رفضت السلطة الفلسطينية تأكيد نية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون توقّعاتها ببدء المحادثات الأسبو المقبل. وقالت إن المبعوث الأمريكي الخاص جورج ميتشل سيعود مجددا إلى الشرق الأوسط. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن الوزيرة الأمريكية عبّرت عن توقعات، في إشارة إلى أن ذلك قد لا يحدث بشكل مؤكد، ورفض تأكيد استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأوضح عريقات أن السلطة الفلسطينية تجري اتصالات مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكنه رفض الكشف عن فحوى تلك الاتصالات. وحمّل إسرائيل مسؤولية توقف المفاوضات جراء سياستها الاستيطانية، لافتا إلى أن الجانب الفلسطيني كان قد وافق سابقا على التفاوض لولا التعنّت الإسرائيلي بشأن الاستيطان. وشدد على أن القرار الفلسطيني بشأن العودة إلى المفاوضات من عدمه سيتم الإعلان عنه لاحقا بعد عودة الرئيس محمود عباس من زيارته إلى الصين، واجتما اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وإتمام المشاورات مع الدول العربية. وردا على سؤال عن توقعات القيادة الفلسطينية من اجتما الدول العربية الذي عقد في القاهرة مساء أمس السبت، قال عريقات إن المسائل متداخلة، مشيرا إلى وجود ضغوط على سوريا ضمن الأجواء الدولية تذكر بالضغوط التي مورست على العراق قبل عام 2003. وقال المسؤول الفلسطيني إن القرار الفلسطيني لن يتخذ في الجامعة العربية، لكن التوصيات العربية مهمة وسنحملها ونعود بها إلى اللجنة التنفيذية لاتخاذ القرار الفلسطيني بشأن استئناف المفاوضات. وفي وقت سابق، توقعت وزيرة الخارجية الأمريكية بدء المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين عبر وسطاء أمريكيين الأسبو المقبل، ولفتت إلى أن ميتشل سيتوجه إلى المنطقة مجددا. وأكدت كلينتون أن الإدارة الأمريكية تتطلع لاجتما لجنة المتابعة العربية الذي سيعقد في القاهرة لدعم التزام عباس بالمضي قدما بطريق المحادثات، حسب تعبيرها. وقالت الوزيرة الأمريكية نريد في النهاية أن نرى الطرفان يجريان محادثات مباشرة ويحلان الموضوعات الصعبة، لقد كانا قريبين عدة مرات من قبل، لذا فنحن نتطلع إلى استئناف هذه المناقشات. و من ناحية ثانية و رغم سيطرة حمى الانتخابات البريطانية على أغلب صفحات الصحف البريطانية هذه الايام خاصة مع اقتراب موعدها، لكن القضية الفلسطينية حظيت باهتمام عدد لا بأس به من هذه الصحف مع إعلان الولاياتالمتحدة عن انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال الاسبو المقبل. الاندبندنت كتبت تحت عنوان أوباما سيدعو الى مؤتمر دولي اإذا فشلت مفاوضات سلام الشرق الاوسط المرتقبة أن الرئيس الامريكي باراك أوباما سيدعو الى عقد قمة دولية بنهاية العام الحالي إذا فشلت المفاوضات المرتقبة في تحقيق اختراق لكي يمهد الطريق امام إعلان دولة فلسطينية. وتقول الصحيفة التي نقلت الخبر عن صحيفة هآرتس الاسرائيلية والتي نقلت الخبر بدورها عن مصادر اسرائيلية رسمية أن أوباما قد أطلع الزعماء الاوروبيين على مسعاه لتجاوز الطريق المسدود الذي قد تصل اليه هذه المفاوضات. واشارت الصحيفة الى أن هذا المسعى الامريكي يعكس تصميم ادارة أوباما على إيجاد حل لازمة الشرق الاوسط ويفتح المجال امام إمكانية قيام واشنطن بفرض تسوية على أطراف الصرا وفق رؤيتها وهو ما يخشاه الساسة في اسرائيل. الفايناشيال تايمز تناولت فرص نجاح المفاوضات المقررة الأسبو المقبل بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتساءلت: مع معاودة المفاوضات بين الطرفين قريبا فهل هناك ما يدعو الى الاعتقاد بأن هذه المفاوضات ستكون مختلفة عن الجولات السابقة؟ واضافت أن الحكومة الاسرائيلية الحالية هي الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل، فيما القيادة الفلسطينية تعاني من الضعف والانقسامات الداخلية. وأشارت الى أن أوباما يرى أن هذه آخر فرصة لايجاد تسوية للصرا في الشرق الاوسط تضمن حدودا آمنة ومعترفا بها لدولة اسرائيل ودولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطا غزة عاصمتها القدسالشرقية.