أكّد علماء فلكيّون وخبراء في الجو والبيئة أن موجة الحر التي تشهدها مدن البلاد هذه الفترة تدخل في إطار النشاط الموسمي وتعرف علميا ب»الصمايم« التي من المنتظر أن تستمر إلى غاية شهر أوت، كما تبقى درجات الحرارة المسجلة في حدود المعدل الفصلي خاصة في المدن الجنوبية على عكس مدن الشمال التي سجلت بها درجات فوق المعدل الفصلي، كما من المرتقب أن تستقر الحرارة مع نهاية الأسبوع القادم. عالم الفلك لوط بوناطيرو: أكّد لوط بوناطيرو العالم الفلكي ورئيس قسم تحليل المناخ أن موجة الحر التي تمر بها البلاد عادية موسمية ولا تستدعي الذعر، وفسّرها علميا بوجود سنن ثابتة بالكون خاصة بالجو في فصل الصيف، فبمجرد دخول هذا الأخير تشهد الخمسة عشر يوما الأولى اضطرابات حرارية تسمّى علميا بظاهرة »القفزات الحرارية« حيث تقفز درجات الحرارة لمدة يومين أو ثلاث ثم تعاود النزول وذلك إلى غاية الثالث من جويلية أين ندخل فيما يسمى »الصمايم الصغرى«. وأضاف محدّثنا أن فترة »الصمايم الصغرى« تكون حارة مثل هذه الأيام التي نعيشها وتعرف ب»السيروكو« أين يكون استقرار في الحرارة حيث تتراوح ما بين أربعة وثلاثين وثمانية وثلاثين درجة، كما تحدّث بوناطيرو عن استمرار »الصمايم الصغرى« لمدة عشرين يوما في حين تليها أربعين يوما أخرى »للصمايم الكبرى«، مؤكدا أنه علميا ما تشهده ولايات الوطن هو موجة حر طبيعية وعادية تتكرر كلما خرجنا من فصل ودخلنا في آخر. في ذات السياق قال بوناطيرو أن الخمسة عشر يوما الأولى من كل فصل تكون فيها تذبذبات حرارية، وهو الأمر الذي شهدناه الأسبوع الماضي، وإلى غاية 23 من شهر جويلية سنبقى نشهد حرارة ما بين اثنان وثلاثين إلى ثمانية وثلاثين في حين ستأتي فترة »الصمايم الكبرى« بعدها مباشرة وهنا ترتفع الحرارة وتستقر ما بين ستة وثلاثين إلى أربعين درجة إلى غاية الواحد والثلاثين من أوت مشيرا إلى أن هذه الأيام تتميز بالحر الشديد في الفترة الصباحية وهو ما يعرف ب»السيروكو« بينما تكون هناك برودة في الفترة المسائية »النسمة« وهذه هي ظاهرة"السمايم". الخبير في المناخ والبيئة الشيخ فرحات: من جهته الشيخ فرحات مقدم الأحوال الجوية والخبير في الجو والبيئة قال أن الوضعية جد عادية خاصة وأننا في فصل الصيف موضحا أن كل دول المغرب العربي ودول أخرى من أوروبا تشهد نفس موجة الحر التي تعرفها الجزائر على غرار فرنسا، اسبانيا، البرتغال، ايطاليا وانجلترا، وأشار أن هذه الأيام تعرف مدن البلاد الشمالية حرارة فوق المعدل الفصلي على خلاف مدن الجنوب التي تسجل بها درجات فصلية عادية، كما تم اليوم تسجيل بعض الأمطار الرعدية بمناطق الطاسيلي وبالأخص منطقة جانت. وبالنسبة لتوقعات أحوال الطقس للأيام القادمة أكد محدثنا أنه سيبقى الطقس بدون تغيير حيث سيكون عموما حار وجميل خاصة على المناطق الداخلية، وفيما يخص درجات الحرارة فستتراوح ما بين ثلاثة وثلاثين إلى خمسة وثلاثين درجة على مدن الساحل، ومن خمسة وثلاثين إلى اثنان وأربعين درجة بالنسبة للمناطق الداخلية، بينما على الجنوب ستكون من خمسة وثلاثين إلى حوالي خمسة وأربعين بمنطقتي عين صالح وأدرار. وأضاف محدثنا أن موجة الحر هذه تسمى »السمايم« وتحل بحلول فصل الصيف، أما فيما يخص الانخفاض في درجات الحرارة أشار فرحات إلى أنّه سيكون بثلاث درجات تقريبا لا أكثر لأنه لا يجب أن ننسى أننا في فصل الصيف وهو أمر جد طبيعي أن ترتفع درجات الحرارة وأن لهذه الأخيرة منفعة على الأرض، وبالنسبة لقلق المواطنين قال فرحات أنه بسبب تزامن شهر رمضان مع هذه الفترة بالذات.