أوقفت مصالح الشرطة بمستغانم، أربعة طلبة متورطين في حادثة الضرب والجرح العمدي داخل الحرم الجامعي بكلية الآداب والفنون، أحيلوا على الحبس المؤقت، بعدما خلّف شجار بالأسلحة البيضاء 5 إصابات من بينها طالب لا يزال في حالة حرجة بمستشفى وهران، فيما نظم أمس، طلبة علوم التمريض مسيرة في الشارع من الجامعة إلى الولاية بعد إضراب متواصل منذ 40 يوما، إضافة إلى حالة الغليان التي تعرفها كلية العلوم الاجتماعية بسبب فضيحتين في مسابقتي دكتوراه. أفضى التحقيق الذي باشرته لجنة تفتيش وزارية، تم إرسالها مباشرة بعد الحادثة التي هزت الحرم الجامعي بكلية الآداب والفنون بمستغانم، قبل أيام إلى توقيف نائب عميد الكلية وإحالته على التحقيق الذي لا يزال متواصلا، بعد أن نشب شجار عنيف بالأسلحة البيضاء وسط طلبة جامعيين في قلب الجامعة بسبب الخلاف حول التمثيل الطلابي للدفعة والذي قيل أنّ مسؤولين بالإدارة كان وراء فرض طلبة معيّنة رفضهم البقيّة. وقد أصيب على إثر ذلك 5 طلبة من ولاية تبسة بجروح متفاوتة الخطورة، جراء الطعن على مستوى الظهر والبطن فيما لا يزال أحدهم في حالة حرجة، نتيجة إصابته على مستوى القلب، إذ خضع لعملية جراحية ووضع تحت العناية المركزة ويوجد حاليا بالمستشفى الجامعي لوهران، فيما قامت مصالح الأمن الحضري الرابع التحري وتوقيف 4 طلبة جامعيين في العشرينيات من العمر، ينحدرون من ولاية تيارت، تم إيداعهم الحبس المؤقت بتهمة ضلوعهم في الشجار واستعمال أسلحة بيضاء. ولا تزال تداعيات هذه الحادثة الخطيرة متواصلة، حيث هزّت الجامعة التي تعيش هذا العام حالة توتّر غير مسبوق، ترجّح الأوساط الجامعية أنّها بسبب الطاقم الجديد الذي يسيّر الجامعة ومختف الكليّات، بعدما تمّ ترقية رئيس الجامعة السابق صديقي صلاح الدين لمنصب الأمين العام للوزارة ونائبه شعلال لمنصب مدير جامعة التكوين المتواصل، إضافة إلى إطارات أخرى منهم من تمّ تنحيته مع قدوم الطاقم الجديد، إذ عرفت الجامعة حركة تغييرات على مستوى عدة كليات وأقسام، الأمر الذي انعكس على الوضع العام سلبا. من جانب آخر، قام أؤل أمس، العشرات من طلبة علوم التمريض بخطوة احتجاجية غير مسبوقة بعد إضراب عن الدراسة دام 40 يوما، واعتصام أمام رئاسة الجامعة، حث قام الطلبة أمس، بتنظيم مسيرة سلمية انطلاقا من كلية علوم الطبيعة والحياة إلى غاية مقر الولاية أين اعتصموا هناك، مطالبين بتوضيح وضعيته وفقا لمرسوم وزاري، حيث ذكروا أنّه تمّ فتح هذين التخصصين في مستغانم وبجاية، مطالبين بالتصنيف المهني لدى مديرية الوظيف العمومي ووزارة الصحة وضمان مواصلة الدراسة في طور الماستر والاعتراف بالشهادة. وجاء هذا الهيجان الطلابي بعد تأكيد مدير مصلحة مطابقة الشهادات أن الوزارة لم ترسل أي منشور وزاري يحدد تصنيفهم في المسار المهني، فيما علموا من جهات أخرى أنه يتم الاستغناء عن خدماتهم والاستعانة بمتربصين في معاهد شبه الطبي، وأنهم يحصلون على رتبة ممرض للصحة العمومية حتى وإن أكملوا الماستر والدكتوراه. واستنكر المحتجون وعود رئيس جامعة مستغانم مصطفى بلحاكم، الذي أكّد تسوية وضعتهم بتاريخ 4 ديسمبر، إلاّ أنّ شيئا من ذلك لم يحدث، ويهدّد هؤلاء بالاحتجاج أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما لا يزال إضراب طلبة بعض مسارات الماستر بقسم علوم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الاجتماعية متواصلا للأسبوع الثالث على التوالي، نتيجة مشاكل بيداغوجية عديدة من بينها عدم ضبط استعمال الزمن مع قرب حلول عطلة الشتاء ومشكل التربصات وإنجاز المذكرات والتأطير، وتكليف طلبة الدكتوراه بتدريس محاضرات ودخوله في صدامات مع الطلبة، ومشكل القاعات...إلخ. إضافة إلى الأحداث التي تعرفها جامعة مستغانم، علمت »صوت الأحرار« أنّه تمّ إقالة نائب رئيس الجامعة المكلّف بالبيداغوجيا، على خلفية الفضائح التي اهتزت لها مختلف الكليات على رأسها كليّة العلو الاجتماعية، من خلال تجاوزات بالجملة في مسابقتي دكتوراه، لكنّ الطلبة المتضررون اعتبروا ذلك مجرّد ذرّ للراد في العيون، حيث لم يتّم معاقبة المتّهمين الرئيسيين الذين أشرفوا على جميع مراحل تنظيم المسابقتين، فيما كانت نتائج التحقيق غير مرضية، وتمّ قبول أحد الطلبة المزورين ضمن الفائزين زيادة على غضّ الطرف عن عدّة تجاوزات أخرى متعلّقة بانتقاء ملفات المترشحين ولجنة إعداد وتصحيح الأسئلة وحساب المعدّلات والرتب، بدليل تغيير قائمة المسابقة الأولى والطعن في النتائج النهائية مرة أخرى من قبل الطلبة بسبب خروقات فادحة للقوانين، وطعون في المسابقة الثانية أيضا، كما هو الشأن بالنسبة لمسابقة البيولوجيا، التي يقول الطلبة أنّ الفائزين كانوا أبناء وأقارب أساتذة بطرق ملتوية. وذكر طلبة من مختلف التخصصات أنّ بعض المسؤولين يهدّدونهم المتابعة القضائية ويضغطون عليهم بمختلف الطرق نظرا لكشفهم قضايا الفساد في الجامعة، مهدّدين بتنظيم حركة احتجاجية كبيرة وتصعيد الأمور. وحسب ما علمته »صوت الأحرار« أيضا فإنّ لجنة وزارية قدمت مؤخرا للتحقيق في طريقة مشبوهة لتوظيف أستاذة بإحدى الكليات قدّمت شهادات مزورة، إضافة إلى إحالة أحد الأساتذة على التحقيق بسبب قضية أخلاقية.