استجاب كل الأئمة عبر كامل التراب الوطني لنداء السلطات العليا في البلاد والقاضي بنصرة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام في خطبة الجمعة، بعد الرسوم المسيئة لشخص الرسول التي أعادت جريدة »شارلي ايبدو« الفرنسية نشرها نهاية الأسبوع الفارط، حيث اغتنم الأئمة الفرصة للتذكير بخصال هذا النبي الكريم، مؤكدين أن النصرة الحقيقية لشخصه تكونت بتجسيد أخلاقه العظيمة التي اتصف بها لتكون قدوة للعالمين. أجمع الأئمة عبر كامل مساجد الوطن على ضرورة التأسي بمآثر رسول الرحمة، محمد صلاة الله عليه وسلم، هذا النبي الذي بعثه الله رحمة للعالمي، فبعد أن قامت الجريدة الأسبوعية الفرنسية »شارلي ايبدو« بانتهاك مقدسات الملمسين باسم حرية التعبير من خلال إعادة نشر صورة ورسوم مسيئة لشخص النبي محمد، دعت السلطات العليا في البلاد كافة المساجد للتجند في خطبة الجمعة والتذكير بصفات وأخلاق الرسول الكريم، بعيدا عن كل أنواع العنف والهمجية، وانطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى السلام والأمن والاستقرار، وكذا تقبل الآخر. وفي هذا السياق، ذكر الأئمة بخصال رسول الرحمة الذي استطاع أن يوحد المجتمعات ويخلق أجواء من التعايش بين المسلمين وغير المسلمين من مسيح ويهود، في أجواء أخوية لا يظلم فيها احد، ناهيك عن أخلاقه المثالية في التعامل مع الأخرين من نساء، أطفال وشيوخ، كان صلى الله عليه وسلم يحن حتى إلى الجماد، ينبذ كل أنواع التطرف والغول في الدين ويدعو الأمة إلى اختيار الحل الأبسط وأسهل في حال تعسر الأمور عليها. وأبرزت الخطب جملة من المعاني أهمها أنه لا شيء يمكن أن يبرر الإساءة إلى الذات الإلهية ولا إلى الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم و لو كان المسيء ضحية أعمال إرهابية. ومن بين المعاني احتوتها خطبة الجمعة هي أن العمل الإرهابي الذي مس بعض المواقع في الغرب لم يوص به الإسلام ولم يصدر من هيئة دينية و أن الإرهاب لا دين له ولا جنس فلماذا يحمل الإسلام وحده مسؤولية ما وقع. كما تضمنت خطبة الجمعة دعوة المجتمع إلى الالتفات حول النبي صلى الله عليه وسلم وتحبيبه للناشئة من خلال البرامج والكتابات والنشاطات الحضارية مع دعوة الهيئة الأممية إلى تجريم الإساءة إلى المقدسات الدينية ودعم موقف الجزائر الذي عبر عنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في افتتاحه للأسبوع الوطني السادس للقرآن الكريم سنة 2006 عقب نشر الرسومات المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم. وكانت وزارة الشؤون الدينية قد أكدت على ضرورة تهدئة الأوضاع وعدم تهييج المجتمع، بل دعوته إلى مزيد من الحكمة لأن الهدف من هذا الاستفزاز إنما هو إحداث ردود فعل غير عاقلة تضاف إلى التصرفات الإرهابية التي وقعت من قبل و نسبت زورا إلى الدين الإسلامي.