أكد المؤرخ محمد قورصو أن محاولات فرنسا المتكررة تبييض ماضيها الاستعماري الأسود لن تؤثر على كتابة تاريخ الجزائر، معتبرا أن كتابة التاريخ عملية معقدة جدا، لكنها إذا تمت بطريقة موضوعية وشفافة ستزيد من مصداقية الجزائر بما يوطد العلاقات بين الأجيال. قورصو الذي كان يتحدث في تصريحات خص بها» صوت الأحرار« اعترف بأن كتابة تاريخ الجزائر عملية معقدة، لكنها تسير بمنهج موضوعي نقدي، وأضاف المتحدث أن إخفاء الحقائق التاريخية سيعود بالضرر على الشعب الجزائري من حيث أن عدم وجود تاريخ مكتوب سيؤدي إلى فقدان الذاكرة الجماعية. وأضاف قورصو أن كتابة التاريخ بطريقة موضوعية وشفافة يزيد من مصداقية الجزائر، وهو ما يؤدي إلى خلق همزة وصل بين مختلف الأجيال، وخاصة بين جيل الثورة وأجيال الاستقلال. وعن ما إذا كان المؤرخون الجزائريون مازالوا لم يتجاوزا بعد مرحلة جمع المعلومات، أوضح قورصو أن عملية جمع المعلومات لكتابة تاريخ الجزائر قد انطلقت عشية الاستقلال، معتبرا أن البحث في المسائل التاريخية عملية مستمرة وتأخذ وقتا طويلا جدا، واستشهد قورصو بعدد من الثورات التي انتهت في القرون الماضية، لكن البحث التاريخي حولها مازال مستمرا، مقدما مثالا على ذلك الثورة الفرنسية التي مازالت إلى حد اليوم محل بحث ودراسة، وكذا الثورة الروسية منذ 1919 التي مازالت هي الأخرى محل دراسة، وعن الثورة الجزائرية قال قورصو :» إن ما قمنا بدراسته وبحثه حول الثورات الجزائرية على اختلافها يمكن أن نعيد النظر فيه بمجرد الحصول على وثيقة جديدة«. ولدى إجابته على سؤال حول ما إذا كانت محاولات فرنسا تبييض تاريخها الاستعماري الأسود ستؤثر على كتابة تاريخ الجزائر، أجاب قورصو أن مثل هذه المحاولات لن تؤثر، ولا ينبغي لها أن تؤثر على ذاكرة الجزائريين.