انطلق صباح أمس إضراب أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي وسط حالة واسعة من القلق والرفض وعدم الارتياح من قبل الأولياء والتلاميذ الذين هم على وجه الخصوص في أقسام البكالوريا، وامتحاني شهادة التعليم المتوسط، ونهاية مرحلة التعليم الابتدائي، ويتواصل بصورة آلية نهار اليوم وفق ما كان قرره المجلس الوطني للنقابة المؤطرة )كناباست(، وقد سجل يومه الأول استجابة واسعة لأساتذة الثانوي، ومتواضعة لدى أساتذة الابتدائي والمتوسط. وفق ما كان مقررا، يتواصل لليوم الثاني على التوالي إضراب أساتذة التعليم في الأطوار الثلاثة، تحت لواء نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست(، وقد سجل حسب القيادة الوطنية لهذه الأخيرة نسبة كبيرة ومعتبرة على مستوى التعليم الثانوي، وأقل منها على مستوى التعليم المتوسط والابتدائي، ومحدودية الاستجابة على مستوى هذين الطورين الأخيرين تعود أساسا لكون توسّع نقابة »كناباست« لم يتمّ حتى الآن بالشكل وبالمستوى المطلوب، وقواعدهما العمالية حتى الآن هي في حالة هيكلة وتشكّل، وأن انخراطات الأساتذة في هذه النقابة هي متواصلة، وقد واجهت بعض الصعوبات والعراقيل، وقد تمّ إبلاغها للهياكل الرسمية الوطنية للنقابة. هذا من جهة، ومن جهة فإن محدودية الاستجابة في هذين الطورين تعود أيضا إلى أن أساتذتهما هم أصلا كانوا مجندين منذ سنوات مع نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، ولذلك، فإن جزء هاما منهم شارك في إضراب يومي 10 و 11 فيفري الجاري، التي أطرتها نقابات التكتل النقابي، الذي هو أصلا يضم اتحاد عمال التربية ونقابات أخرى أقل تمثيلا، إن لم نقل غير تمثيلية. ووفق ما جرت العادة، فإن وزارة التربية قد طعنت في هذا التقييم الذي أعلنت عنه نقابة »كناباست«، واعتبرته مضللا، ولا أساس له من الصحة، وقالت إن الاستجابة المسجلة هي استجابة ضعيفة، وأن تأثيرها على السياق الدراسي للتلاميذ لم يكن وفق ما ذهبت إليه النقابة. ومن دون الخوض في من هو على صواب، ومن هو على تزييف وتضليل، نقول أن الأساتذة أضربوا أمس، وأنهم مقررون أن يتواصل يوما بعد يوم في حال عدم الاستجابة للمطالب المرفوعة تحت لواء »كناباست«، في الوقت الذي يستعد فيه باقي الأساتذة وكافة عمال وموظفي أسلاك القطاع لتصعيد الموقف في الأسبوع القادم، ضمن إطار التكتل النقابي الذي يضم سبع نقابات، وكان هذا الأخير وفق ما هو معلوم قد خاض »إضراب تحذيريا« للوصاية والسلطات العمومية الأخرى المعنية من يومين الأسبوع الماضي، وكان له الأثر والوقع السيء في نفوس الأولياء والتلاميذ، ولاسيما منهم التلاميذ الذين هم بصدد التحضير للامتحانات الرسمية. وما يمكن تسجيله والتأكيد عليه، أن الإضراب أصبح لدى الوصاية التي هي تقريبا بدون صلاحيات حقيقية في عديد المطالب المرفوعة ، ولدى الأولياء وأعداد معتبرة من التلاميذ بمثابة الشبح المخيف، والمؤسف أن لا حل له في رزنامة الوصاية ومن هم أعلاها إلا بعد انقضاء أيام وأيام وضياع دروس ودروس، وتلك للأسف هي الصورة المتكررة منذ سنة 2003.