كتبت صحيفة ديلي تلغراف تحليلا تحت عنوان »عباس يشعر بخيانة أوباما« تقول فيه إذا لم يغير الرئيس الفلسطيني محمود عباس رأيه بشأن الترشيح للانتخابات المقبلة، فإن الطموحات الأمريكية بإكمال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال عامين ستكون ضربا من التمني. وأشارت الصحيفة إلى أن عباس هو الحليف الحيوي لأمريكا، بل هو المسؤول الوحيد في الأراضي الفلسطينية الذي يمكن لإسرائيل أن تتفاوض معه، غير أن البيت الأبيض لم يفعل له الكثير. فقد تمكن عباس من النهوض مجددا -والكلام للصحيفة- قبل أسابيع لا سيما أن النجاح الذي حققته حركة التحرير الوطني (فتح) في مؤتمرها بتعيين عناصر جديدة، والتحسن الذي شهده الاقتصاد كانا سببين لتحول العديد من الفلسطينيين عن دعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى دعم »القيادة المعتدلة«. غير أن ذلك انهار في لحظات بعد أن اضطر عباس بضغوط أمريكية وإسرائيلية للموافقة على سحب تقرير غولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة من التصويت عليه في مجلس حقوق الإنسان، ثم أعاده مجددا بسبب السخط الفلسطيني والعربي. فكان أمل عباس الأخير لحشد الدعم الفلسطيني تحقيق الانتصار في شرطه الداعي إلى تجميد الاستيطان كاملا قبل البدء بالمفاوضات مع الإسرائيليين. ولكن الولاياتالمتحدة بدت في أول الأمر مؤيدة لشرطه، غير أنها تراجعت فجأة عن موقفها وجنحت إلى تأييد العرض الإسرائيلي القاضي بوضع قيود على الاستيطان. فيكون عباس قد تلقى ضربتين من واشنطن، أولاهما تقرير غولدستون وثانيتهما تجميد الاستيطان، ما أدى إلى عزلة عباس وتجميد العملية السلمية. وتشير الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة تتمنى الآن أن يعدل عباس عن عدم ترشيحه للانتخابات، لما تعرفه عنه بأنه ملتزم بالسلام رغم أن العديد ممن حوله يخالفونه الرأي. ولفتت »ديلي تلغراف« إلى أن عباس كان الأداة الرئيسة في إقناع منظمة التحرير الفلسطينية بالبدء في الحوار مع إسرائيل قبل عقدين من الزمن، وهو أحد المهندسين الرئيسيين لاتفاقية أوسلو 1993. وتابعت أن أوراق اعتماد عملية السلام لدى الآخرين من القادة الفلسطينيين -عدا رئيس الوزراء سلام فياض- تبقى محل شك في أحسن الأحوال.