به أعضاء ذات الفريق رونقا وجمالا ومن بين الرقصات الجماعية التي أدتها الفرقة «على دا العونة« و«ظريف الطول« » يا ما هدو دارنا » ، » يا الطير يا طاير » ، وغيرها من الطقطوقات الشعبية المتجذرة في الذاكرة التي عبرت عن المقاومة والصمود وحيت ماضي والذاكرة الفلسطينية كما إستمتع الجمهور بلوحات من عرس فلسطيني بكل مكوناته برقصاته وأشعاره وأزيائه على وقع الدبكة الشعبية والأغنية الملتزمة المتشبثة بالحق في الأرض. والسهرة الثانية من المهرجان كانت فرصة للحضور للإستمتاع بنخبة من الأشعار والقصائد الشعبية الجزائرية أبدعها الشاعر الشعبي ياسين أوعابد التي تغنت بفلسطين ومكانتها في قلوب كل الجزائريين وارتباطهم الوجداني بمعاناة الأمة الفلسطينية في صراعها الأبدي مع إسرائيل حيث قدم قصيدتي » تحيا فلسطين » للفنان الراحل محمد الباجي وقصيدة » حني يا حناية » التي تفتخر بالجزائر وشهداؤها وتضحياتهم .