يتواصل إضراب أساتذة التعليم لليوم الثالث على التوالي، تحت لواء نقابة »كناباست« وسط تضاد وتضارب كبير جدا في النسب والأرقام المقدمة من قبل القيادة الوطنين للنقابة ووزارة التربية الوطنية،حيث بلغ الفرق في النسبتين الوطنيتين المعلن عنهما من قبل الطرفين ما يساوي63,83 بالمائة، أو ينقص عنه بقليل، وهو ما يطرح أمام المتتبعين علامات استفهام كبيرة، ويؤشر بقوة أن الاستجابة للمطالب المطروحة لن تكون غدا، ولا بعد غد، خصوصا إذا علمنا أن جزءا هاما منها ليس بيد الوزارة الوصية. مثلما جرت العادة، لم تعترف وزارة التربية الوطنية بأرقام ونسب المشاركة في الإضراب الوطني الذي يدخل يومه الثالث صباح اليوم، المعلن عنها من قبل القيادة الوطنية لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة العليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست(، وأوردت في ساعة متأخرة من يوم أول أمس عن طريق وكالة الأنباء الجزائرية نسبا بعيدة كل البعد عن النسب التي أعلنت عنها القيادة الوطنية لنقابة »كناباست«، وكان الفرق بين ما أعلنت عنه هذه الأخيرة، وما أعلنت عنه وزارة التربية الوطنية رسميا يساوي نسبة 63,83 بالمائة، أو ينقص عنه بقليل، ذلك لأن »كناباست« قالت أن نسبة الاستجابة بلغت بين 60 و90 بالمائة في الأطوار التعليمية الثلاثة، فيما قالت الوزارة أنها لم تتجاوز 77,6 بالمائة في الأطوار التعليمية الثلاثة، وحينما فصّلت وزارة التربية الوطنية هذه النسبة عبر الأطوار التعليمية الثلاثة، قالت أنها بلغت في التعليم الثانوي 37,26 بالمائة، وفي التعليم المتوسط 84,1 بالمائة، وفي التعليم الابتدائي 33,0 بالمائة، في الوقت الذي أعلنت فيه القيادة الوطنية للنقابة أن نسبة المشاركة في التعليم الثانوي بلغت 90 بالمائة، فيما اعترفت من تلقاء نفسها أن نسبة مشاركة أساتذة التعليم المتوسط والابتدائي كانت محتشمة وضعيفة، وأرجعت ذلك لكونها لم تتوسع بعدُ رسميا على أرض الواقع لدى أساتذة هذين الطورين، وقد شرعت منذ وقت قصير في هيكلتهم، وقد قطعت شوطا في هذا السياق في بعض الولايات، وعددها وفق ما ذكر نوار العربي المنسق الوطني للنقابة في آخر ندوة صحفية هي سبع ولايات. وحسب ما هو مقرر من قبل المجلس الوطني للنقابة، فإن أساتذة التعليم بأطوارهم الثلاثة سيتجمعون غدا أمام مقر وزارة التربية الوطنية في أعالي العاصمة، من أجل ممارسة المزيد من الضغط على الوزارة، ودفعها إلى تلبية المطالب المرفوعة التي تدخل ضمن صلاحياتها، والسعي نحو المستويات الحكومية الأخرى من أجل استكمال الاستجابة لباقي المطالب، وهي نفسها كانت أعلنت في آخر بيان لها »أن أبواب الحوار تبقى مفتوحة مع كل الشركاء الاجتماعيين، وهي على استعداد متواصل من أجل طرح الحلول المناسبة، والحفاظ على الاستقرار المهني والتربوي والاجتماعي للجميع. وتعليقا على أرقام ونسب وزارة التربية قال نوار العربي، الرجل الأول في »كناباست«: »إن أرقامنا ونسبنا صحيحة، وأن أرقام ونسب الوزارة غير حقيقية«. وفيما يخص الحوار الذي تتحدث عنه وزارة التربية والأبواب المفتوحة لذلك، شكك نوار العربي في نية هذه الأخيرة والسلطات العمومية المعنية الأخرى، وفي جدية سعيها نحو إيجاد الحلول لكل المطالب والانشغالات المطروحة، وانطلق في ذلك وفق ما قال من كون وزارة التربية وجهت الدعوة في اليوم الأول للإضراب لجميع نقابات القطاع، رغم أن الإضراب الجاري هو إضراب نقابة »كناباست« لوحدها ، فهو يرى أنه كان من المفروض على وزارة التربية أن تفتح باب الحوار والتفاوض الجاد والمسؤول مع نقابته بمفردها، لا مع كل نقابات القطاع التي استدعتها في اليوم الأول من الإضراب، وهو يرى أن في هذا محاولة لتمييع مطالب نقابته، واستدلّ على ما يقول بدعوة الوزارة في هذا اللقاء لممثل واحد عن كل نقابة،في الوقت الذي كان من المفروض أن تتحاور وتتفاض مع وفد عن النقابة المضربة، وهذه الخطوة وفق ما يواصل، لا تعني أن الوزارة أرادت أن تشرع معنا في حوار وتفاوض جادين، بل إنها أرادت وتريد من وراء هذا أن تُظهر نفسها أمام الرأي العام، وأمام جميع أولياء التلاميذ على أنها هيئة حوار واستماع، وأن الكرة الآن ليست عندها بل هي عند الأساتذة المضربين ونقابتهم، وأنه من واجبهم جميعا وقف الإضراب طالما أن أبواب الوزارة مفتوحة أمام جميع الشركاء.