احتضنت أمس محافظة وهران الندوة الجهوية الثالثة للتكوين السياسي التي أشرف عليها عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بدعيدة بمشاركة مسؤول التنظيم مصطفى معزوزي، حيث نشط الندوة كل من الدكتور العربي الزبيري، الأستاذ محمد كناي ومحمد بوعزارة، كما شارك في الندوة أعضاء من اللجنة المركزية، أمناء محافظات، أمناء قسمات ومسؤولي التكوين بالقسمات، إضافة إلى نواب البرلمان ومنتخبين محليين، وقد شهدت الندوة مداخلات فكرية سياسية تتعلق بالتكوين السياسي للمناضلين ومواضيع تخص الفكر والحوار ونبذ العنف، كما تمحورت المداخلات أيضا حول المنطلقات الفكرية للحزب والقوانين التي تنظم المناضلين والوطنية الواعية ومواجهة التفكيك، وشهدت الندوة نقاشا فكريا بين المناضلين وقيادة الحزب أبرز خلاله تطابق وجهات النظر الرؤى فيما يتعلق بمستقبل الحزب وكيفية الحفاظ على وحدته انطلاقا من امتداده الجماهيري واحتكاك المناضلين بالمواطنين من خلال الإصغاء إليهم والعمل على التكفل بانشغالاتهم والمساهمة في تهدئة الأجواء في المناطق الجنوبية وحماية الجزائر من التهديدات المحيطة بها، لتختتم الندوة بدقيقة صمت تعبيرا عن التنديد بالإساءة المتعمدة من المتطرفين لسيد الخلق الرسول الكريم وإعلانا لنصرة الحزب لنبينا محمد. قياديو الأفلان يشددون على أهمية التكوين والمتابعة الدقيقة للأحداث نظم أمس قطاع التكوين السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني، بسينما المغرب بوهران، ندوة جهوية تكوينية لإطارات ومناضلي الأفلان لمحافظات كل من وهران، أرزيو، السانيا، سيدي بلعباس، تغنيف، معسكر، مستغانم، غليزان، تلمسان وعين تيموشنت، حيث أشرف على الندوة مسؤول التكوين بالمكتب السياسي السعيد بدعيدة إلى جانب مسؤول التنظيم مصطفى معزوزي، وأعضاء اللجنة المركزية الدكتور محمد العربي الزبيري والأستاذ محمد كناي والأستاذ محمد بوعزراة، تطرقوا في مداخلاتهم إلى عدد من القضايا الحزبية وانعكاساتها على المجتمع والوطن، وقد قدم المتدخلون أفكار متنوعة حول العمل النضالي الحزبي وتوحيد الفكر لدى المناضلين، إضافة إلى شرح قوانين الحزب والهدف من عملية الهيكلة التي شرعت فيها قيادة الحزب، بالإضافة إلى تأثير عملية الهيكلة على مردود الحزب من خلال إعادة انتشاره وارتباط مناضل الحزب بمرجعياته الفكرية لتكون منطلقا لعمله النضالي ومواصلة البناء. احتضنت قاعة السينما المغرب بمدينة وهران الندوة الجهوية الثالثة للتكوين السياسي التي شرع قطاع التكوين بالأفلان في تنظيمها لفائدة مناضلي وإطارات الحزب في إطار البرنامج الذي سطرته قيادة الحزب والتي برمجت عشر ندوات جهوية في العديد من ولايات الوطن كخطوة هامة لتقريب المناضلين من قيادة الحزب وتكوينهم سياسيا وتوحيدهم أفكارهم التي تلتقي في نقطة أساسية وهي برنامج وأهداف الحزب وافتتح أشغال الندوة أمين محافظة وهران محمد بدر الدين دينار الذي أكد حضور عدد من ممثلي الأحزاب المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أشغال الندوة، معتبرا أن الندوة تندرج في إطار البرنامج الذي سطرته قيادة الحزب لتكوين المناضلين وتأطيرهم استعدادا للمراحل المقبلة وفهم قوانين الحزب ومبادئه الأساسية التي يناضل من أجلها، حيث أشار إلى أن رسالة الأفلان لازالت متواصلة على خطى نوفمبر الأصيلة، معتبرا أن الأفلان لا يزال صمام الأمان وإسمنت الوحدة الوطنية ببعده وروحه الطلائعي ومن جهة أخرى، أوضح مسؤول التكوين السياسي السعيد بدعيدة أن الهدف من التكوين السياسي هو تبادل الأفكار وتوحيدها ما بين المناضلين باعتبار أن الهدف واحد والبرنامج واحد، مضيفا أن التكوين السياسي شهد غيابا منذ التعددية الحزبية سنة 1989 وبفعل ممارسات لبعض الأشخاص، معتبرا ذلك من بين الأسباب التي أدت إلى استفحال ظواهر غريبة اقتحمت الحزب لفترة طويلة وهو ما أثر سلبا على المناضلين وساهم في ابتعادهم عن منهجية الحزب وأسسه وفسح المجال أمام ظواهر خطيرة تمثلت في العنف اللفظي والجسدي، وأيضا بروز ظواهر دخيلة عن تقاليد الحزب ألا وهي المحاباة، الشكارة وتسابق المناضلين على المكاسب والمناصب وهذا ما لم يشهده الحزب طيلة 50 سنة وأكد مسؤول التنظيم مصطفى معزوزي أن حزب جبهة التحرير الوطني بدأ يسترجع عافيته من خلال مرافقة القواعد النضالية والتكفل بالقضايا الجوهرية منذ مجيئ القيادة الجديدة في 201، مشددا على أن قيادة الحزب تمكنت من كسر الاحتكار الذي كان سائدا في وقت سابق ومحاربة الآفات السلبية التي حطت الحزب من بينها الشكارة، المحاباة، البلطجة وغيرها من الظواهر السلبية، معتبرا أن الأفلان حقق نقلة نوعية بعد الشروع في عملية الهيكلة الجديدة قصد إعادة انتشاره في الأوساط الشعبية وتأطير المجتمع. ومن جهته، أوضح الأستاذ محمد كناي أن القيادة الحالية ستقضي على الآفات السلبية التي عرفها الحزب من خلال الرجوع إلى تطبيق قوانين الحزب وتفعيل لجان الانضباط، حيث دعا إلى الابتعاد عن تأويل القانون الأساسي حسب الأهواء كون ذلك يحدث تصدعا في بناء أي حزب ويعرضه للانتكاسات. أما الدكتور العربي الزبيري، فقد أكد أهمية الحصول على كل الوثائق التي تهم الدولة الجزائرية سواء خاصة خلال فترة الاحتلال الامبريالي الفرنسي، مشيرا إلى أن كتابة التاريخ الجزائري مرتبط بالأرشيف الذي هو موجود في العديد من الدول العربية والتي كتبها مشايخ وعلماء جزائريين تم تهجيرهم أو نفيهم خلال مقاومة الاحتلال، مؤكدا أن بيان أول نوفمبر حدد الأهداف الرئيسية والخطوط العريضة للدولة الجزائرية ولمفهوم مبدأ المركزية الديمقراطية بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني. كما تطرق الأستاذ محمد بوعزارة في مداخلته التي ألقاها حول الوطنية الواعية ومواجهة التفكيك أن أطرافا عديدة تحاول زعزعة استقرار الجزائر وتفكيك الدولة الوطنية باعتبار الجزائر من القلاع الثورية الصامدة التي صعب على الامبريالية العالمية كسرها، معتبرا أن ما عاشته الجزائر في 1988 تندرج ضمن المخطط البعيد المدى لمشروع الشمولي الغربي. وعرفت الندوة حضور إطارات ومناضلي الأفلان بالمحافظات العشر، حيث فتحت قيادة الحزب النقاش لطرح تصوراتهم ووجهات نظرهم بخصوص الفكر النضالي وكيفية إعادة انتشار الحزب على مستوى القواعد ودور المناضلين في هذه العملية، مؤكدين استعدادهم للتحلي بالمسؤولية والانضباط استعداد لما هو آت من مواعيد هامة.