انتقد عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني مكلف بأمانة الشباب والطلبة دعاة المرحلة الانتقالية والمحرضين على الفوضى وحذر في الوقت نفسه من محاولات الزج بالبلاد في مستنقع الفوضى، مشيرا في سياق آخر إلى محاولات تغييب الأفلان منذ إقرار التعددية الحزبية، التي قال بشأنها أنها باءت بالفشل وهو ما يؤكد الريادة التي يحتلها الحزب اليوم في الساحة السياسية، بفضل إرادة الشعب. قال عبد القادر زحالي خلال ندوة جهوية للشباب والطلبة عقدت، أمس، بخميس مليانة وبمشاركة محافظات عين الدفلى، الشلف، تنس، بوقادير، البليدة، المدية ، تيبازة، شرىشال، ثنية الحد وتيسمسيلت إن أطرافا حاولت تغييب الأفلان منذ إقرار التعددية السياسية في نهاية الثمانينات، مشيرا إلى المراحل التي مر بها الحزب منذ المؤتمر السادس، حيث تعرض حزب جبهة التحرير الوطني لعدة محاولات كانت ترمي إلى إضعافه وتغييبه عن الساحة السياسية، وأكد في ذات السياق أن قرار التعددية الحزبية لم يكن مدروسا بالشكل المطلوب، مما أوقع الجزائر في متاهات كادت أن تعصف بها، حيث عرفت البلاد أزمة أمنية حادة وإرهابا دمويا أتى على الأخضر واليابس.، مضيفا أن الحزب بعد أن عرف نزيفا في إطاراته ومناضليه بسبب الأزمة الأمنية قد ظلم أيضا خلال استحقاقات 1997، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل خرجت بعض الأطراف منادية إلى الذهاب به إلى المتحف. وبعد أن أسهب في ذكر الهزات التي عرفها الحزب في تلك المرحلة، أكد زحالي أنه رغم ذلك فإن الأفلان قد عاد إلى الساحة السياسية بقوة، وهو اليوم يملك الأغلبية البرلمانية، حيث إن محاولات تغييبه لم تزده سوى تماسكا، لأنه حزب لديه »تاريخ ومبادئ ويملك مناضلين مخلصين«، وفي ذات الإطار أكد القيادي بحزب جبهة التحرير الوطني أن قيادة الحزب وعلى رأسها الأمين العام عمار سعداني تسعى لتكريس ريادته في الساحة السياسية وتعمل من أجل توسيع قاعدته النضالية، مؤكدا في ذات السياق أن أعضاء المكتب السياسي متجانسون مع الأمين العام في هذا المسعى. وبعد أن تطرق إلى موقف الأفلان من تعديل الدستور الذي قال بشأنه إنه يطالب بتمريره على البرلمان للتصويت عليه، كشف عن أهم المقترحات التي قدمها الحزب في هذا الشأن، موضحا أن الأفلان يعمل من أجل تكريس الديمقراطية من خلال دعوته إلى الفصل ما بين السلطات وحرية التعبير والممارسة السياسية، موضحا في ذات السياق أنه »لا يعقل أن يملك الأفلان الأغلبية ولا يقود الحكومة«. وبعد أن انتقد دعاة المرحلة الانتقالية، أكد زحالي أن المعارضة تبحث عن التموقع من خلال مواقفها من مختلف القضايا، حيث تسعى إلى زرع البلبلة والتحريض على الفوضى، مشيرا في ذات السياق أن المشاكل لا تحل عن طريق الفوضى بل عن عبر الحوار، مشيرا إلى أن الشعب واع بالمخاطر التي تحدق بالجزائر سيما على الحدود ، وذلك بسبب التوترات الأمنية التي يشهدها عدد من دول الجوار، حيث أكد أن عددا من الدول العربية تعاني اليوم من حالة من اللااستقرار الأمني وهو ما يستوجب الحيطة والحذر من محاولات الزج بالبلاد في مستنقع الفوضى. وأكد في ذات السياق أن الجزائر تنعم اليوم بالأمن والاستقرار، بفضل قانون المصالحة الوطنية الذي اقره رئيس الجمهورية، مشيدا في الوقت نفسه بجهود قوات الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن في حماية البلاد من كل المخاطر والتهديدات التي تحدق بها. وفي سياق آخر أكد زحالي أن قيادة الحزب وعلى رأسها الأمين العام عمار سعداني عازمة كل العزم وحريصة كل الحرص على إعطاء المكانة اللائقة بالشباب في صفوف الحزب، معتبرا أن عقد مثل هذه الندوات الجهوية هدفها تكوين الشباب سياسيا لولوج المسؤوليات في الحزب، سيما وأن الأفلان يعول عليهم في المستقبل استمرارا للرسالة النوفمبرية وضمانا للتواصل بين الأجيال، حيث أكد مسؤول أمانة الشباب والطلبة أن المؤتمر العاشر المقرر عقده بعد تعديل الدستور سيفتح آفاقا أخرى للشباب لتقلد المسؤوليات في هياكل الحزب.
كما أبرز زحالي أهمية فتح الأبواب أمام الشباب قصد الانخراط في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني، مشددا على ضرورة فتح باب النقاش والاتصال مع هذه الشريحة التي تعتبر مستقبل الحزب والجزائر، وذلك طبقا لتوجيهات الأمين العام للأفلان عمار سعداني، وفي ذات السياق قال زحالي » قيادة الأفلان عازمة على فتح الباب للشباب المثقف لضمان التواصل ما بين الأجيال«، مؤكدا أن الجيل الحالي لديه كفاءات عالية وبإمكانه ولوج مختلف المسؤوليات سواء على مستوى هياكل الحزب أو في الحياة السياسية للبلاد، لكن بالمقابل حث القيادي بالأفلان على ضرورة أن يتحلى الشباب بالصبر للوصول إلى مبتغاه وتحقيق طموحاته السياسية.