اتهمت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، المغرب بمحاولة تسييس قضية ترحيل اللاجئين النيجيريين من الجزائر إلى بلدهم، مشيرة إلى أن المسألة بعيدة عن أي مزايدات، مؤكدة بأن العملية جاءت استجابة لطلب الحكومة النيجرية بعد زيارة وزير الداخلية النيجري إلى الجزائر وطلبه رسميا مساعدة الحكومة الجزائرية لإعادة رعاياه والوثائق موجودة. وكشفت بن حبيلس، خلال نزولها أمس ضيفا على "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، أن عملية الترحيل التي مسّت الرعايا النيجريين من الجزائر شملت نحو 1368 رعية، منهم 200 امرأة و336 طفلا، من بينهم أطفال بدون والديهم جيء بهم من أجل التسول، مؤكدة أن "يد الجزائر ستبقى ممدودة في كل جانب إنساني"، مشددة على أن "العملية إنسانية بحتة لا علاقة لها بالسياسة، بل بواجبات الجزائر تجاه البلد الجار، الذي طلب منا رسميا وعلى مناسبتين ومن خلال زيارات مسؤوليه الرسميين آخرهم الأمين العام لوزارة الداخلية النيجيرية، المساهمة في ترحيل رعاياه بعد إدراكه بأن هؤلاء باتوا ضحايا شبكات إجرامية نيجيرية تعمل انطلاقا من النيجروالجزائر، كما عبّرت عن أسفها لما تقوم به بعض الأطراف التي تزايد على الجزائر -في إشارة واضحة إلى المغرب- حول كيفية ترحيل اللاجئين. وأعلنت بن حبيلس، عن أن عملية ترحيل الرعايا النيجريين ستستأنف مباشرة بعد المولد النبوي الشريف، وأضافت أن العمليات الإنسانية للهلال الأحمر شملت أيضا مساعدة الأشقاء الليبيين على الحدود، بعد قرار رئيس الجمهورية فتحها مؤخرا لاستقبال الجرحى الليبيين بمستشفى إيليزي، الذي يسعى الهلال إلى دعمه بالأدوية اللازمة، كما تم إرسال قافلة إنسانية للأشقاء الليبيين على الحدود تتضمن 200 طن من الأغذية والأدوية، فيما تتواصل المساعدات لغزة، وبالنسبة للشأن الداخلي، يتواصل إنجاز البطاقية الوطنية لإحصاء العائلات المعوزة، إلى جانب تزويد بعض المستوصفات الواقعة في مناطق نائية بالأدوية، وتوزيع عيادات متنقلة في هذه المناطق بداية من فيفري القادم. وكان المغرب قد اتهم الجزائر بÇإرغام لاجئين أفارقة على عبور الصحراء" على حد تعبيره، في خطوة للظهور كمدافع عن حقوق الإنسان، وإظهار الجزائر كبلد يخلو من المعاملات الإنسانية، ولا يحترم الاتفاقيات الدولية، فيما احتضنت الجزائر آلاف اللاجئين الأفارقة أغلبهم من النيجر، وخصصت لهم 56 مركز إيواء عبر 40 ولاية.