الرئيس تبون يثني على جهود مصالح الأمن والدفاع بعد تحرير الرهينة الإسباني    عرقاب يشارك في الاجتماع الخاص بمشروع ممر الهيدروجين الجنوبي    رمضان القادم سيعرف وفرة في مختلف المنتجات الفلاحية    رخروخ يشرف على وضع حيز الخدمة لشطر بطول 14 كلم    انطلاق الطبعة 20 للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن وتجويده    المشاركون في جلسات السينما يطالبون بإنشاء نظام تمويل مستدام    تحرير الرعية الاسباني المختطف: رئيس الجمهورية يقدم تشكراته للمصالح الأمنية وإطارات وزارة الدفاع الوطني    الفريق أول شنقريحة يستقبل رئيس قوات الدفاع الشعبية الأوغندية    إشادة واسعة بدور رئيس الجمهورية في قيادة جهود مكافحة الإرهاب في إفريقيا    مجلس الأمة : فوج العمل المكلف بالنظر في مشروعي قانوني الأحزاب السياسية والجمعيات ينهي أشغاله    تحويل ريش الدجاج إلى أسمدة عضوية    الجزائر ستكون مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر    استيراد 63 طنا من اللحوم الحمراء تحسّبا لرمضان    "فتح 476 منصب توظيف في قطاع البريد ودعم التحول الرقمي عبر مراكز المهارات"    61 ألفا ما بين شهيد ومفقود خلال 470 يوم    وزيرة الدولة الفلسطينية تشكر الجزائر نظير جهودها من أجل نصرة القضية    غوتيريش يشكر الجزائر    وحشية الصهاينة.. من غزّة إلى الضفّة    استفزازات متبادلة وفينيسيوس يدخل على الخط    حاج موسى: أحلم باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز    لباح أو بصول لخلافة بن سنوسي    هذا موعد قرعة كأس إفريقيا    إصدار 20500 بطاقة تعريف بيومترية و60 ألف عقد زواج    برنامج خاص لمحو آثار العشرية السوداء    9900 عملية إصلاح للتسرّبات بشبكة المياه    44 سنة منذ تحرير الرهائن الأمريكيين في طهران    لا ننوي وقف الدروس الخصوصية وسنخفّف الحجم الساعي    القلوب تشتاق إلى مكة.. فكيف يكون الوصول إليها؟    مزيان في إيسواتيني    تاريخ العلوم مسارٌ من التفكير وطرح الأسئلة    السينما الجزائرية على أعتاب مرحلة جديدة    "كاماتشو".. ضعيف البنية كبير الهامة    حدائق عمومية "ممنوع" عن العائلة دخولُها    "زيغومار".. "فوسطا".."كلاكو" حلويات من الزمن الجميل    نص القانون المتعلق بحماية ذوي الاحتياجات الخاصة يعزز آليات التكفل بهذه الفئة    تألّق عناصر مديرية الإدارة والمصالح المشتركة لوزارة الدفاع    من 18 إلى 20 فيفري المقبل.. المسابقة الوطنية سيفاكس للقوال والحكواتي    لتفعيل وتوسيع النشاط الثقافي بولاية المدية..قاعة السينما الفنان المرحوم شريف قرطبي تدخل حيز الخدمة    الغاز: بعد استهلاك عالمي قياسي في 2024, الطلب سيستمر في الارتفاع عام 2025    وفد برلماني يتفقد معالم ثقافية وسياحية بتيميمون    دراجات/ طواف موريتانيا: المنتخب الجزائري يشارك في طبعة 2025        كأس الجزائر لكرة القدم سيدات : برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    الأمم المتحدة: دخول أكثر من 900 شاحنة مساعدات إنسانية لغزة    شرفة يترأس لقاءا تنسيقيا مع أعضاء الفدرالية الوطنية لمربي الدواجن    شايب يلتقي المحافظة السامية للرقمنة    الاحتلال الصهيوني يشدد إجراءاته العسكرية في أريحا ورام الله والأغوار الشمالية    وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية في زيارة عمل وتفقد إلى ولايتي سطيف وجيجل    العدوان الصهيوني على غزة: انتشال جثامين 58 شهيدا من مدينة رفح جنوب القطاع    دومينيك دي فيلبان ينتقد بشدة الحكومة الفرنسية    الجوية الجزائرية: على المسافرين نحو السعودية تقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بدءا من ال10 فيفري    الجوية الجزائرية: المسافرون نحو السعودية ملزمون بتقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بداية من 10 فبراير    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلامي، مقدم نشرة الأمازيغية الحبيب إيغيبة: قصة ذهابي للمدرسة تستحق أن تكون فيلما ولازلت تلميذا بمدرسة التلفزيون(حوار)
نشر في صوت الأحرار يوم 25 - 01 - 2016

بهدوء سكان الصحراء، تحدث إلينا الإعلامي مقدم نشرة الأخبار بالأمازيغية في التلفزيون الجزائري الحبيب إيغيبة، وفتح قلبه ل "صوت الأحرار" ليكشف عن جوانب من الوجه الآخر لشخصيته، فوجدناه حاملا لهموم أبناء منطقته وهمزة وصل مع المسؤولين، مشددا على وعيهم في هذه الظروف التي تمر بها البلاد، كما تعرفنا على الإعلامي الحبيب، الصحفي، الأب والزوج.
كيف تقدمون أنفسكم لقراء "صوت الأحرار"؟
مارست أعمالا شاقة كالبناء وحفر الآبار من أجل أن أشتري لوازم دراستي
أنا الحبيب إيغيبة، من مواليد سنة 1976 ببلدية تاظروك بولاية تامنغست لؤلؤة الجزائر، من أبوين فقيرين ، أمي امرأة مناضلة كافحت وكابدت الصعاب من أجلنا ولا زلت أتذكر صورتها وهي تحمل قربة الماء أو حزمة الحطب على ظهرها وتتأبط ابنها، وأبي كان رجلا شهما قويا من أعيان عرش "آيت لواين" أحد أكبر وأعرق عروش الأهقار، ونظرا لبعد المدرسة عن قريتي الصغيرة "تين تاربين" آنذاك لم يسعفني الحظ فلم ألتحق بالمدرسة إلا بعد سن العاشرة وقصة ذهابي للمدرسة تستحق أن تكون فيلما، في الحقيقة أنا عشت طفولة صعبة لكنها مليئة أيضا بالكثير من التحدي ، فقد بدأت العمل في ورشات البناء وأنا ابن 15 وعملت تقريبا كل الأعمال الشاقة كالبناء وحفر الآبار من أجل أن أشتري لوازمي وما تتطلبه دراستي.
والدروس التي تعلمتها من نضال والدي كانت سببا مباشرا في شحذ همتي لأكون على ما أنا عليه اليوم ، وأنا متزوج وأب لطفلين.
ما هو تخصصكم الدراسي؟
أنا خريج كلية العلوم الاقتصادية بجامعة الجزائر، قسم العلوم التجارية، تخصص محاسبة وحاصل على شهادة نهاية تربص كخبير محاسب من المصف الوطني للخبراء والمحاسبين ومحافظي الحسابات.
كيف كان التحاقكم بمؤسسة التلفزيون الجزائري؟
التحاقي بالتلفزيون يعود الفضل فيه بعد الله للنائب عن ولاية تامنغست محمود قمامة، الذي بذل جهودا مضنية من أجل أن تلتحق التارقية بباقي مكونات الأمازيغية بالإذاعة والتلفزيون، وقد كلفني السيد النائب بتشكيل الفريق الذي سيلتحق بالتلفزيون، وقد كنا في البداية 10 صحفيين لكن مع الأسف الظروف أجبرت
من الطبيعي أن أكون نجحت في أشياء وتعثرت في أشياء كثيرة وعُثرت أحايين أخرى، لكن على العموم أنا راض على مشواري رغم تواضعه، و تعلمت الكثير من الأشياء في مدرسة التلفزيون الجزائري الذي يعتبر بحق مدرسة ولا زلت تلميذا بهذه المدرسة.
كيف توفقون بين عملكم المهني والواجبات العائلية؟
لا أكون صادقا معكم إن قلت أنني موفق 100 من المائة ، فبعد المسافة بين العاصمة وتامنغست جعلني أغيب لفترات طويلة عن عائلتي ولم أكن حاضرا عند ازدياد إبناي وبالتالي أشعر بأنني مقصر جدا في هذه الحالة، لكن الحمد لله تحسنت الأحوال لأني أتيت بالعائلة لتقيم معي هنا بالعاصمة وأود أن أوجه تحية لزوجتي التي تفهمت أوضاعي وساعدتني كثيرا في تلك الظروف العصيبة.
هل فكرتم يوما في تقديم الأخبار بلغة أخرى غير اللغة الأمازيغية؟
تقصدين باللغة العربية ؟ أنا نتاج المدرسة الجزائرية ، بمعنى أن تكويني الدراسي كاملا كان باللغة العربية، وبالتالي فلا تطرح اللغة مشكلا كبيرا بالنسبة لهذا الأمر، و قد أنجزت الكثير من التقارير باللغة العربية للنشرات الإخبارية ، لكن من الصعب أن تتاح الفرصة أمام عدد كبير من الزملاء الصحفيين اللامعين الجديرين والأكثر كفاءة مني.
ما هي الأسماء الإعلامية التي تأثرتم بها؟
في الجزائر كما قلت سابقا هناك كفاءات قيمة ، وقبل أن ألتحق بالتلفزيون كنت أتابع الكثير من المقدمين على غرار الأستاذ مدني عامر، زهية بن عروس، نصيرة مزهود وعبد القادر عياض الذي يتميز بحضور وصوت رائع ، ولما دخلت للتلفزيون أخذت الأستاذة فريدة بلقسام بيدي وساعدتني بشكل جعلني لا أنسى فضلها في بداية مشواري، كما لا أنسى زميلي عادل سلاقجي الذي دخل معي للأستوديو يوم قدمت أول نشرة من أجل نصحي بطريقة الجلوس الجيدة على الكرسي، و زميلتنا سكريبت ابتسام بوخالفة التي تواصلت معي بشكل جيد لاجتياز هذا الامتحان الصعب الذي أقابل فيه الجمهور على المباشر للمرة الأولى ، وتقديمي لهذه التفاصيل التي تبدو بسيطة ما هو سوى اعتراف بسيط لزملاء قدموا لي مساعدة ومن واجبي الاعتراف بفضلهم.
هل تلقيتم عروضا للعمل خارج الوطن؟
لا، لم أتلق أي عرض جاد للعمل في الخارج، و لم أفكر في ذلك.
بعد فتح قطاع السمعي البصري، كيف ترون واقع الإعلام في الجزائر؟
القائمون على الشأن الإعلامي لا يولون أهمية كبيرة للتكوين
رغم ما يقال عن العدد الكبير من القنوات الإعلامية التي أنشئت مؤخرا إلا أن ذلك لا يمكن إلا أن يكون إضافة في مجال الحريات في بلادنا ، ونتمنى أن ترى القوانين المنظمة للمهنة النور قريبا حتى تنظم الساحة الإعلامية ، ويتحصل كل الزملاء الصحفيين على جميع حقوقهم المادية والمعنوية ورغم حداثة التجربة إلا أن هناك عددا من القنوات الخاصة استطاعت أن تجد مكانا لها ، لكن الشيء الملاحظ على العموم أن القائمين على الشأن الإعلامي لا يولون أهمية كبيرة للتكوين وهذا ما ينعكس على الأداء بشكل عام .
تألق إعلاميون جزائريون في قنوات أجنبية، في رأيك ما هي الأسباب التي تقف وراء ذلك؟
طبيعة التكوين والمسار الدراسي تفرض على الجزائري التحكم الجيد في ناصية اللغة العربية ، وبالتالي يجد مكانته بسرعة في أي فضاء إعلامي، فمثلا ليس من السهل أن تحكم على جنسية صحفي جزائري من خلال لكنته ، على عكس أغلب الجنسيات الأخرى ، بالإضافة إلى أن القنوات الأجنبية أغلبيتها قنوات خاصة أو ذات رأس مال مختلط وبالتالي تحرص على انتقاء النوادر من الإعلاميين و تكوينهم بشكل جيد وهذه أيضا نقطة مهمة ، و كذلك وجود هامش حرية أكثر في تناول المواضيع حسب أجندة القناة و خطها الافتتاحي .
ما هو الموقف الذي عايشته أثناء عملك الصحفي وأثر على نفسيتك كثيرا؟
بالتأكيد هناك الكثير من المواقف التي حدثت لي وهو أمر عادي في مهنة كالصحافة ، لكن الموقف الأكثر إيلاما لي هو عندما لم تتعرف علي ابنتي بسبب غيابي عنها مدة طويلة لأني كنت أعمل في العاصمة وعائلتي تسكن بتامنغست .
بصفتكم رجل إعلام، ما رأيكم في الوضع العام الذي تعيشه البلاد في ظل ما يعيشه العالم العربي من أزمات وحروب؟
الجنوب الجزائري في أمس الحاجة إلى مدرسي اللغات الأجنبية
ليس من الضروري أن تكون إعلاميا حتى تعطي رأيا فيما يحدث من خراب في بعض الدول الشقيقة، لكن عدم الاستقرار والانفلات الأمني الذي تعيشه دول الجوار تفرض علينا كجزائريين أن نحتاط و نزيد من تركيزنا ، و أريد هنا أن أنوه بمصالح الأمن وقوات الجيش الوطني الشعبي التي تقوم بمجهودات جبارة و تحبط بشكل يومي محاولات تسلل أو إدخال أسلحة، خاصة على الحدود الجنوبية نظرا لعدم الاستقرار في كل من مالي وليبيا، ومناطقنا الجنوبية المتاخمة للحدود الجنوبية مازالت مناطق هشة من حيث التنمية وهو ما يفرض على الدولة بذل مجهودات إضافية لتسريع وتيرة التنمية المحلية بمناطق عدة من الجنوب، وأنا كواحد من أبناء المنطقة قدمت للسلطات منذ قرابة السنة تصورا لحلول بعض المشاكل التي يعاني منها السكان هناك، فالدولة رصدت مبالغ كبيرة من أجل تقليص الفوارق التنموية بين كل مناطق الوطن، لكن المواطن لازال يشتكي من نقص التنمية بمعنى أن هناك خللا ما يجب تداركه ، وقد نبهت في رسالتي لصناع القرار للكثير من الأمور ، كما قدمت نظرة بخصوص حل النزاع القائم في شمال مالي وتأثيرات هذا النزاع على المنطقة نظرا لحالة التداخل والترابط الاجتماعي بين سكان بعض مناطق جنوبنا وسكان شمال مالي والدور الذي يمكن أن يلعبه توارق الأهقار للمساهمة في حل هذا النزاع، لكن أرى أنه من الأحسن ألا أتكلم عنها بالتفصيل على صفحات الجرائد.
كما قلت، تشهد حدودنا الجنوبية تهديدات أمنية، هل سكان صحرائنا واعون بحجم الأخطار التي تتهددنا؟
تأكدي أن سكان هذه المناطق يشكلون خط الدفاع الأول عن أمن واستقرار الوطن، وهم الضامن لوحدة الوطن كما كان الحال إبان حرب التحرير ضد الاستعمار ، وبالتالي فهم ربما أكثر وعيا من غيرهم ، وعلى المسؤولين أخذ وجهات نظر العقلاء منهم بعين الاعتبار.
هل لنا أن نعرف بعض نقاط تصورك الذي رفعته للسلطات من أجل تنمية جنوبنا الكبير؟
الجميع يعلم أن صعوبة التنمية في الجنوب الكبير تعود إلى شساعة مساحة المنطقة والتباعد الكبير بين بلديات الولاية الواحدة بحيث يصل الأمر أحيانا 700 كلم، وهذا المشكل قد يجد طريقه للحل باستحداث الولايات المنتدبة، والأمر الثاني هو إيلاء التعليم الأهمية التي يستحقها فرغم أن الدستور ينص على أن التعليم من الحقوق الثابتة لكل المواطنين إلا أن الكثير من المناطق في الجنوب يقل فيها عدد المدرسين بشكل كبير خاصة مدرسي اللغات الأجنبية، فهناك مدارس لا تدرس فيها الفرنسية في طور كامل ولا يمكن حل هذا المشكل إلا بفتح فروع للمدارس العليا لتكوين الأساتذة بإحدى ولايات الجنوب بالإضافة إلى ترقية المركز الجامعي بتامنغست إلى جامعة و تكون فيه تخصصات ذات تسجيل وطني على غرار علم الفلك وعلوم الأرض والمناجم وعلم الآثار لأن منطقة الاهقار تعتبر مخبرا مفتوحا لهذه التخصصات فلا يعقل أن يدرس الطالب في جامعات بالشمال ويجري تربصات في الجنوب، وهذا الأمر سيساعد على ترقية مستوى التدريس بالجامعة ويساهم أيضا في التعارف بين أبناء الوطن ، بالإضافة إلى أني اقترحت إنشاء مصانع للاسمنت والرخام والزجاج نظرا لتوفير المادة الأولية لأن ذلك سيساهم بشكل كبير في امتصاص البطالة، وهناك أمر في غاية الأهمية وهو إعطاء الأهمية للكفاءات الشابة في المنطقة وعدم الاكتفاء فقط بالاستماع للوجوه السياسية التقليدية، وهناك نقاط أخرى لا أريد التحدث عنها في الإعلام حاليا.
تزخر الجزائر بإمكانيات سياحية هائلة لاسيما في جنوبنا الكبير، في نظركم ما هي الإستراتيجية التي تمكن البلاد من النهوض بالقطاع السياحي الحيوي؟
بالفعل، النهوض بالقطاع السياحي وحده يغنينا عن التبعية شبه الكلية للمحروقات ، لكن لكي ننهض بهذا القطاع نحن في حاجة إلى ثورة في ذهنيات الجزائريين قبل الثورة في تشييد الهياكل ، فالجزائر حباها الله بساحل من أجمل السواحل و صحراء من أكبر و أجمل الصحاري في العالم ، و تضاريس لا مثيل لها في المنطقة المغاربية ، فلماذا لا نقتدي بالكثير من الدول التي تعتبر السياحة ثروتها الأولى ، فاستغلال السياحة في حظيرتي الاهقار و الطاسيلي التي تعتبر أكبر متحف مفتوح في العالم وحدها قد تغنينا لآلاف السنين ، فعلى القائمين على القطاع التفاتة أكبر للسياحة خاصة الصحراوية منها و بناء مراكز تكوين المرشدين و المختصين في المجال ، كما لا ننسى قطاع الصناعات التقليدية الذي يعتبر ثروة هائلة أيضا فماذا لا تجبر المؤسسات والإدارات العمومية على استعمال المنتوجات الصناعية التقليدية للتأثيث مثلا.
هل فكرت في دخول عالم السياسة؟
في الحقيقة نحن دوما في ميدان السياسة، لأن عملنا فيه تغطية شبه يومية للأحداث السياسية ، أما خارج مجال العمل فأنا مناضل أو لنقل منخرط في حزب جبهة التحرير الوطني منذ سنة 1997، وشاركت في العديد من التظاهرات السياسية التي نظمها الحزب.
هل تنوون الترشح للانتخابات التشريعية العام المقبل؟
أعتقد أن الأمر لازال سابقا لأوانه ، لكني كشاب من حقى أن أطمح مادام الطموح مشروعا ، لكن أريد أن أقول لك أيضا أنه في ولايتي الكثير من الكفاءات التي تستحق التقدير وربما تكون ذات مردود أفضل مني.
تضمنت وثيقة تعديل الدستور المتواجدة حاليا على مستوى المجلس الدستوري، ترقية الأمازيغية لغة رسمية ، ما هو تعليقكم؟
دسترة الأمازيغية خطوة عملاقة في اتجاه تعزيز اللحمة الوطنية
من الطبيعي أن أكون مسرورا بدسترة الأمازيغية كلغة رسمية، وهذه خطوة عملاقة في اتجاه تعزيز اللحمة الوطنية وسحب البساط من مستغلي هذا الملف لأغراض سياسوية، وأرجو أن يكون المجمع الذي سيستحدث لاحقا لترقية اللغة الامازيغية مجمعا جامعا لكل مكونات اللغة والثقافة الامازيغية وتكون له فروع في الولايات، وليس كما حصل للمحافظة السامية للأمازيغية، كما يجب أن تفتح فروع لتدريس الأمازيغية في جامعات الوطن خاصة جامعة الجزائر .
تضاربت الآراء حول كيفية كتابة الأمازيغية، فهناك من يرى ضرورة كتابتها بالحرف العربي وهناك من يدعو إلى اعتماد الحرف اللاتيني، ما هي وجهة نظركم؟

أنا من أنصار كتابة الأمازيغية بحرف التيفيناغ
أنت أغفلت في سؤالك الداعين لكتابة الأمازيغية بحرف التيفيناغ وهو الحرف الأصلي للأمازيغية وأنا من هؤلاء، لكن أمر مصيري كهذا يجب أن يتخذ من قبل الخبراء وأهل الاختصاص بعيدا عن العواطف والايدولوجيا ، أنا مثلا أكتب مقدمات نشراتي الإخبارية بالحرف العربي ولا أجد صعوبات كبيرة في ذلك فقط يجب أن نتفق على بعض التفاصيل الصغيرة، وهناك من الزملاء من يكتبها بالحرف اللاتيني، وعليه أنا من أنصار كتابة الأمازيغية بحرف التيفيناغ ولا أعتبر كتابتها بالحرف العربي خيارا سيئا، لكني أعتبر أن هذا القرار سيكون قرارا سياسيا يتخذ بناءا على ما يوصي به أهل الاختصاص وأستبعد أن يكون بالحرف اللاتيني .
ما هي نقاط التشابه والاختلاف في اللهجات التي تحتويها الأمازيغية، وفي نظرك ما هي اللهجة القريبة إلى الترقية؟
كل ألسن الأمازيغية فيها بعض الكلمات المتشابهة ، وبعض الكلمات القريبة من بعضها أي أن الاختلاف يكون في حرف أو حرفين أو في طريقة النطق ، إلا أنني أعتبر أن التارقية تكاد تكون لغة بذاتها نظرا لتوفرها على أغلب مقومات اللغة من أحرف وحساب وقواعد لغة من صرف ونحو، فمثلا عند التوارق توجد الأعداد من واحد إلى ما لا نهاية كما هو الحال في باقي اللغات على عكس بقية مكونات الأمازيغية و توجد كل الضمائر بالإضافة إلى صيغ المفرد والجمع .
هل يحمل طفلاك أسماء ترقية؟
إبنتي البكر اسمها عائشة وهو اسم شائع جدا عندنا أما ابني فاسمه محمد ياسين وهذان الاسمان ليسا غريبين عند التوارق وعند غيرهم.
هل تتكلم مع أبنائك اللهجة الترقية؟
بالتأكيد، أحاول أن يتعلم أبنائي لغة أجدادهم لكنني لست متعصبا لها.
كيف تأقلمت مع صخب العاصمة خاصة وأن طباع سكان الصحراء تتسم بالهدوء؟
المشكل الكبير في العاصمة ليس الصخب والأضواء فقط، لكن المشكل الأكبر الذي يعاني منه الجميع هو الازدحام المروري، فلا يمكن للشخص هنا أن يقضي حاجتين في اليوم ، أنا كنت أظن أني ألفت صخب المدينة بعد مرحلة دراستي بالمتوسط وتنقلي من بلدية صغيرة نائية إلى الثانوية في وسط عاصمة الولاية تامنغست، وأعتقد أن السنوات الطويلة التي قضيتها بالعاصمة منذ دراستي الجامعية كفيلة بأن تجعلني على درجة مقبولة من التكيف.
ما هي الشخصية الوطنية التي تتأثرون بها وأخرى عالمية؟
وطني مليء بالشخصيات التي تستحق التقدير والاحترام ، وليتنا نقتدي بها والأمثلة كثيرة ، لكن شخصية مثل الحاج باي أخموك أمنوكال الأهقار الذي أفشل خطة المستعمر في فصل الصحراء عن الجزائر لابد أن تكون مثالا محترما ، لكن مع الأسف لا يعرف عنه الكثير و ربما لم يذكر في برنامج التاريخ الدراسي ، أما في العالم فأنا أجد أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي قتله المحتل نظرا لثباته من أجل تحرير الأقصى شخصية تستحق أن نذكرها بكل التقدير.
في أي مكان يرتاح الحبيب إيغيبة؟
أجد راحتي بين أفراد عائلتي ، لكني أفضل كثيرا الهدوء الذي أجده هنا بالعاصمة و أنا أتأمل البحر ربما لأنه يشبه في شساعته للصحراء التي نشأت فيها ويراودني الحنين إليها في كل مرة ، فالبحر يعطيك فرصة التأمل والتدبر في عظمة خالق هذا الكون الفسيح .
متى ينزعج الحبيب إيغيبة؟
أنا قليل الانزعاج، لكن قد يزعجني ما يمكن أن يزعج أي شخص آخر.
كيف هو لحبيب ايغيبة كأب وزوج؟
أحاول قدر المستطاع أن أكون رب العائلة المثالي ، أحاول تربية أبنائي على النهج الذي أراه صحيحا ، ممكن صعوبات الحياة تمنعنا أحيانا من تحقيق أحلامنا لكن أتمنى أن يعيش أبنائي طفولة أحسن من تلك التي عشتها أنا.
بعيدا عن الإعلام، ما هي اهتماماتك؟
أنا أهتم كثيرا بالمطالعة وقراءة الجرائد خاصة
آخر كتاب طالعته؟
كتاب سنوات الشاذلي للكاتب الصحفي حميدة العياشي، وقرأت رواية ذاكرة الجسد للروائية الجزائرية العالمية أحلام مستغانمي للمرة الثانية.
ما هو اللون الموسيقي الذي يستهويكم؟
أنا وفي جدا للموسيقى المحلية خاصة الإمزاد، وأستمع أيضا لعمالقة الفن الشعبي كدحمان الحراشي، كمال مسعودي وغيرهم.
هل أنتم من متتبعي الرياضة؟
لست شغوفا جدا بالرياضة لكني أتابع أخبارها من حين لآخر ومتابع لمحترفينا الذين يصنعون الحدث في بعض الفرق الأروبية على غرار براهيمي في بورتو البرتغالي والمايسترو رياض محرز الذي يقدم موسما رائعا مع ناديه الانجليزي إيستر سيتي.
ماذا تعني لك هذه الكلمات؟
الجزائر: الحضن الدافئ.
الصحافة: قيل إنها مهنة المتاعب، لكنها ممتعة أيضا.
الصحراء: مصدر إلهام لا يعرف الكثيرين قيمته.
الأمازيغية: ثابت من الثوابت الوطنية.
التوارق: هم من طوع الصحراء ويظهرون دائما عند الشدائد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.