بالرغم من امتلاك قرية الزبربورة لمقومات هامة في الجانب الفلاحي، وانتمائها لبلدية الأخضرية التي تعتبر من أغنى بلديات البويرة، إلا أن التهميش ولامبالاة المتعاقبين على تسيير شؤون البلدية حولها إلى قرية نائية، حيث لم تستفد من أية مشاريع تنموية تنفض الغبار عن انشغالات المواطنين. دشنت قرية الزبربورة الفلاحية التابعة لإقليم بلدية الأخضرية 45 كلم غرب ولاية البويرة من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين، وفي تلك الفترة كانت تعتبر من القرى النموذجية بالمنطقة لاحتوائها على العديد من المرافق الهامة التي لم تكن موجودة بباقي القرى في ذلك الوقت، حيث كانت تتوفر على طرق مهيئة وإنارة عمومية ومستوصف ومياه الشرب، إضافة إلى فرع بلدي ومكتب بريد وغيرها.ولكن الزائر للقرية اليوم سيتفاجأ لما آلت إليه بسبب لا مبالاة المتعاقبين على تسيير شؤون البلدية، مما انعكس سلبا على سكان القرية الذين طالبوا بحقهم في التنمية. مشروع تهيئة القرية حلم يراود السكان بعد مرور أكثر من 30 سنة على نشأة القرية لا يزال السكان يدفعون ضريبة تهميش ولامبالاة المتعاقبين على تسيير شؤون البلدية، حيث لم تستفيد القرية منذ عقود من الزمن من آية برامج تنموية هامة باستثناء مشروع تجديد قنوات مياه الشرب. وأمام هذا التهميش والإقصاء تحولت جميع طرقات القرية إلى حالة كارثية، حيث أصبحت الحفر والمطبات هي الصفة المميزة لها خاصة الطريق الرئيسي المؤدي إلى الإكمالية الذي أصبح مصدر خطر على التلاميذ الذين يضطرون للمشي وسط الطريق، لعدم توفر الأرصفة مما يزيد من احتمال تعرضهم لحوادث السير خاصة وان الطريق معروف بكثرة حركة السيارات. وفي سياق متصل اشتكى السكان من مشكل نقص الإنارة العمومية وغياب فضاءات الترفية والتسلية، حيث قال احد الشباب أنه يضطر للتنقل إلى البلدية الأم لممارسة رياضته المفضلة وقال أخر نحن نعاني جدا في هذه القرية ولا نجد مكانا لائقا نقضي فيه أوقاتنا، وحتى مقاهي الأنترنيت لم تعد تجذبنا بسبب التدفق البطيء للانترنيت الذي ندفع ثمنه من جيوبنا دون أن نستفيد من أي خدمة. نقص حاد في البرامج السكنية يعاني أغلبية سكان القرية من أزمة سكن حادة جراء النقص الكبير في برامج السكن الاجتماعي، وعدم القدرة على التوجه إلى السكن التساهمي، وهو ما وضع الكثير من العائلات في مأزق حقيقي تفاقمت معه المشاكل العائلية التي غالبا ما تؤدي إلى طلاق الكثير من الأزواج المقيمين في بيوت أبائهم. وفي هذا الصدد قال أحد السكان أن بعض العائلات لديها 4 أو 5 أولاد متزوجين يقيمون جميعا في بيت والدهم بمعدل غرفة ومطبخ لكل زوج، وهو ما يؤدي إلى بروز العديد من المشاكل العائلية خاصة بعد ولادة الأطفال، حيث تتحول حياة الكثير من الأزواج إلى معاناة حقيقية . وأمام هذه الوضعية ناشد السكان الجهات المعنية من أجل التفاتة جادة لقريتهم من أجل برمجة مشاريع السكن الاجتماعي التي تعتبر الحل الوحيد بالنسبة لهم للخروج من الأزمة. بطالون يطالبون بالتوظيف في مؤسسة الدهن ظروف مزرية يعيشها شباب القرية في ظل النقص الكبير في فرص العمل بالمنطقة، حيث عبر العديد من الشباب ل»صوت الأحرار« عن استيائهم الشديد من الوضعية المزرية التي أصبحوا يعيشونها والفراغ القاتل الذي يتجرعون مرارته يوميا، في ظل الغياب التام لمرافق الترفيه باستثناء ملعب غير مهيأ يتقاسمه الكبار والصغار . وما زاد من استيائهم حرمانهم من التوظيف بالمؤسسة الوطنية للدهن التي تبعد بحوالي 01 كلم عن قريتهم في حين تلجأ المؤسسة إلى جلب عمال من خارج تراب القرية والبلدية لتغطية احتياجاتها، حيث قال احد الشباب صحيح أن المؤسسة وظفت بعض الشباب من القرية كأعوان أمن وعمال في الورشات ولكن هذا غير كافي، حيث أكد على ضرورة فتح عدد أكبر من المناصب لشباب المنطقة باعتبارهم الأحق بالعمل بالمؤسسة التي عمرت أكثر من 30 سنة بالمنطقة تحمل خلالها السكان مختلف السموم المنبعثة منها، كما طالب بعض العمال بالمؤسسة ممن تحدثنا إليهم بضرورة ترسيمهم في مناصب دائمة بدل عقود العمل المؤقتة التي جعلتهم يعيشون دائما على أعصابهم تخوفا من عدم تجديد عقودهم. مكتب بريد بدون موزّع لأكثر من 8 آلاف نسمة طرح سكان القرية مشكل صغر مقر البريد الذي يقدم خدماته لأكثر من 8 آلاف نسمة، كما طرحوا مشكل غياب موزع البريد على مستوى المركز مما جعلهم يضيعون العديد من مصالحهم لعدم استلام رسائلهم في الوقت المناسب وفي زيارة استطلاعية قادتنا إلى مقر البريد لفت انتباهنا صغره الملفت، حيث لا يتجاوز طوله 6 أمتار وعرضه المترين، كما لفت انتباهنا المئات من الرسائل الموضوعة جانبا في انتظار قدوم أصحابها لاستلامها. وعند سؤالنا عن سبب عدم وجود موزع بريد قال الرئيس السابق لجمعية الحي بأنهم إتصلوا بالجهات المعنية من اجل توظيف موزع بريد ولكن البيروقراطية والعراقيل التي واجهوها من طرف الجهات المعنية حالت دون ذلك لتبقى رسائل السكان موضوعة جانبا إلى غاية سؤال أصحابها عنها. وعن مشكل ضيق المقر قال أحد السكان هذا المشكل يدفع ثمنه كبار السن يوم سحب المعاشات، حيث يضطر الشيوخ والعجائز إلى الجلوس على العشب خارج المقر متحملين درجة الحرارة المرتفعة صيفا والبرودة شتاء. مع العلم أن المقر لا يحتوي إلا على مقعدين يسعان ل 7 أشخاص على اكبر تقدير. مستوصف يفتقر إلى أدنى الخدمات الصحية أصبح مستوصف القرية يفتقد إلى أبسط الضروريات فلا طبيب بدوام يومي ولا تجهيزات طبية كافية، حيث أصبحت تقتصر خدماته على إعطاء الحقن وتغيير الضمادات وقياس ضغط الدم فقط. وفي هذا الصدد قال بعض ممن تحدثنا إليهم إن المستوصف لا تزوره الطبيبة إلا يوما واحدا في الأسبوع، وهو غير كاف مقارنة بعدد سكان القرية الذين يفوق عددهم 8 آلاف نسمة، حيث يضطر السكان أمام هذا النقص إلى التنقل إلى مستشفى الأخضرية أو التوجه إلى الخواص الذين غالبا ما يفرضهم منطقهم في ثمن العلاج. وأمام هذا الوضع طالب السكان بضرورة توظيف طبيبة بدوام يومي، إضافة إلى بعض الممرضات للتكفل بإعطاء الحقن وقياس الضغط للنساء.