تسببت الحرائق التي مست، منذ بداية شهر جوان الماضي ولغاية اليوم، عديد ولايات الوطن في إتلاف آلاف الهكتارات من المساحات الغابية والأشجار المثمرة وغيرها..ما جعل المختصين يُطالبون بضرورة إعادة النظر في مخطط الوقاية من حرائق الغابات وتجديده وفق ما تقتضيه التغيرات المناخية ووضع جهاز بحث في أسباب اندلاع هذه الحرائق. لا تزال الحرائق التي تُسجلها الجزائر كل صائفة تتسبب في خسائر مادية معتبرة، ورغم التحقيقات التي أجرتها المصالح المعنية خلال السنوات الماضية حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة إلا أنه لم يتم لغاية الآن الوصول إلى الحلول الكفيلة بوضع حد لهذا المُشكل الذي لا يزال يتكرر كل سنة، ويُطالب الخبراء والمختصين في هذا الميدان بضرورة إعادة النظر في مخطط الوقاية من حرائق الغابات بالجزائر وتجديده وفق ما تقتضيه التغيرات المناخية ووجوب إنجاز خريطة بكل ولاية تجسد مدى حساسية غاباتها للحرائق. كما يُطالب هؤلاء باستعمال المجال الجوي لمراقبة الغابات لاسيما بعد أن تعزز جهاز الحماية المدنية ب6 طائرات هليكوبتر والاستعانة بالأقمار الصناعية بعد انضمام الجزائر في هذا المجال إلى الإتحاد الأوروبي مما يمكنها من الاستفادة من خدمات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبية »إف س« للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها، إضافة إلى استحداث جهاز بحث في أسباب اندلاع هذه الحرائق يتكون على شكل لجنة مختلطة تتكون من ممثلين عن الغابات والحماية المدنية والدرك الوطني. ومن بين الحرائق التي سجلتها الجزائر خلال هذا الصيف ما شهدته ولاية تلمسان من إتلاف حوالي 1.360 هكتار جراء 25 حريقا مند شهر جوان الماضي، نفس الشيء بالنسبة لولاية تيارت التي سجلت نهاية جوان إتلاف 42 هكتارا من محاصيل القمح و21 هكتارا من الشعير و38 هكتارا من الأراضي المحصودة الموجهة للرعي و1.020 حزمة تبن، كما تسبب أحد الحرائق في إتلاف 20 هكتارا بتاخمارت فيما مست الحرائق الأخرى المحاصيل الزراعية في كل من السوقر وفرندة والرحوية ومشرع الصفا وتيارت. وبدورها شهدت ولاية بومرداس مع بداية شهر جويلية إتلاف الحرائق نحو 120 شجرة زيتون و ما لا يقل عن 32 هكتارا من الأدغال، أما ولاية المدية فسجلت إتلاف أكثر من 700 1 شجرة مثمرة وريفية التهمتها النيران بتابلاط، وبولاية برج بوعريريج، تسببت الحرائق في إتلاف 42 هكتارا من المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى 30.2 هكتار من الأصناف النباتية والأشجار الغابية، كما أتلفت النيران 75 هكتار من البلوط-الفلين والأدغال بولاية الطارف وبالضبط بجبال الزيتونة وحمام بني صالح والعيون. وسجلت ولاية غليزان اندلاع عدة حرائق أدت إلى إتلاف 65 هكتارا من المحاصيل الفلاحية و6 هكتارات من المساحات الغابية خاصة ببلديتي جديوية والرمكة، علما أن الحماية المدنية أحصت السنة الماضية 2014 نشوب 18 حريقا، بذات الولاية، تسبب في إتلاف 477 هكتارا من المساحات الغابية والأدغال، كما تسببت عدة حرائق شهدتها ولاية تيسمسيلت بداية شهر أوت الجاري في إتلاف أزيد من 40 هكتارا من الأشجار الغابية. ولم تقتصر الحرائق خلال فصل الصيف الحالي على الجزائر فقط بل مست عديد الدول، وهو الشأن مثلا بالنسبة لليونان الذي شهد شهر جويلية الأخير حرائق هائلة في الغابات المحيطة بالضواحي الشرقية للعاصمة اليونانية أثينا، وقد تطلب الأمر إجلاء ثلاث قرى، نفس الشيء شهدته كندا التي سجلت خلال ذات الشهر أكثر من 200 حريق، وبدورها شهدت اسبانيا نهاية الشهر الماضي إجلاء أكثر من 600 شخص إثر نشوب حريق غابوي في بلدة بإقليم غرناطة الأندلسي بجنوب البلاد، كما تم بالولايات المتحدةالأمريكية، الأسبوع الماضي، إجلاء أكثر من 13 ألف شخص بسبب حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا.