رافع عبد الكريم عبادة عضو أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني مكلف بالتكوين السياسي، خلال كلمته الموجهة للمؤتمر الخامس للأحزاب العربية المنعقد بدمشق، لصالح مواكبة التطورات العالمية وتمكين البلدان العربية من مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تعصف بالعالم بسبب ما أسماه »جشع الاحتكارات وتسلط الدول الكبرى« وهو ما يفرض، يضيف، ضرورة تفعيل النظام العربي كي يأخذ مكانته على الخريطة الإقليمية والدولية. أكد عبد الكريم عبادة الذي ترأس وفد حزب جبهة التحرير الوطني المُشارك في هذا المؤتمر والمتكون من نورالدين بن نوار وحسان جمام، مساندة حزب جبهة التحرير الوطني لمواقف سوريا ودعمه الكامل لرفضها التدخلات والابتزازات الخارجية في شؤونها والشؤون العربية، موضحا أن الأفلان كان على الدوام في مقدمة الأحزاب العربية التي تسعى لتوحيد الكلمة ورص الصفوف، وهو اليوم يواصل مسيرته النضالية من أجل التنمية وتحقيق الاستقرار والتقدم والازدهار في الجزائر. واعتبر عبادة المؤتمر الخامس الذي احتضنته العاصمة السورية دمشق أيام 11، 12 و13 نوفمبر الجاري وشارك فيه 107 حزب عن مختلف الدول العربية، فرصة لهذه الأحزاب كي تُنسق المواقف وتعمل على مواكبة التطورات العالمية ومواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن الأمة العربية تواجه اليوم عدة تحديات ومخاطر على رأسها مواصلة الكيان الصهيوني لسياساته العدوانية والاستعمارية والعنصرية بهدف تثبيت احتلاله وسيطرته وتهويده للأرض الفلسطينية والقدس الشريف مستغلا دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية ورافضا حتى مجرد تجميد مؤقت للاستيطان ومتملصا في الوقت نفسه من استحقاقات عملية التسوية مع الشعب الفلسطيني ضاربا عرض الحائط ما يُسمى المبادرة العربية للسلام. وحسب عضو أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني، فإن هذه الأوضاع تفرض حث الجهود لاستعادة التضامن العربي في مواجهة ما أسماه »الكيان المصطنع وسياساته المتغطرسة« باعتبار أن سياسة الفرقة تُشجعه على الغي والعدوان، كما تفرض علينا بذل المزيد من الجهود لدفع القوى الوطنية الفلسطينية إلى التوحد والتوافق على استراتيجية نضالية واضحة بما يدعم كفاح الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه في التحرير والعودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. أما التحدي الآخر، فيتمثل في دعم شعب العراق ومقاومته الصامدة لدحر الاحتلال الأمريكي قصد تعزيز وحدته الوطنية وسيادته على كامل أراضيه وتمكينه من استعادة عافيته، إضافة إلى مساندة السودان في مواجهة التدخلات الخارجية الظالمة التي تستهدف تقويض سيادته والعبث بوحدته الوطنية، ناهيك عن ضرورة تفعيل النظام العربي كي يأخذ مكانته على الخريطة الإقليمية والدولية سيما وأن المنطقة العربية قد أصبحت مرتعا للتنافس الإقليمي والدولي وذلك في غياب النظام العربي وفي ظل تشتت قواه وارتهان إرادته. وبعد تأكيده بأن ضعف مواجهة المخاطر الخارجية تعود كذلك إلى التشتت المذهبي والطائفي والإثني الذي أصبحت تعيشه بعض البلدان العربية، رافع عبادة لصالح العمل تجاه تحقيق الاندماج الوطني في المجتمعات العربية وتجاوز الخلافات الجانبية للانطلاق في بناء الأوطان الحرة ومنه بناء دولة المؤسسات والقانون والسير في دروب التنمية المستدامة ودروب التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبار أن النهوض الاقتصادي الحقيقي يتطلب أساسا نهضة في التعليم وتعزيز مكانة المرأة وتمكين المواطن من حقوقه ومن الحريات الأساسية. وبرأيه، فإن هذه التحديات هي التي تُمكن المجتمعات العربية من مواكبة التطورات العالمية وتمكينها من مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تعصف بالعالم بسبب جشع الاحتكارات وتسلط الدول الكبرى. يذكر هنا أن المؤتمر الخامس للأحزاب العربية المنعقد بدمشق تحت شعار »القرار العربي المستقل« افتتحه الرئيس السوري بشار الأسد.